"رخصة قيادة السيارة .. ليست ضرورية"
رخصة قيادة السيارة هي إثبات لحاملها أمام سلطات المرور بإجادة قيادة السيارة وباجتيازه اختبارات القيادة والإشارات المرورية في مراكز تعليم القيادة. وقد كانت هذه الرخصة في السابق ضرورة قصوى لأي قائد سيارة ولم يكن أحد يجرؤ على قيادة سيارته دون تلك الرخصة وإن انتهت مدتها فالكل يبادر سابقا لتجديدها ويحرص الكل على حفظها وحملها في كل وقت ومكان ما دام يقود سيارته. كان الناس يتباهون ويتفاخرون عند الحصول عليها فالحصول على رخصة القيادة كان أهم من الحصول على السيارة بل إن الكثير يحصل عليها قبل أن يشتري سيارة. هذا طبعا زمان عندما كان للشارع احترامه ولإشارة المرور تقدير ولأرواح البشر قيمة ولرجل المرور الذراع الطولى في ضبط حركة السيارات في شوارعنا، أما في السنوات الأخيرة فأصبحت تلك الرخصة من ذكريات الماضي ولم تعد ضرورية لقيادة السيارة. وأصبح عدد من يحملونها أقل بكثير من الذين لا يحملونها. وأكبر دليل كثرة الأطفال وصغار السن الذين يملأوون الشوارع بسياراتهم ويتسببون في الحوادث ويخالفون أنظمة المرور جهارا نهارا دون أن تخولهم سنهم للحصول على ترخيص فما بالك بالرخصة؟ يقودون السيارات ليس داخل المدن والقرى فقط بل يسافرون بها من مدينة إلى أخرى. فكيف يترك هؤلاء يعبثون في شوارعنا دون حسيب أو رقيب يفحطون، يتجاوزون الإشارة الحمراء ذهابا وإيابا يسيرون في الشوارع عكس الاتجاه، يقفون بشكل مزدوج. شتى أنواع المخالفات التي تتسبب في حوادث مميتة وإصابات خطيرة وإعاقات. ما دام هؤلاء الأطفال وصغار السن لا يحملون رخص قيادة ولم يتعرض لهم المرور بل إنهم يتكاثرون. إذا لماذا نسابق الزمن لتجديد رخصة القيادة ونحن كبار السن؟ أظن أننا مثاليون أكثر من اللازم وننفق أموالا على أمر لم يعد ضروريا. تقابلني يوميا في شوارعنا سيارات أعتقد أنها تسير من دون سائقين وعندما أدقق النظر أشاهد أحيانا طرف قبعة أو طاقية أو شعر السائق الذي يكون منغرسا في مرتبة السيارة. فكيف يستطيع هذا الكائن الصغير السيطرة على سيارة صغيرة فضلا عن أن يستطيع السيطرة والتحكم في صالون أو جيب؟ هل سكوت المرور عن هؤلاء الصغار الذين يقودون السيارات دون ترخيص أو رخصة اعتراف منه بأن الرخصة ليست ضرورية لقيادة السيارة؟ إذا فلماذا وضعت أقسام الرخص في إدارات المرور؟ أم أن تغاضيه عن هؤلاء الصغار من أجل تحصيل رسوم المخالفات عليهم لعدم حملها لأننا بحسبة بسيطة نجد أن رسوم استخراج الرخصة التي مدتها خمس سنوات وقيمتها خمسمائة ريال أقل بكثير من تحصيل رسوم ثلاث مخالفات عدم حمل الرخصة، أم أن صعوبة السيطرة على هذا الكم الكبير من السيارات في ظل قلة الأفراد وسيارات المرور واتساع المدن هو السبب؟ الأمر الذي لا يتحمل التهاون أو خلق الأعذار فالشوارع أصبحت أشبه بساحة معركة بين السيارات فاختلط الحابل بالنابل ومن يريد أن يقود سيارته بطريقة سليمة يحترم فيها الأنظمة والإشارات لا يستطيع في ظل الكثرة الغالبة من صغار السن المتهورين.
ظاهرة عدم السؤال من قبل رجال المرور عن رخصة القيادة لمستها بشكل شخصي حيث لم يسألني عنها المرور خلال 28 سنة سوى مرتين أو ثلاث.
ولهذا أمن الصغار وأدركوا أن تلك الرخصة لا قيمة لها عندنا وليست من شروط قيادة السيارة. أتمنى أن يمارس رجال المرور دورهم في ضبط صغار السن الذين لا يحملون رخص قيادة وإلا سنضطر إلى تقليدهم وعدم تجديد الرخصة.