النشاط المدرسي يكافح البطالة ويعد القيادات .. المحفزات ضعيفة!

النشاط المدرسي يكافح البطالة ويعد القيادات .. المحفزات ضعيفة!

النشاط لغة يعني الممارسة الصادقة لجميع أنواع النشاط، ولكي تكون الممارسة صادقة فإنه يجب أن تتآزر جهود منسوبي التربية والتعليم لهذا الغرض النبيل.
والمعلوم أن دراسات التربويين وآراء الخبراء تؤكد أهمية الأنشطة الطلابية كونها مدخلا مهما لفهم احتياجات الطالب ومتطلباته، ومعززاً رئيساً للنشاط الصفي، ومكملاً لتحقيق جوهر رسالة التربية والتعليم، فهي تسهم في غرس مكارم الأخلاق في نفوس أبنائنا الطلاب.
وانطلاقا من هذه الأهمية وإيمانا بجوهر رسالة النشاط، ولأن المعلم يمثل أحد أضلاع النشاط الطلابي الرئيسة سواء أكان ذلك داخل حجرة الدرس أم خارجها، آثرت" الاقتصادية " أن تستطلع آراء عينة من التربويين بلغت 200 معلم حول مدى مشاركتهم بفاعلية في النشاط الطلابي. وجاءت حصيلة الاستطلاع أن نسبة 73 في المائة يرفضون التفاعل مع الأنشطة اللاصفية، في حين أن النسبة المتبقية (27 في المائة) تؤيد المشاركة.
في السياق ذاته، أكد سعود أبو عباة المشرف التربوي في مركز الإشراف في الدرعية أهمية النشاط في المدارس ومردوده التربوي في تحجيم البطالة من ناحية حب الطلاب للمدرسة واستمرارهم فيها بدلا من تسربهم من المدارس نتيجة الملل والروتين، لافتا إلى أن النشاط الطلابي يعد القيادات متى ما توافرت الظروف المناسبة له، مؤيدا نتيجة الاستطلاع، ومركزاً على أن المحفزات ضعيفة ما يصيب العاملين في النشاط الطلابي بالعزوف عن الأنشطة.
وأبان أبو عباة أننا استبشرنا خيراً فور سماعنا بتطوير النشاط من خلال استحداث مسمى وكيل الأنشطة الطلابية، إلا أن الأمر لم يتم، وقال: بناء على خبرتي الطويلة التي اكتسبتها خلال عملي معلماً في جميع المراحل الدراسية، ومشرفاً للتربية الفنية، ومشرف نشاط فإنني أدعو إلى ضرورة التفات القائمين على النشاط في الوزارة والإدارة والمراكز ودعمه وتحفيز المعلمين على التسابق عليه والتنافس فيه.
واستشهد بقصة تعزز ضعف المحفزات المقدمة للعاملين في النشاط، حدثت لرائد نشاط مبدع نقل مدرسته نقلة نوعية حتى أضحت من خيرة المدارس المميزة في النشاط، مضيفا: نظراً لوجود معلم زائد في المدرسة قررت الإدارة إجراء مفاضلة بين المعلمين، وكان هو ضحية هذه المفاضلة التي لم يكن لجهود رائد النشاط فيها أي تقدير، فإذا كانت استمارات المفاضلة والنقل لا تحفز المعلمين فإن عزوفهم سيستمر ما سينعكس سلباً على الأنشطة، لذا أصاب تلك المدرسة الركود القاتل في الأنشطة.
على الصعيد ذاته، استبشر عادل الغدير مشرف النشاط في الإدارة العامة للتربية والتعليم بطرح الإدارة أدلة للنشاط الطلابي في المراحل الدراسية كافة، وقال: "إنها كفيلة بتقليل ما يتعرض له النشاط من عوائق، وفرصة لتوحيد الرؤى والأهداف والمنطلقات، والقضاء على العشوائية في إعداد الخطط من الرواد والمعلمين.
من جانبه، أبان المعلم عبد المحسن الحقيل معلم في ابتدائية مالك بن سنان التابعة لمركز إشراف الشمال التربوي، أن رائد النشاط هو محور العملية ويستطيع أن يتغلب على بعض المعوقات التي قد تؤدي إلى عدم إقبال المعلمين على الأنشطة بإلهاب حماسهم إذا تم اختياره للنشاط عن قناعة وليس عن طريق ترشيح مدير المدرسة له، مضيفا: بعض المديرين قد يرشح معلما لا تتوافر لديه مواصفات رائد النشاط.
أما عبد الله المحيذيف رائد النشاط في مدرسة الإمام عاصم لتحفيظ القرآن الكريم، فأكد أن هذه المعوقات نستطيع التغلب عليها بتفهم رائد النشاط طبيعة عمله وإدراك المعلمين أهمية النشاط ودوره في إبراز المواهب وبناء الشخصيات. ويؤكد عبد العزيز السراء مدير مدرسة جعفر بن محمد الثانوية ذلك مقترحاً خطوة رائعة تعزز قيمة النشاط وأهميته وهي ضرورة أن يكون هناك تعاون بين وزارة التربية والتعليم والجامعات لإعداد المعلمين لمعرفة أبعاد النشاط ودوره والمهارات اللازمة لممارسته. في حين يرى مصلح القحطاني مدير الفرسان الأهلية ـ القسم الثانوي ـ أن رائد النشاط هو الأداة التي بواسطتها يتحرك الجميع من معلمين وطلاب.
من جانب آخر، أشار طلال الحربي رائد النشاط في ثانوية الصديق إلى ركيزة أساسية يجب ألا تُغفل ألا وهي إيجارات المقاصف، مبينا أن عوائدها المالية لا تفي بمتطلبات النشاط الطلابي بخلاف الوضع في السابق حيث كانت العوائد عالية والنشاط في غاية الإبداع والتجديد والتميز.
واقترح طارق اليوسف معلم الحاسب الآلي في معهد العاصمة النموذجي حلاً لإشكالية كثرة الحصص والأعباء اليومية بإعفاء المعلم من الإشراف اليومي، وعدم وضعه في جدول حصص الانتظار، مع مراعاة أهمية تقدير المعلم المتفاعل في الأنشطة وعدم مساواته بغيره.
أما الطالب وهو المعني والمستهدف من هذه الأنشطة فكان له رأي من خلال ما أبداه الطالب عبد الله الأحمري من ثانوية عبد الرحمن الغافقي الذي أكد أن من أبرز الأمور التي تضعف النشاط عدم وجود نشرات توعوية يطلع الطالب من خلالها على أهمية النشاط ورسالته التربوية، مشيراً إلى أن أبرز العوائق يتمثل في ضغط الجدول الدراسي فالطالب لديه أولويات يجب أن يهتم بها، أضف إلى ذلك ضعف إمكانات المدرسة، فكيف أبرز قدراتي في المسرح والمدرسة لا يوجد فيها مقر له؟!

الأكثر قراءة