Author

سوق الأسهم لا تخضع للتحليل .. أين المنطق؟

|
<a href="mailto:[email protected]">[email protected]</a> أتفهم حجم الكارثة التي حلت بسوق الأسهم وانهيارها, وأيضا حجم الضرر الذي أصاب الكثير بخسائر طائلة, وهي صدمة كبيرة لم ينج منها إلا قلة محترفة ومتمكنة سواء بالخبرة أو العلم أو حتى بالحظ أو غيره من مسببات النجاة من كارثة السوق. ولكن ما يلفت انتباهي أن الكثير أو البعض يروج مقولة إن السوق لا يخضع للتحليل, سواء فني أو أساسي, وأن نمط الهجوم الآن على كل الشركات القيادية التي سببت الخسائر ولم تكن الآمان المتوقع سواء "سابك" أو "الراجحي" أو "الاتصالات" وغيرها من الأسهم القيادية التي لم تكن أفضل حالا من أي سهم, فهي أول من انهار مع انهيار السوق وخسرت ما لا يقل عن 50 في المائة من أسعارها, أما أسهم المضاربة والمتوسطة فقد خسرت 70 أو 80 في المائة من قيمتها من أعلى مستويات, ولكن بعد نهاية الانهيار ومراوحة المؤشر بين عشرة آلاف وأحد عشر ألفا, حصل أن عادت المضاربة من جديد, في كل أسهم المضاربة وحققت هذه الشركات مكاسب " مضاربية لا أكثر" وتحولت الخسائر إلى أرباح تفوق أيام قمة السوق. من كل هذه المتغيرات, أي من خسر بالقياديات وربح بالمضاربة في أسهم لا تستحق ربع قيمتها الآن, هل يعني هذا فشلا للسوق؟ أي نجاح الفكر المضاربي لهذه الشركات؟ وخسارة في أسهم الاستثمار والقيادية؟ في رأيي لا يعتبر فشلا للسوق, لسبب أننا سوق ناشئة وصغيرة وتتشكل الهوية لديها وسنحتاج إلى سنوات لذلك, فالأنظمة والقوانين قيد الصدور, شركات تدرج في السوق, الوساطة والبورصة غير مفعلة, قوة سيولة وقلة شركات, سيطرة مضاربين, قلة الوعي, وغيرها من المتغيرات المهمة في السوق, فكل يوم نشاهد الجديد من المتغيرات من داخل السوق وخارجها, المضاربة هي جزء رئيسي لأي سوق مالية وبورصة وهذا لا يحتاج رأيي. ولكن يجب أن نفهم أن المضاربات لا تتم إلا في الشركات الأخف وزنا كعدد أسهم وقيمة قبل مرحلة صعودها, وفي ظل قلة الأسهم وقيمتها ووجود "الكاش" سيوجد فرد أو جماعة تحلق بهذا السهم بلا حدود متى كان قانونيا ونظاميا, وإن كان عكس ذلك فهنا دور الأنظمة والقوانين, ولكن يجب أن نقر بأن ذلك ليس عيب المضارب أو عيب السوق أو عيب أي شيء آخر, بل هي الظروف التي ساعدت على ذلك. والحلول لن تأتي في يوم وليلة, ونشاهد عقوبات صدرت بإيقاف المضاربين, ولكن أظل مع القانون والنظام وعدم التغرير بالمتعاملين في السوق, في أسهم "الألغام" وهي ذات الربحية العالية والقياسية, والأمثلة كثيرة, إذاً ما يتم غير مقبول ومنطقي سعريا للشركات, لكن إن تتبعنا الظروف والمتغيرات وأسس السوق وجدنا أنه ليس بغريب ما يحدث, فهو تحت مظلة النظام والقانون, ولا يعني هنا أنني أتفق مع هذه الأسعار الخيالية التي تتم. ولكن السؤال: هل هناك مخالفة؟ إن كان هناك, أين العقوبة والقانون الذي يوقف ذلك؟ حتى الآن لا يوجد. التحليل للسوق وخاصة الأساسي هو قرار مستثمرين لتقدير القيمة العادلة للسهم والبحث عن الفرص في أسهم شركات أقل من قيمتها العادلة والاستثمار فيها لسنة وسنوات وهذا لن أخوض فيه كثيرا, لأنني أريد التركيز على التحليل الفني المهم, والتحليل الفني يهمشه الكثير, أو لا يقيم له وزنا, وسؤالي لكل من ينتقد التحليل الفني, هل أنت عارف ببواطن ودواخل وعلم التحليل الفني حتى تقيم ذلك؟! هي كالذي ينتقد طبيبا صرف وصفة طبية وهو لم يقرأ عن الطب إلا ما يقرأ في الصحف!!, التحليل الفني علم قائم بذاته, تقدم على أسسه محاضرات وتقدم فيه رسائل ماجستير ودكتوراة, وتم تأليف كتب خاصة به, ومن يفهم ويدرك التحليل الفني حقيقة, يستطيع قراءة السوق " أي سوق حتى السعودية التي يقال إنها لا تخضع لتحليل " يعرف مستويات الأسعار أنها مبالغ بها أو منخفضة أو اتجاه السوق أو أشياء كثيرة جدا, حتى في الانهيار السوق أعطى إشارات هبوط ولا أعني انهيارا, لأن هناك قرارات صدرت دعمت الانهيار " تحديد 5 في المائة يوم الخميس 23 شباط (فبراير) " وإيقاف مضاربين بعدها وإلى آخره. هذا لا يعني أن السوق تستحق سعريا ما وصلت إليه عند عشرين ألف نقطة لأي شركة قيادية أو غيرها. ولكن زخم المضاربة كان غير متوقف وكان مؤهلا لأرقام قد تكون غير مسبوقة, ولكن حدث ما حدث, التحليل الفني, خلال تلك الفترة أعطى إشارات واضحة للخروج أو الهبوط مع أول مراحل الهبوط, ودعمتها متغيرات خارج السوق, والآن في الشركات والمضاربات, تستطيع أن تقرأ أين تشتري وأين تبيع, دعم ومقاومة كمضاربات, مع ربط كثير من المؤشرات, وهي تنجح كثيرا وقد لا تنجح, لكن هناك علم وهناك تحليل, وإلا على أي أسس تقوم المضاربة, هل هي بمجرد التخمين والحظ؟ هذا غير صحيح, وهذا يطبق في كل الأسواق الدولية, ولكن نحن جدد على هذا العلم وهذه التجربة, ونتصور أنها لا تنطبق وهذا لا يكفي كمبرر, نحتاج إلى الزمن لكي تكون سوقنا أكثر نضجا وكفاءة ووعي المتعاملين واستكمال كل أدوات السوق, ونفهم التحليل الفني بعمق, فالعيب فينا نحن وليس في التحليل الفني أو الأساسي أو السوق, متى أجدنا هذا العلم وهذه المهنة.
إنشرها