دعوة
<a href="mailto:[email protected]">naila@sma.org.sa</a>
قمت بتلبية دعوة للقنصلية الأمريكية في جدة للإفطار وذلك بعد شد وصد ونقاش حامي الوطيس مع عائلتي, خاصة أكبر أبنائي الذي عارض بشدة تلبيتي الدعوة، فهو بشكل خاص ونحن كعائلة بشكل عام نقاطع شراء المنتجات الأمريكية اعتراضاً منا على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ومع أنني أوضحت له أن الدعوة للنساء فقط وهي لهدف اجتماعي, كما فهمت, لكنه ظل معارضاً، وأوضحت له أننا لا بد أن نتحاور دائماً مع الآخرين كي نوصل لهم الحقيقة ولا نتركهم يبنون الآراء والمعتقدات الخاطئة عنا, التي يستقونها من مصادرهم التي لا نعلم مصداقيتها ولا مستوى العدالة فيها.
كما تأكدت من مرافقة العديد من صديقاتي لهذه الدعوة, ومع أني لم أكن أعرف موضوع الدعوة بالضبط لكني دائماً ما أتمنى وأرجو الخير في كل عمل أقوم به لأن قلبي معلق بخدمة ديني ووطني ونسائه.
وكان هناك العديد من الأخوات السعوديات اللاتي أعرفهن مسبقاً والقليل ممن لم أتشرف بمعرفتهن قبلاً ممن لهن المكانة الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والإعلامية والطبية أيضا.
وبعد الإفطار والصلاة والطعام تم تعريفنا بأهداف هذه المناسبة التي ترعاها الشراكة الأمريكية ـ الشرق أوسطية لمكافحة مرض السرطان، ولم يتم الحديث أبداً في الدين أو السياسة أو حتى حقوق المرأة السعودية, وكان الحديث فقط عن طرق دعم توعية المرأة في كل مكان في العالم بأهمية الكشف المبكر لمرض السرطان.
وأعلم أننا كأمة إسلامية لسنا في حاجة إلى جهود خارجية لتوعيتنا لنساعد بعضنا بعضا، لكن لا نستطيع أن ننكر القدرة التنظيمية ولا القدرة على العمل المؤسسي لهؤلاء القوم، ليس تخطيطا فقط بل أيضاً تنفيذا، ولقد عاصرت في مجتمعنا من الجهات المختلفة ومن النساء والرجال الذين لديهم القدرة الكبيرة على التخطيط ووضع الأفكار المبدعة، ولكن للأسف تقف هذه التخطيطات رسوما على ورق وأحلاما تطير بجانب السحاب تنتظر من ينفذها، وذلك بسبب عدم وجود القدرة على العمل المؤسسي.
وهذا ما أتمنى أن نتعلمه ونتقنه في مجتمعنا.
وتحدثت أولاً الدكتورة سامية العمودي عن تجربتها مع المرض وكيف أن الدعم الأسري والحديث عن التجربة في عدة مناسبات ساعدها والكثيرات غيرها ممن أصبن بالمرض، وعن أهمية هذا الدعم لها ولغيرها وأسأل الله تعالى الشفاء التام لها ولكل مريضة, إن شاء الله.
ثم تحدثت الدكتورة المعروفة أسماء الدباغ عن جهودها التوعوية خلال 26 سنة للوقاية من هذا المرض، مما أحزنني لأنني في الواقع لم أسمع بجهودها سوى من خمس سنوات فقط, وهذا وأنا أعتبر نفسي ناشطة اجتماعياً، فكيف لمن لا تمارس أي نشاط اجتماعي؟ فهذا يعني أنها لن تعرف عن جهود الدكتورة أبداً في هذا المجال.
وأوضحت كيف أنها عانت ولا تزال تعاني من إعراض النساء السعوديات عن السماع لها والخوف من حديثها وعدم القدرة على التواصل مع المجتمع لرفضه فكرة الإصابة بالمرض الخبيث، مع أنها تقدم عادةً التوعية والكشف للوقاية من انتشار المرض إذا تم تشخيصه في مراحل مبكرة.
