أوقفوا الاكتتابات .. حتى يتم علاج السوق

[email protected]

لو أن مريضا ساءت حالته وفقد الشهية .. وأخذ يبتلع الطعام بصعوبة بالغة .. فأيهما أولى أن يعالج ثم يطعم أو أن توضع أمامه الأطباق الشهية قبل العلاج؟!
هذه بالضبط حال سوق الأسهم اليوم .. فهيئة السوق المالية تصر على أن ترخص بطرح الاكتتابات في ظل حالة السوق التي لا تتحمل المزيد!!
والاكتتابات الجديدة .. إما أن تكون شركة عائلية أو غير عائلية قائمة حتى لو لم يكن نشاطها حيويا وواعدا ولا تملك أصولا أو أن تكون شبه متعثرة ومع ذلك يحمل سعرها علاوة إصدار توافق عليها الهيئة ويتحملها المواطن البسيط ثقة بموافقة الهيئة التي لا أعتقد أنها تتعمق في دراسة مقدار علاوة الإصدار، إما لأنها لا تملك الجهاز الفني القادر على ذلك أو لأنها تعتمد على تقييم طرف ثالث أو أن تكتفي بتعهد أحد البنوك بتغطية الاكتتاب. ولقد طرحت شركات عديدة بعلاوة إصدار مبالغ فيها ثم انخفض سعر السهم بشكل حاد بعد طرحها للتداول مباشرة مما يعني أن علاوة الإصدار ليست صحيحة.
أما النوع الثاني من الاكتتابات فإنه لشركات جديدة وبعضها لا يزال على الورق (إعمار المدينة الاقتصادية)، فكيف يسمح بطرح هذه الاكتتابات التي تدخل في باب (بيع المجهول)، والأولى ألا يسمح من الآن فصاعدا لأي شركة بطرح أسهمها إلا بعد مضي فترة كافية يتحمل خلالها المؤسسون المخاطر بقدر ما سيحصلون عليه من أرباح .. وتثبت الشركة خلال هذه الفترة التي تراوح بين عامين وثلاثة أعوام قدرتها على النجاح والاستمرار قبل أن يدخلها المساهم البسيط الذي لا يملك أدوات التحليل والتقييم الصحيحة وينطبق هذا تماما على شركات التأمين التي ستطرح للاكتتاب العام مباشرة مع أن مخاطر سوق التأمين عالية جدا كما هو معلوم.
وأخيرا: يا هيئة السوق المالية أين خطوات العلاج الجادة لسوق الأسهم .. وأهمها السوق الموازية والسماح للمؤسسات المالية العالمية بدخول السوق لكي تساهم في نشر الوعي الاستثماري الصحيح وتصدر التقارير والتحليلات الفنية والمالية عن السوق بصورة منتظمة وبالأسلوب المتعارف عليه في جميع الأسواق العالمية؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي