Author

أسئلة في خصخصة الطيران والهاتف

|
[email protected]   بدأت الحكومة بالاتجاه نحو الخصخصة بطرح أول شركة تابعة للحكومة هي شركة الاتصالات السعودية, التي تعتبر من أنجح الشركات خاصة في الأرباح التي تحققها وتوزعها على مساهميها, وحين بدأت شركة الاتصالات بتقديم الخدمة منفردة , كانت الأسعار عالية, وهذا منطقي في ظل الاحتكار وطبيعة الإدارة الحكومية, ثم جاءت فرصة طرح رخصة الهاتف الجوال فقط من خلال منافسة ومناقصة كانت حديث الوسط الاقتصادي وقتها, وتقدمت شركات كثيرة تتسابق للفوز برخصة الجوال السعودي من مختلف بقاع العالم سواء بتحالفات أو منفردة, وقدمت مليارات الريالات للفوز بالرخصة, وهؤلاء المستثمرون يعرفون ما السوق السعودية وأي فرصة تتاح في هذا الجانب, حتى أصبح المواطن البسيط يعرف أنها مجدية, وفاز بالرخصة شركة اتحاد اتصالات الإماراتية بتحالف مع بعض الشركات في الداخل, وكانت قيمة الرخصة تقارب ثلاثة عشر مليار ريال, ذهبت لخزانة الدولة, كمصدر إيرادات كبير جدا سيعود على الاقتصاد الوطني من خلال بناء مدارس أو مستشفيات أو سداد دين أو استثمار مستقبلي, ثم طرحت الرخصة الثالثة بمنافسة أكثر حدة وأكثر تنافسية ووصلت الشركات التي تقدمت للرخصة الثالثة إلى أكثر من 12 شركة, وتم ترسية الرخصة الثالثة تقريبا على اتحاد mts الكويتية بسعر 23 مليار ريال (ثلاثة وعشرون مليار ريال), إذا قطاع الاتصالات " كعكة " تتسابق عليها الشركات الدولية والمحلية, ومصدر دخل كبير للدولة, ونجحت الدولة بتوجهها بأن تحقق الاستثمار الأفضل ببيع الرخصتين بما يقارب 36 مليار ريال (ميزانية دول مجاورة) ناهيك عن الخدمة التي تتبعها من تقديم الخبرة والتوظيف للمواطنين وتقديم التقنية وبنية تحتية إلى آخره من خدمات تابعة, وهذه تسجل لسياسة الدولة في استثمار وتخصيص القطاع العام. الآن, ظهرت لنا شركات طيران جديدة, ثلاث أو أربع شركات, وهي أيضا تتبع منهجية الدولة في سياستها لتخصيص القطاع العام, من خلال تحقيق مكاسب استثمارية, وتقديم خدمات بجودة عالية, وأسعار أقل, لكن ما لاحظته أن شركات الطيران التي تقدم الآن خدماتها ظهرت دون مقدمات, فرئاسة الطيران المدني لم تطرح مناقصة أو منافسة للفوز برخصة الطيران سواء المحلي أو الدولي, سألت البعض هل طرحت مناقصة ولم أكن دقيقا في متابعتي, لم أجد إجابة, وشركات الطيران الآن تقدم خدماتها دون أي موانع وتعثر, فهل نظام الطيران المدني يختلف عن رخصة الجوال مثلا؟ هل المنظمات الدولية مثلا "إياتا" لها منهجية مختلفة في تخصيص الطيران؟ أم هناك رسوم دفعت وترسية ومناقصة ومنافسة تمت لكن لم تظهر للعلن ؟ أم هل رخصة الطيران لدينا مفتوحة للجميع يمكن التقدم لها لأي طرف؟ أسئلة .. أقول ذلك باعتبار أنها نوع من التخصيص للقطاعات الحكومية وبيع امتيازات بأسعار مجزية لتحقيق عوائد, وباعتبار الخطوط السعودية التي تتجه للتخصيص في قطاعاتها الآن تقترب من الطرح في السوق كاكتتابات بتدرج, وستفقد حصة كبيرة من دخول الشركات المنافسة, ولا أستطيع أن أجزم بشيء نهائيا, إنها أسئلة .. أتمنى من جهات الاختصاص التوضيح .. مع خالص التقدير.
إنشرها