ثم تحدثت الدكتورة نهى الدشاش المسؤولة في وزارة الصحة في مراكز الأمومة والطفولة عن أهمية اكتشاف المرض مبكرا, وذلك بإجراء الكشف بجهاز المموجرام للنساء, وأن عدة دول تقوم بإجبار المواطنات على هذا الكشف مجانا، فمثلا في سورية (التي لا تعتبر من الدول الغنية) لا تستطيع أي سيدة أو فتاة الحصول على رخصة القيادة دون القيام بهذا الكشف، وأسعدتنا الدكتورة نهى بخبر أنه بدأت حملة تبرعات لجمع تكلفة ستة أجهزة مموجرام لتوفيرها في مراكز الرعاية الصحية الحكومية للكشف المجاني للمواطنات (تكلفة الكشف كحد أدنى 800 ريال في المستشفى الخاص).
فقط ستة أجهزة مجانية في جدة, التي يبلغ عدد سكانها تقريباً 2.800 مليون نسمة ونصفهم نساء! لكن الحمد لله على أنها بدأت وهذا أول الغيث, إن شاء الله، وصاحبة الحملة سيدة أعمال معروفة, فجزاها الله خيراً.
وبعملية بحث بسيطة عرفت ما يلي:
يصيب هذا المرض النساء في السعودية غالبا وهن في سن أصغر من الدول الأخرى ويظهر في مراحل أكثر تقدما مما هو الحال مع معظم النساء في أمريكا, الأمر الذي يجعل الحاجة إلى الكشف المبكر عن أعراض المرض والوعي بها ضرورة ملحة.
تصل نسبة سرطان الثدي إلى 14 حالة لكل 100 ألف امرأة في المملكة ونسبة سرطان الكبد إلى 6.3 حالة لكل 100 ألف مواطن في المملكة، ويعتبر هذان النوعان من السرطان من الأنواع التي يمكن الوقاية منها.
وهذه إشارة مهمة لكل النساء والرجال أيضاً حيث إن طرق الاكتشاف المبكر ينتج عنها تشخيص المرض في مراحله الأولية ومنه الحصول على أكبر نسبة ممكنة من الشفاء. وتخشى الكثير من النساء عمل هذه الفحوص لخوفهن من اكتشاف السرطان وهو ما يشابه غرس النعامة رأسها في التراب لكيلا ترى الخطر المحيط بها.
ويمكن معرفة المزيد من المعلومات بالدخول على موقع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث www.kfshrc.edu.saأو بالاتصال على الهاتف المجاني للمستشفى 8001244545 للاستفسار والحصول على أي معلومات مرغوبة .
ولعل هذه المعلومات قادرة على إنقاذك أو إنقاذ أمك أو أختك أو ابنتك أو جارتك أو صديقتك أو زميلة في العمل أو في الدراسة. رجاءً نشر الخبر فاكتشاف المرض مبكراً يحقق نسب عالية في الشفاء منه إن شاء الله.
ومع أنني قمت بهذا الكشف شخصياً لكني لم أهتم قبلاً للأسف بمتابعة مدى انتشار هذا المرض في المملكة، ومع أنني عضو في جمعية الإيمان لرعاية مرضى السرطان وأختي الفاضلة السيدة الجوهرة العنقري رئيسة القسم النسائي بها وأتابع جهودها في هذا المجال, وفقها الله وسدد خطاها. فلم أقم للأسف شخصيا بأي نشاط فعلي للجمعية، لكن أقل ما أستطيع القيام به الآن هو الدعوة إلى التبرع للجمعية ودعم التبرع لشراء الأجهزة المطلوبة في مراكز رعاية الأمومة والطفولة .
وهذا نداء ودعوة لكل من يرغب في الأجر والثواب, إن شاء الله.