Author

ميزانية بالأهداف.. هل تتحقق ؟!

|
[email protected] أعلنت الميزانية العامة للدولة, يوم الإثنين الماضي, بأرقام تاريخية غير مسبوقة, ولست بصدد إعادة ذكر للأرقام التي نشرت في كل وسائل الإعلام السعودية, ولكن اللافت في هذه الميزانية أنها ذات أرقام إيجابية تاريخية, فقد حققت فائضا بمقدار 265 مليار ريال فعليا عن عام 2006م, أيضا توجيه 100 مليار ريال كاحتياطي للدولة, وهناك الكثير من الأرقام المهمة في الميزانية, ولكن هذين الرقمين, الفائض والاحتياطي, هما الجديد الذي يحدث بعد مرور عدة عقود من السنوات فهما يعكسان مدى إيجابية الموازنة العامة للدولة, وما ينتظر هذا الوطن من حجم إنفاقي كبير يواكب هذا النمو العالي في السكان والمتطلبات وحتى التحديات, لكن ما أود التركيز عليه هنا, أننا أن الميزانية العامة للدولة أو حجم الأموال الآن متوافر منذ عام 2003م حيث حققنا عام 2003م فائضا بمقدار 45 مليار ريال, وعام 2004م فائضا بمقدار 130 مليار ريال, وعام 2005م فائضا بمقدار 217.8 مليار ريال, وأخيرا عام 2006م. حققت الميزانية فائضا بمقدار 265 مليار ريال, بإجمالي فوائض مالية عن أربع سنوات (2003 - 2006 م) 657.8 مليار ريال. هذه الأرقام هي أقصى ما تبحث عنه الدول لتحققه كفوائض مالية جيدة, من خلال مصادر دخل الدولة ونحن نعتمد هنا على مصدر النفط كمصدر رئيسي ومهم ساعدت أسعار النفط على تحقيق هذه الفوائض المالية المميزة, لكن السؤال المهم الذي يجب أن يطرح, ماذا حدث على أرض الواقع من إنجازات في هذا الوطن كاقتصاد كلي وشامل, وللمواطن, وللمستقبل؟! حين نريد استعراض ما يحدث في أرض الواقع, أجد أننا لم نحقق ما يوازي هذه الفوائض المالية, فاستثمار الأموال التي يتم تخصيصها للوزارات الحكومية أو حتى شبه الحكومية هي كبيرة ومميزة, ولكن لا نجد الحلول تنتهي للمشكلات التي تحدث للاقتصاد الوطني أو للمواطن, فنلاحظ القصور في الخدمات كثيرا, نقص المياه والمعاناة, انقطاعات الكهرباء وتوقفها في أوقات الصيف, فرص العمل المحدودة وخاصة المرأة, الفرص التعليمية داخل المملكة تظل محدودة وصعبة, مكافحة الفقر, البنية الأساسية من صرف صحي ومطارات "مطار جدة مثال", عدم وجود بيئة صناعية رافدة للاقتصاد الوطني, المستشفيات وقلتها ومعاناتها, وغيرها كثير, ولكن أريد التركيز على أن ملامسة تأثير هذه الفوائض المالية في الاقتصاد ككل تظل دون مستوى الإنجاز, وسبق لخادم الحرمين الشريفين أن خاطب الوزراء "بأن لا عذر لهم بعد اليوم" إشارة لوجود المال الذي كان يعتبر عائقا في الإنجاز أو تحقيق الأهداف, ولكن الآن ومن سنوات قليلة وجدت الفوائض لكن المشكلات والقصور لم تنته, فما زالت المعاناة مستمرة حقيقة لبعض مما ذكرت, فلن تجد سريرا في مستشفى بسهولة أو بدرجة عالية من الكفاءة, ولن تجد مطارا راقيا وكافيا كمطار جدة, ولن تجد صرفا صحيا أو مياها في جدة وغيرها بسهولة, ولن تجد مقعدا جامعيا أو كلية لابنك أو أخيك بسهولة, ولن تجد ولن تجد, هذه بعض ما يفتقده المواطن, وهنا نحمل الوزراء والوكلاء وكل مسؤول بمكانه, فحين كان العذر هو المال أو المخصصات غير كافية, فهي الآن تضخ بكل قوة وكفاية, ولكن ما هي كفاءة وقدرة الوزارة على الإدارة بكفاءة وتحقيق الأهداف والتطلعات, يجب أن نعيد النظر في من هو المنجز والمدير وماذا يعمل, حين تجد مشكلة "أي مشكلة" لا تنتهي بسهولة أو بحلول سهلة وبكفاءة, الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - شعرت من خطابه للوزراء وللمواطن, قمة المصداقية والأبوة والتطلع لهذا الوطن والمواطن بأن يحقق لهذا الوطن عزته وقوته وشموخه, وأن يحقق للمواطن رفاهيته وحقوقه وألا يكون هناك قصور أو محتاج, الملك - حفظه الله - فعل كل ما بوسعه باعتماد احتياجات الوزارة والجهات الحكومية الأخرى وتدخل أكثر من مرة لمزيد من رفاهية المواطن, ولكن يحتاج هذا الإخلاص الملكي إلى رافد داعم ومثابر وهي الوزارات الحكومية, ومتى تحققت الأهداف التي تحدد بكفاءة وبأقل تكلفة نكون وصلنا للنقطة العادلة للجميع. على الوزارات والجهات الحكومية وشبه الحكومية أن تعمل بكل طاقاتها وقوتها, بالسرعة والوقت المناسب والكافي غير المحبط للمواطن أو المهبط له, على هذه الجهات أن تعمل على الإنجاز للوطن الذي يعاني منها من سنوات, علينا أن نعمل كلنا في سبيل الوطن ووطن أقوى لمواجهة التحديات, والاستفادة من كل "ريال" لعزة وبناء هذا الوطن أولا ثم المواطن, حين تربط أو تلزم هذه الجهات الحكومية بتحقيق هدف خلال مدة محددة مع توافر كل العوامل, أثق أننا سنتخلص من كثير من المتأخرات والنواقص التي نعاني منها من سنوات في كل المجالات, إدارة بالأهداف هو مصطلح إداري معروف, ولكن هنا أضع ميزانية بالأهداف متى تحققت نقول نجحنا, وغير ذلك هو إخفاق لا سمح الله.
إنشرها