Author

الأسواق لا تنتهي بالانهيارات

|
[email protected] ما حدث في سوق الأسهم السعودية من انهيار في سوق الأسهم الذي بدأ منذ شباط (فبراير) 2006 بهبوط المؤشر العام أكثر من 50 في المائة لا شك مؤلم للكثير أو الغالبية العظمى من المتداولين. وبعيدا عن الخوض في تفصيلات هذا الانهيار وما حدث من قبل وخلاله وبعده، أريد التركيز على ما بعد الانهيار، هل بذلك تنتهي الأسواق وأقصد سوق الأسهم السعودية؟ للحقيقة هي لا تنتهي كما هي بقية الأسواق الدولية أو الإقليمية، فقد حدثت انهيارات كثيرة في مختلف دول العالم، من الانهيار العظيم في الولايات المتحدة 1929، أو الأزمة المالية في آسيا عام 1997م، وروسيا 1998م والبرازيل عام 1999م، كل هذه الانهيارات في الأسواق التي ذكرت لها أسبابها الجوهرية المبررة للانهيار وقد حدث. وفي سوقنا المحلية حدث الانهيار سواء لأسباب غير سياسية أو مؤثرات خارجية خارج نطاق السيطرة للسوق، بل كلها عوامل من داخل السوق وهي عديدة وليس هنا مجال سردها. ولكن المفارقة هنا أن هذه الأسواق تعافت بسرعة وتدريجيا في الأسواق الدولية، وحتى الأسواق الدولية عانت من أزمات سياسية كما حدث في عام 1941م وهجوم بيرل هاربر وأزمة الصواريخ الكوبية ومقتل جون كنيدي وأحداث 11 أيلول (سبتمبر)، هذه أيضا تسببت في حالات انخفاض شديدة في المؤشرات والأسواق المالية، ولكنها تعافت سريعا لأسباب مهمة هي قوة ضبط هذه الأسواق وعمقها الشديد والتشريعات والقوانين لصانع القرار الذي اتخذ قرارات سريعة لمعالجة هذه الأزمات وقد حدث ونجحت في إدارة دفة الأسواق حتى تعافت وعادت من جديد. إذا الأسواق تمر بأزمات سواء سياسية أو مالية، ولكن تعود متى ما كانت المعطيات الاقتصادية قوية وصلبة وجيدة وتحقق النمو في اقتصاد قوي ولا يعاني من مديونية عالية أو أزمات مالية وغيرها، فتظل العودة وتعافي الأسواق هما الأقرب، ولكن ليس بالسرعة السابقة ولا قوتها لسبب أن الانهيار الذي تم لا يعني العودة السريعة، فهي تحتاج إلى زمن قد يقصر أو يطول، ولكن لا يعني موتها ونهايتها، بل إن الأزمات في الأسواق المالية تخلق الفرص الاستثمارية الجيدة واقتناص الفرص حين تكون أسعار الكثير من الشركات أقل من قيمتها العادلة وهي الخيار الاستثماري غالبا بالبحث عن القيم غير العادلة لأسهم الشركات الرائدة، بمعنى أقل مما تستحق ويجب أن تكون النظرة استثمارية وبعيدة المدى لنوعية هذه الشركات التي تحقق النمو السنوي الجيد وإدارات جيدة، ومستويات توزيع أو أرباح تعود على المستثمر، وحين تتاح الفرص كما هي ظروف السوق السعودية الآن للمستثمر سنجد أن مكررات الأرباح في حدها الأدنى غالبا في الأسهم الاستثمارية، وربحية أسهم بعض الشركات وصلت إلى ما يزيد على 5 في المائة وهي أيضا جيدة جدا، وبالتالي هي فرص الآن تدريجية واستغلال أي انخفاض في السوق لاقتناء هذه الأسهم الاستثمارية وذات العائد الجيد ماليا وتملك المحفزات المستقبلية الجيدة، باعتبار أن الأسواق هي للاستثمار كفكر أساسي ومهم، والمضاربات أيضا مغرية ومهمة متى ما استقرت السوق، ووفق معطيات أساسية في التحليل والقراءة الجيدة لأسهم الشركات وبكل حذر وتمعن والاستفادة من دروس الماضي وما حدث بها. يجب أن نؤكد كما الأسواق الأخرى، أن الفرص تظل متاحة، وكما هناك خارجون من السوق بسبب أزمة السوق هناك أيضا داخلون جدد أو من خرجوا مبكرا لاقتناص الفرص الاستثمارية.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها