البناء الجسماني مشكلة كبيرة جدا يواجهها اللاعب السعودي وهي تعوقه في كثير من الأحيان عن البروز بشكل لافت للنظر, خصوصا إذا كان اللاعب يملك مقومات ومهارات المركز الذي يلعب فيه أو يجيده خصوصا على المستوى القاري والدولي. وهذا قد يكون سببا رئيسيا لعدم احتراف اللاعب السعودي خارجيا أو لعدم طلب اللاعب السعودي للعب خارجيا وخصوصا في أوروبا.
كان اللاعبون السابقون يتمتعون ببنية جسمانية عالية وكان ذلك واضحا لو قارنا بين الأمس واليوم مما كان يساعدهم على تحمل التمارين القاسية دون أي مشكلات لأن اللاعب عندما يصل إلى الفريق الأول من المفروض أن تكون عضلاته مهيأة تماما لأي نوع من التمارين. وهذا راجع للاهتمام الغذائي الطبيعي وتأسيسه على طرق علمية صحيحة من ناحية التمارين اللياقية والبدنية في مرحلة سنية متقدمة وأيضا إصرار الأمهات في المنازل على تناول الطفل أو الشاب وجباته الغذائية الصحيحة والمفيدة على يدها ومتابعة الأب المثالي في هذه الناحية وليس كما هو الآن تحت إشراف ومتابعة الخادمات أو أكل الوجبات السريعة الخارجية كما هو الحال ومنذ عشرين سنة وإلى الآن إلا من رحم ربي.
والإهمال في التغذية يؤدي إلى ضعف البنية الجسمانية وبالتالي تؤثر في نمو العضلات النمو المثالي مما يؤثر في تحمل التمارين القاسية خصوصا تمارين المحترفين. وفي كثير من الأحيان تجد اللاعب بنيته ضعيفة ومع ذلك لا يحاول أن يعوض هذا الضعف الجسماني المهم أو الحفاظ على نفسه وصحته من التدخين والسهر وإرهاق بدنه ولا يقوم بزيادة التمارين اللياقية والتي تعتبر أساسية في الوقت الحاضر لكل من أراد أن يلعب كرة قدم وليستطيع أن يعوض هذا الجانب. ويأتي هنا الجزء المهم والمكمل أيضا لبروز اللاعب وهو الانتظام والنظام والالتزام به.
والانتظام أقصد به هنا هو الحضور إلى التمارين بصورة منتظمة والاستماع إلى توجيهات المدرب والتركيز في كل تكتيك وتمرين يعطى للاعب فنيا كان أم تكتيكيا أو تسديدا على المرمى من كرات ثابتة أو متحركة لأنها مهمة جدا وممكن أن تحقق نتيجة وفوز من كرة ثابتة وقد تكون هي الفرصة الوحيدة لتحقيق الفوز في بعض المباريات بحكم خطة الخصم وتنظيمه الجيد في الدفاع والوسط. وأيضا كيفية الوقوف في المراكز الصحيحة حسب اتجاه اللعب وغير ذلك وأيضا الانتظام في العلاج في حالة الإصابة لا سمح الله لأن كل هذا يصب في مصلحة اللاعب.
يجب أن يكون اللاعب منظما ملتزما بكل ما يتعلق في نظام النادي والمعسكرات ومواعيد التمارين واحترامها وأن يكون اللاعب موجودا قبل التمارين بوقت كاف على أقل تقدير حتى يتمكن من تجهيز نفسه من تدليك، وعمل لفاف على المفاصل وتمارين تمديد العضلات. وهذه كلها بعض التمارين الخفيفة المبدئية التي غالبا ما تكون مهمة للاعب قبل بداية التمرين الأساسي لأن هناك من اللاعبين من يحتاجون إلى مثل هذه التمارين أكثر من غيرهم وذلك بسبب مشكلات عضلية تحتاج إلى هذا النوع من التمارين. وأيضا عمل دائرة بسيطة يكون أحد اللاعبين في الوسط لقطع الكرة وهذا يخلق نوعا من الروح الجميلة بين لاعبي الفريق.
والنظام أيضا هو أن يكون اللاعب منظما في حياته الشخصية التي تعتبر أهم بكثير منه داخل الملعب خصوصا إذا كان اللاعب موهوبا، وإذا التزم اللاعب بتنظيم حياته خارج الملعب من خلال تقيده بنظام الأكل ونوعيته المفيدة إلا الكمية غير المفيدة ونظام النوم في الليل وليس في النهار لأننا كما نعرف كم هو صحي ومهم جدا النوم المبكر في الليل مما يساعد على الحافظ على صحته. وأيضا الابتعاد عن السهر والتدخين والأكل بغير نظام, وفي هذه الحالة يذهب اللاعب إلى التمرين وهو في أتم الاستعداد وخصوصا إذا أخذ وقته في النوم وراحة بدنه لأن جسمه في هذه الحالة سيكون مستعدا لأي نوع من التمارين وإن كانت قاسية.
وللأسف الشديد هناك لاعبون حياتهم غير منظمة لا ينام ويأكل قبل التمرين بنصف ساعة أو بساعة ويذهب إلى التمرين فما الذي يحدث؟ من الطبيعي في حالة مثل هذه الحالات يكون اللاعب فاقدا للتركيز تماما بعيدا كل البعد عن إمكانية الاستفادة من التمرين وليس عنده القدرة على استيعاب أي شيء أو أي تمرين فنيا كان أم غير ذلك في ظل ما هو عليه من عدم التركيز وذلك بسبب ما ذكر أعلاه والإرهاق الذهني الذي ينتج عن ذلك .. فهل نتعلم؟
قائد المنتخب السعودي وفريق الأهلي سابقا