حسين شبكشي.. مَن يعلم مَن؟!

ما من مرة شاهدت فيها حسين شبكشي عبر برنامجه الحواري الاقتصادي على شاشة قناة العربية, إلا وأيقنت تماماً أن الحوار فن ومهارة يتطلب مواصفات خاصة وقدرات لافتة لابد أن يتسم بها المحاور كي يكون برنامجه مفيداً ولافتاً.
إدارة أي حوارات إعلامية وخاصة التلفزيوني منها تتطلب موهبة وفناً ومهارة مبنية على التجارب الشخصية, والقدرة على التفاعل مع الضيوف, ناهيك عن الإصغاء واحترام الآراء. مع الإيمان بأن إدارة الحوار فن لا يرتكز على الموهبة وحدها، بل يتطلب عملاً تحضيرياً متواصلاً, وإعداداً متميزاً سواء لمادة الحوار أو شخصية المحاور (بفتح الواو).
تراءت لي قدرات الزميل حسين شبكشي وأنا أشاهد كثيرا من المقدمين التلفزيونيين ممن ينتمون لمحطاتنا التلفزيونية العزيزه وهم يتخبطون بين محاولة إبراز أنفسهم على الضيوف وبين غياب القدرة على الحوار الهادف المفيد. حتى لمست من أحدهم وكأنه أمام خصم يريد أن يربح المعركة أمامه وفقاً لمحاولاته المتكررة تغييب الضيف, ناهيك عن فرضه لأجواء غير ودية ولا مريحة أثناء الحوار.
ومن وجهة نظري التي أعتقد أن الجميع يتفق معها فلابد للمحاور أن يحترم آراء الآخرين وقيمهم, وأن يحاول بكل ما أوتي أن يحافظ على مشاعر ضيفه والبعد عن كل ما يحرجه أو يجرح مشاعره, مع طرح الأسئلة التي يعتقد أنه سيجد لها إجابة دون استعلاء, ودون مقاطعة الضيف أو زجره, وهذا كله مع احترام حريته في عدم الإجابة عن أي سؤال، مع إبداء المرونة دون التخلي عن الحضور المشبع للموضوع, ناهيك عن البشاشة بما يجعل الضيف أو الضيوف أكثر قبولاً وانفتاحاً على المشاركة مع إصغاء يتجسد في النظر مباشرة للضيف وبما يعبر عن احترام كبير له.
أعود إلى ما بدأت به لأشير إلى أن القبول الذي هو عليه حسين شبكشي ينطلق من صفات شخصية تنبع من ذاته, فهو يخاطب ضيفه بقول "سيدي" مع أن بعضهم تلاميذ له, وحين ينقل الحوار يستأذن بكل وقار، ولا يعني ذلك ضعفاً في منطقه, بل هو وكما نشاهد يستخلص من الضيف كل المعلومات التي يريدها بلباقة لافتة وأدب جم.... ولكن وفق بعض مقدمي البرامج لدينا الذين وجدوا أنفسهم أمام ضيوف بما يسمى "حوار تلفزيوني" فهو تشخيص وخواء فارغ.
وأختم بالتأكيد أن الحوار الإعلامي وسيلة لأجل إيضاح أو تفسير معلومة, فهل يتعلم كثير من مقدمي البرامج الحوارية, وخاصة الرياضية والاجتماعية من السيد الشبكشي فن إدارة الحوار؟

<p><a href="mailto:[email protected]">Mosaad@al-majalla.com</a> </p>

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي