ماليزيا تستثمر في تدريب المصرفيين الإسلاميين وبداية جادة لأستراليا والإمارات

ماليزيا تستثمر في تدريب المصرفيين الإسلاميين وبداية جادة لأستراليا والإمارات

كان الشهر الحالي بمثابة شهادة النجاح لماليزيا عندما تنبهت منذ بداية الألفية لأهمية وجود معاهد لتدريب المصرفيين والمحاسبين الإسلاميين. فكانت الدولة الوحيدة والسباقة من بين الدول الإسلامية التي شرعت في الاستثمار في الموارد البشرية في هذا القطاع.
ولا عجب أن تكون ماليزيا تحت محط أنظار دول كباكستان والإمارات، عندما تمكنت تلك الدول من التعاون معها من خلال إبرام الاتفاقيات مع معاهدها من أجل تدريب مصرفييها. ولا يقتصر الأمر فقط على الفئة الأخيرة بل يمتد للجامعات بقيادة "موناش" الأسترالية العريقة التي أدخلت للمرة الأولى برنامجا خاصا بالبحوث في المصرفية الإسلامية. ولم تبق ماليزيا ساكنة في مكانها بل أخذت على عاتقها الاستمرار في ابتكار برامج جديدة سترى النور قريبا تتعلق بتخريج "مخططين ماليين إسلاميين".

دعوة مفتوحة للسعوديين
دعا نعيم عبد الرحمن رئيس مكتب MATRADE, وهي الذراع الترويجية للتجارة الخارجية الماليزية, أثناء حديثه لـ "الاقتصادية" إلى "تشجيع المصرفيين والطلاب السعوديين إلى الانخراط في المركز الدولي للتعليم في التمويل الإسلامي INCEIF في كوالالمبور. الذي يقدم برامج أكاديمية تغطي المالية الإسلامية وبالتحديد تكافل والمصرفية الإسلامية. ولينضموا بذلك مع زملائهم الماليزيين في تطوير وتشجيع البحوث الإسلامية في المالية الإسلامية".
وقال من مقر إقامته في جدة إن INCEIF يقدم شهادات ماجستير ودكتوراة في هذا التخصص ويشرف عليه البنك المركزي الماليزي.
وتلعب مكاتب "ما تريد", المنتشرة حول العالم, دورا حيويا في تقديم المعلومات التعريفية للمهتمين بالمؤسسات المالية الإسلامية في ماليزيا.
مبادرة دبي
ولم تبق دول الخليج خارج إطار الاستفادة من الجانب التعليمي المصرفي بهذا القطاع. حيث وقعت أكاديمية "سوق دبي للأوراق المالية DIFX في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي اتفاقية تعاون مع معهد التمويل الإسلامي الدولي IIIF في كوالالمبور تهدف إلى تقديم سلسلة من الدورات الدراسية التدريبية لموافاة الطلب العالي على برامج المالية الإسلامية.
يقول حمد علي مدير الأكاديمية "لقد قاد نمو القطاع في السنوات الماضية إلى نقص حقيقي في الخبرات المهنية في المصارف وشركات التأمين. وستساعد برامجنا في تلبية رغبات عملائنا".

8 منح دراسية من جامعة موناش
أعلن الأستاذ بالا شانموجام، مدير المصارف والتمويل في جامعة موناش الأسترالية, التي تتخذ من كوالالمبور فرعا لها، أن الجامعة ستمنح ما قيمته 400 ألف رنجنت على شكل منح دراسية لثمانية مصرفيين حديثي التخرج يعملون في عدة مصارف إسلامية لعام 2007.
وستعمل هذه المنح على دعم أنشطة البحث المتواصلة المتعلقة بالمصارف الإسلامية في حرم جامعة موناش في كوالالمبور.
وستكون تلك الأنشطة بمثابة المنصة التوجيهية الهادفة لتنمية التمويل والمصارف الإسلامية في مبانيها الجامعية السبعة الأخرى في أستراليا وجنوب إفريقيا وفقا لما ذكرته وكالة بيرناما الماليزية.
وقال الأستاذ بالا يوم الإثنين الماضي خلال المؤتمر الرابع للتمويل والمصارف الإسلامية: "مع خبرتنا وموقعنا كجامعة دولية لها فروع في ثلاث قارات، فنحن في موقع فريد لاستغلال ودعم نمو التمويل والمصارف الإسلامية التي سنجني ثمارها لاحقا".
وبصفتها مؤسسة أكاديمية رائدة في مجال البحث في المصارف الإسلامية في ماليزيا، قدمت الجامعة أربع منح دراسية في العام الماضي في هذا التخصص النادر الذي يكثر الطلب عليه.

المخطط المالي الإسلامي قيد التنفيذ
سيكون لدى ماليزيا قريباً مخططون ماليون إسلاميون مؤهلون عندما يتم تطبيق المؤهل المتخصص للمخطط المالي الإسلامي في العام المقبل.
وقال يوتشين هوك، رئيس اتحاد التخطيط المالي الماليزي FPAM إن هذا المؤهل يمكن تطبيقه فيما بعد خارج ماليزيا على أنه أول مؤهل دولي للتخطيط المالي الإسلامي.
ويعتبر المؤهل المتخصص للمخطط المالي الإسلامي مؤهلاً من ستة أجزاء مبنيا على أساس الامتحان ومصمما للمختصين والتنفيذيين في قطاع الخدمات المالية الذين يتعاملون مع سوق المال الإسلامي.
وأضاف أن برنامج المخطط المالي الإسلامي سيتمم المبادرات المختلفة لتعزيز موقع ماليزيا كمركز دولي للتمويل الإسلامي.

وأضاف: "أجرينا مباحثات مع مجلس معايير التخطيط المالي FPSC للبحث في كيفية تقديم مؤهل المخطط المالي الإسلامي خارج ماليزيا". وقال: "إنهم متحمسون له حيث إنهم يدركون الطلب المتزايد على التمويل والمصارف الإسلامية".
وقال يو إن ماليزيا من بين أكبر خمس دول في العالم تمتلك مخططين ماليين معتمدين مؤهلين.

مذكرة التفاهم الباكستانية
وقع المركز الدولي للتعليم في التمويل الإسلامي INCEIF أخيرا على مذكرة تفاهم مع المعهد الوطني للمصارف والتمويل NIBAF في باكستان.
ومن المتوقع لمذكرة التفاهم أن تعمل على تقوية قدرة NIBAF على بناء بنية تحتية في التمويل الإسلامي في باكستان.
وذكر بيان صادر عن بنك نيجارا (البنك المركزي الماليزي) أن باكستان وماليزيا ستتعاونان في تعزيز القيام بالبحث، التطوير، التدريب، والتعليم في التمويل الإسلامي.
وقال البيان إن باكستان ستكون شريكاً استراتيجياً مهما للمركز الدولي للتعليم في التمويل الإسلامي، ويعود ذلك بصورة خاصة إلى عدد السكان المسلمين الكبير فيها الذي يتجاوز 150 مليون نسمة، ونمو المصارف الإسلامية بخطى سريعة.
وحتى الآن، منح بنك باكستان الوطني رخصاً لستة مصارف إسلامية مؤهلة و11 مصرفاً تقليدياً من أجل توفير خدمات مصرفية.

الأكثر قراءة