الفتنة في العراق.. لعن الله من أيقظها

يقال إن "عجوزا حاقدة لها:
سياسة حقد أين من نفثاتها.. لعاب الأفاعي أو سموم العقارب
هذه العجوز رحلت إلى العراق وحلت في غرفة صغيرة في قصر مهجور "يحرسه مارد" نمرود، وفورا فوجئت "العجوز" التي يقال إنها حفيدة (البسوس) (التي أوقدت حربا دامت أربعين عاما بسبب تعنت جليلة أخت كليب التي رفضت إطفاء الحرب إلا بشرط واحد هو إعادة أخيها كليب حيا).
انتفضت العجوز وسألت المارد ماذا يريد؟ فأجابها آمرا.. (أن تشغله عنها بعمل – له أول وليس له آخر – وإلا فإنه سيشغلها هي بفنون من الجنون).
فكرت تلك العجوز ونظرت إلى القصر الكبير المتراكم عليه أتربة وغبار وأوساخ منذ مئات السنين.. وأشارت إليه بأن ينظف القصر ويجعله كما كان أو أحسن نظافة وترتيبا ـ وكانت تأمل أن (تلهيه بعمل يستمر طويلا تكون خلاله أنهت مهمتها من المدينة وترحل تاركة له هذا القصر المسكون).. ولكنها فوجئت أنه "أنهى هذه المهمة خلال ثانية وكأنه (العفريت الذي أحضر عرش الملكة بلقيس للملك سليمان في لمح البصر).. وطالبها بمهمة تلهيه عنها فطلبت منه (همبرجر من أمريكا) فأحضره في لمح البصر أيضاً.. مكررا طلبه أن تشغله بمهمة لا تنتهي.. ففكرت وقدرت ثم أعطته (المهفة – المروحة) وكشفت عن (فمها) وقالت (هف عليه حتى ينسد).. وبدأ يهف ويهف حتى (كلت سواعده) وتصبب عرقه وانخلع كتفه.. ثم تبخر راميا عليها المهفة تاركا لها القصر.
هذه الأسطورة تذكرني بما يحدث في العراق حيث تمثل "العجوز" القوة التي أشعلت الفتنة الطائفية والتي عجز (المارد) الذي يمثلها – اللحمة الوطنية – عن التغلب عليها.. رغم (المهفة) التي تمثل محاولات الأمة العربية والإسلامية والجامعة العربية إطفاء الفتنة التي وصفها خليل مطران قائلا:
وحلّت كلّّ كارثة ضروس
تحطم بالأظافر والنُّيوب
أبيح ضعاف قومك للرّزايا
وقد غلّت يديك يدا شعوب
تفقّدك الأيامى واليتامــى
وقد عصفت بهم أمّ الحروب
فوا حربا لدار قسّموهــا
تباع على المواطن والغريب

وكأنه يعني عراق اليوم.

وصدق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين قال: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها).
وهذا أبو العلاء المعري قبل ألف عام تقريبا يقول:
أما العراق فعمّت أرضه فتن مثل القيامة غشتها غواشيهــــا
والشام أصلح إلا أن هامتّـه قضّت وأسرى على النيران عاشيها

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي