البورصة تدفع "جوجل" إلى المركز الـ 15

البورصة تدفع "جوجل"  إلى المركز الـ 15

لا يوجد حتى الآن أي عوائق أمام مجموعة الإنترنت "جوجل" – Google: نحو عامين فقط عقب الدخول إلى البورصة، تُعتبر الشركة اليوم، قياساً مع رأسمالية السوق، من أغلى 15 شركة أمريكية. ومع تجاوز قيمة 500 دولار، فقط وصل السهم أخيرا إلى أساس جديد. وحتى يوم الأربعاء الماضي حافظت السندات المالية على نفسها فوق ذاك المعدل، وبلغت تكلفتها خلال التداول التجاري نحو 506 دولارات. ولم يسمح المحللون لأنفسهم بالدهشة والخوف من هذا الارتفاع الجديد: والبعض يثق بشركة جوجل، بأنها قادرة على تجاوز عقبة 600 دولار خلال الفترة المقبلة.

وبهذا فإن "جوجل" تملك الآن رأسمالية سوق بما يعادل 155 مليار دولار، مخلّفةً وراءها الشركة العملاقة في التكنولوجيا مثل مجموعة الكمبيوترات - IBM بما يعادل 140 مليار دولار، أو الشركة المُصنّعة للشرائح إنتل - Intel بما يعادل 125 مليار دولار. وفي قطاع التكنولوجيا، تُقيّم شركة تجهيزات الشبكات "سيسكو سيستيمز" – Cisco Systems بما يعادل 163 مليار دولار، وعملاقة البرمجيات، "مايكروسوفت"، بما يعادل 294 مليار دولار وحدهما بمعدلات أعلى. ولا تحقق منافسة الإنترنت، ياهو - Yahoo، بما يعادل 37 مليار دولار ولا حتى ربع الرأسمالية لسوق "جوجل". ونفسها قيم البورصة المجتمعة لشركة ياهو وشركتي الإنترنت الكبيرتين في أمريكا، أمازون، وإيباي، لا تكفي حتى للدنو من "جوجل".

وعقب الارتفاع الجديد تعود بعض الأمور وكأنها من الذاكرة البعيدة، بأن دخول جوجل إلى البورصة في شهر آب (أغسطس) من عام 2004 بدا وكأنه فشل ذريع في البداية، حيث رأت الشركة نفسها في ذلك الحين مجبرة على تخفيض أسعارها وبدلاً من 108 إلى 135 والتي كان مخططاً لها، طُرح السهم في السوق بسعر 85 دولارا. ولكن تقدّم السهم سريعاً إلى ارتفاع حاد، وبلغت تكلفته في أول يوم تداول تجاري ما يزيد على 100 دولار. وفي عام 2005، خلّفت "جوجل" معدلات 200، و300، و400 دولار وراءها. ولكن استمرّت فترة التوقف عند 500 دولار أطول بعض الشيء. وقد تحرّك السهم خلال هذا العام بصورة جانبية ضمن نطاقات متسعة، أولاً، منذ بضعة أسابيع يتجه مؤشر السهم نحو الأعلى بصورة واضحة من جديد. وقد ثارت المخاوف في الأسواق المالية بصورة مؤقتة، بأن من الممكن أن يتضاءل حجم النمو السريع لشركة جوجل بشكل تدريجي، وخاصةً أن عليها محاربة المنافسة "ياهو" بالصعوبات. ولكن توارت هذه الشكوك مجدداً، عندما عُرض تقرير الربع في تشرين الأول (أكتوبر)، عندما عرضت "جوجل" نمو مبيعات مشبع بما يعادل 70 في المائة. وحققت "جوجل" الجزء الأكبر من حجم مبيعاتها عن طريق الإعلانات النصيّة، والتي يتم وضعها إلى جانب نتائج البحث على الإنترنت، وهي تتلاءم بمحتواها مع محتوى البحث.

وعقب تقرير الربع، رفع الكثير من المحللين توقعاتهم بالنسبة للأسعار لشركة جوجل للعام المقبل إلى 600 دولار. وكذلك لا يشعر المحلل، بنجامين شاختر، من مؤسسة UBS Securities، بأي داع للقلق حيال قفزة الـ 500 دولار: "أنا لا أعتقد أنه يوجد هنا فقاعة أسعار، والتي من الممكن أن تنفجر سريعاً، ولا حتى شيء قريب منها"، حسب ما ورد عنه مصرّحاً لصحيفة "نيويورك تايمز".

ومع الارتفاع السريع في البورصة، فإن مؤسسي "جوجل"، سيرجي برين، ولاري بيج، أصبحا ثريين. وامتلك برين وبيج حتى لحظة دخول البورصة نحو 15 في المائة من حصص الشركة التي قامت في عام 1998. واحتلّ هذان الرجلان البالغان 33 عاماً من العمر المرتبتين 12 و13 على قائمة فوربس - Forbes لأثرى الأمريكان والتي نُشرت في شهر أيلول (سبتمبر) بحجم من الثروة يعادل نحو 14 مليار دولار.

وتُعتبر شركة جوجل واحدة من ست شركات أمريكية إجمالاً فقط، والتي تبلغ تكلفة سهمها ما يزيد على 500 دولار. والمثال الآخر الأكثر بروزاً، هو تجمّع شركات "بيركسهاير هاتووي" – Berkshire Hathway، للمستثمر فارين بوفيت. وقد اخترقت هاتووي منذ فترة وجيزة حائط العوائق وارتفعت تكلفة السهم الواحد لديها إلى ما يزيد على 100 ألف دولار. ولا تُقبل بوفيت على انشطار السهم. وحتى مؤسسي "جوجل"، برين وبيج، عبّرا عن اعتراضهما ضد اتخاذ مثل هذه الخطوة.

الأكثر قراءة