ليلة القبض على هامور

<a href="mailto:[email protected]">alamiaa@yahoo.com</a>

تلاحق الأجهزة الأمنية في العاصمة المقدسة أحد هوامير المساهمات الجديدة استولى على (20) مليوناً من المساهمين عبر مساهمات وهمية في مشاريع عقارية ثم اختفى عن الأنظار. هامور مساهمات العقار بدأ نشاطه بجوار الحرم قبل عام بإعلانه عن بدء مساهمات عقارية لعدد من الأبراج السكنية المجاورة للحرم تحت اسم (عقود المنفعة). بدأ المساهمون يتوافدون على النصَّاب من كل اتجاه، مما شجعه على توسيع نشاطه عبر مساهمات في أجهزة إلكترونية مع شركة ماليزية كبرى، ثم كما يقول المثل "فص ملح وداب"، بدأ المساهمون يبحثون عنه في أحد الأبراج السكنية التي ادعى ملكيتها واعتاد الوقوف أمامه بسيارته الفارهة. طبعاً فوجئ المساهمون أن النصاب لا يملك برجاً ولا يحزنون.

أما في محافظة الطائف فلا تزال قضية هامور الأسهم الذي جمع أموال عدد من المساهمين بحجة تشغيلها في المضاربة على الصعيدين الداخلي والخارجي تتردد في أرجاء المنطقة. حرص "هامور الطائف" على إقامة الولائم الدسمة لرؤساء المجموعات العاملين معه، بل وطرح عليهم حلاً لإسكات المساهمين الذين يطالبونهم بالأرباح وهو أخذ قروض من البنك بضمان المبالغ التي تُدار في البورصة من قبله لإعطائها للمساهمين كجزء من الأرباح. انطلق الهامور يجمع الأموال ويتنقل من جنوب المحافظة إلى شمالها بغية استدراج مساهمين مغفلين جدد. حيثيات القضية تشير أيضاً إلى أن "هامور الطائف" يدير محفظة داخل سوق الأسهم قيمتها نحو عشرين مليون ريال.

ولخميس مشيط نصيبها أيضاً من النصب والاحتيال، فقد استولى هامور جنوبي على ما يزيد على نصف مليون ريال من مساهمين ثم اختفى عن الأنظار. تم القبض على شقيق الهامور وهو يهم بالهروب إلى خارج المملكة وبحوزته مبالغ إضافية استولى عليها من المساهمين في الجنوب. يقبع شقيق الهامور في السجن في منطقة عسير لاستكمال التحقيقات ومعرفة مصير تلك الأموال التي كانت بحوزته والتي جمعها مما يقارب 20 ألف مشترك بنية النصب والاحتيال. تمتاز منطقة الجنوب بهوائها الصحي العليل ولكن أيضاً بانتشار مكاتب توظيف الأموال بطريقة علنية وغير نظامية. إمارة عسير أطاحت بأول هوامير الجنوب التي تبينت مخاوف من هروبهم بتلك الأموال بلا عودة وذلك بعد أن تقدم العديد من المواطنين بمطالبتهم باستعادة رؤوس أموالهم. وحال التدخل الأمني دون تحويل ما يزيد على أربعة مليارات ريال إلى دول مجاورة، قد يكون من الصعب عودتها. تذكر الإحصائيات أن عدد المساهمين أصحاب رؤوس الأموال المشتركين في المساهمات الوهمية قارب عددهم 70 ألف مشترك توزعت أموالهم على هوامير التوظيف.

لم تسلم العاصمة الرياض من عمليات نصب الهوامير، حيث تمكن رجال الأمن في مدينة الرياض بعد ظهر أحد أيام شهر نيسان (أبريل) الماضي من إلقاء القبض على أحد مشغلي الأموال في منطقة عسير صاحب شركة عالمية مشهورة بعد اختفائه لمدة تزيد على شهر وهو المستثمر الثالث في قائمة موظفي الأموال التي كانت إمارة عسير قد أعلنت عنها سابقاً. حيثيات القضية تقول إن "هامور عسير" استولى على ما يزيد على مليار ريال من أكثر من تسعة آلاف مساهم. كذلك هناك قضية الزهراني المعروف بـ "هامور الجنوب"، والذي هرب بمئات الملايين جمعها من مواطنين وعدهم بعوائد مجزية وصلت إلى 30 في المائة. كان لا بد من الاستعانة بالإنتربول للبحث عن الزهراني، حيث تؤكد بعض المعلومات أنه كان يقيم في إحدى الدول الإفريقية.

قد تكون قضية هامور البورصة "الصريصري" من أشهر قضايا النصب، حيث استولى على نحو 200 مليون ريال من مستثمرين أوقع بهم في حبال شراكه. وكان الصريصري قد أودع السجن في فترة سابقة عقب القبض عليه خارج المملكة وإعادته عن طريق الإنتربول. ممتلكات الصريصري التي تم الحجز عليها حفاظا على حقوق المساهمين هي أراض في المدينة المنورة وأخرى في جدة مطلة على البحر تقدر قيمتها بملايين الريالات. من غير المستبعد أن يتكرر سيناريو هوامير البورصة والأسهم والعقارات في أي وقت وفي أي منطقة في المملكة. كذلك من غير المستبعد أن تتكرر ظاهرة توظيف الأموال الوهمية بإنشاء "مجموعات استثمار" تُدار من خلالها محافظ مالية تتجاوز مئات ملايين الريالات، ويتورط أغلبهم في سداد الديون المتراكمة نتيجة للخسائر التي شهدتها السوق في الفترات الماضية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي