المقالات

كيف سرق أديسون جهد تيسلا؟

كيف سرق أديسون جهد تيسلا؟

[email protected] يقول (بسمارك): الحمقى يزعمون أنهم يتعلمون من خبراتهم، أما أنا فأفضل أن أستفيد من خبرات الآخرين، أما (توماس أديسون) فيقول: (في عالم التجارة والمال والصناعة الكل يسرق الكل، وأنا شخصياً سرقت الكثير، وأعرف كيف يسرق المرء جيدا). وفي قصة اكتشاف (الكود الوراثي) تطبيق ميداني على ذلك، فالذي اكتشف التقنية (روزاليند فرانكلين)، أما الذي كتب اسمه في الخالدين، كأعظم مكتشف، فهو (جيمس واطسون وسميه كريك)؟ ومن أعجب قصص السرقات العلمية قصة (نيكولا تيسلا) الصربي؛ فهذا الشاب المبدع كان عالماً لامعاً وباحثاً لا يعرف التعب، جاء عام 1883 م إلى القسم الأوروبي التابع لشركة أديسون، وتدخل (شارلس باشيلور) لإقناع الشاب بالسفر والالتقاء شخصياً بأديسون، وهو ما حصل، ووظفه فورا في قسم الأبحاث. كان أديسون مقتنعا بالكهرباء المتصلة؛ أما هذا الشاب فكان ينتقد المولدات الكهربية الموجودة، وزعم أنه يمكن بناء مولدات للطاقة الكهربية تنتج التوتر المتناوب للكهرباء. وجاء إلى أديسون يوما يشرح له الفكرة؛ ففرح بها، وقال له: ابدأ مشروعك ولك مني مكافأة 50 ألف دولار؟! صدق التعيس تيسلا وبدأ عمله مثل المجنون، وكان يعمل يوميا 18 ساعة سبعة أيام في الأسبوع. وبعد مرور سنة جاءه فرحاً وقد وصل لهدفه وطلب المكافأة الموعودة؟ ضحك أديسون وقال له: أنتم لم تفهموا بعد المجتمع الرأسمالي وروح الدعابة؟ ولم يعطه شيئا، بل زاد له راتبه زيادة طفيفة، ولم يكتف بهذا؛ بل بدأ يدمر عمله. ترك تيسلا عمله محبطا عند أديسون الذي وصف بـأنه كان رياضيا، ولم يكن مخترعاً، خلاف سمعته التي طبقت العالم، ولكنه كان يستفيد من جهود الآخرين، والشيء الذي لم يستوعبه تيسلا العالم: أن العمل والاختراع لهما علاقة بالسياسة؟. هرب تيسلا لعند آخر اسمه بيربونت مورجان فوعده بجزيل العطايا والمشاركة في الأرباح، ولما وصل إلى اختراع التيار المتناوب، تقدم إلى براءة الاختراع؛ فتزاحم الناس أكثر من الذباب على القطر المحلى؛ كلهم يزعم أن أعماله كان لها دور في تمكين تيسلا في اختراعه. وأخيرا أقنعه مورجان بعد نيله براءة الاختراع، بالتخلي عنها له، مقابل 216 ألف دولار، وهو مبلغ كبير لتيسلا ولكنه لا يعتد بما قبض بيربونت مورجان من 12 مليون دولار؟! واليوم نحن نسمع باسم (جاجليلمو ماركوني) الذي نجح في اختراع الموجات الراديوية، ولكن الذي لا يذكره كل العالم، أن موتور التوصيل، وكهرباء التناوب التي استخدمها ماركوني، كلها بالأصل من اختراع نيكولا تيسلا. ولكن أكثر الناس لا يعلمون. والأب الفعلي للراديو الذي يستخدمه كل إنسان على وجه الأرض هو تيسلا. عاش بعدها تيسلا محبطا ومات فقيرا في شيخوخته، وهو يقول إن عالم القوة محكوم بديناميكية الغابة؛ فالغربان والضباع تنتظر من يأتي بالفريسة؛ فلا تتعب نفسها كثيرا، ولا تبذل طاقة، و لا تضيع وقتا في مطاردة الفريسة، مع ذلك فهي موجودة وتستفيد من تعب الآخرين؛ فهكذا هي الحياة في جانب منها. وشبيه بهذا قصة (فاسكو نونيس دي بالبوا) مكتشف مملكة الإنكا، الذي تعب كل عمره لتحقيق مشروعه، الذي كان يحلم به الليل والنهار، وكانت النهاية أن احتز رأسه بساطور حاد بتهمة التآمر على يد أحد جنوده المجرمين هو (فرانسيسكو بيزارو)، وذهب اسم الأخير في التاريخ أنه مدمر مملكة الإنكا. وفي التاريخ الإسلامي نحن نعلم أن الذي حقق نصر معركة عين جالوت كان (قطز) ولكنه قتل على يد بيبرس في نهاية المعركة، ووظف كل الانتصار باسمه إلى حين. ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المقالات