هذه أفضل شركة سعودية
<p><a href="mailto:[email protected]">Fax4035314@hotmail.com</a> <br>
تنشر مجلة "فورشن" سنويا نشرة عن أفضل الشركات على مستوى العالم ككل, ومنذ سنوات طويلة, وهذه النشرة لا تتم من خلال القوائم المالية أو النتائج المحققة أو الأرباح التي يتم تحصيلها كل ربع سنة أو كل سنة فقط، وهي معايير مهمة بالطبع, ولكن المعايير هنا مختلفة, لأن هناك أداورا ومهام مهمة يجب أن تقوم بها الشركة لتكون أفضل شركة في العالم, وبما أن الشركات جزء أساسي ومشارك في كل مجتمع وبيئة سواء داخليا أو خارجيا, العملاء والمستخدمون ومن يضخون الأموال لهذه الشركات سواء الشخصيات الفردية أو المعنوية أيا كانت, فهذه المجتمعات والبيئات هي من أوجد هذه الشركات وبدونها لا تعيش, ولنا بأمثلة المقاطعة لأي شركة ما إن تتم حتى تعني نهاية هذه الشركة والأمثلة كثيرة.
المعايير التي وضعتها مجلة "فورشن" بالتعاون مع الشركة الاستشارية هاي قروب لتقييم أفضل شركة هي كما يلي: نوعية الإدارة العليا, القيمة الاستثمارية، الأمد, استخدام الأصول, مواهب العاملين, المسؤولية الاجتماعية, التوجه العالمي, الحكمة والفطنة الاستثمارية, ونوعية المنتج والخدمة. وهناك معايير أخرى تفضيلية تستخدم. ومن الواضح أن معايير الاختيار لأفضل الشركات يصعب أن توجد في شركات سعودية سوى في شركتين أو ثلاث, وفي صدارتها شركة سابك السعودية, ولكن المعايير التي يتم التركيز عليها للاختيار هي أساس نجاح هذه الشركات سواء من داخل هذه الشركات أو خارجها, ولعل الأكثر تركيزا هنا هو البحث والتطوير, البرامج التحفيزية للعاملين, صناديق تعويضات العاملين في نهاية الخدمة, ونسبة الأرباح للعاملين.
هذه المعايير طبقتها شركة "جنرال إلكتريك" التي حصلت على صدارة الترتيب العالمي لمدة ست سنوات متواصلة, وتستحق بالتأكيد هذه الشركة صدارة الشركات العالمية, لأنها شركة بناء وتنمية داخل نطاقها وخارجه, فهناك عناية بالأهداف الاستراتيجية للشركات ونمو أرقامها المالية كما يتضح, وكذلك الاهتمام بالعاملين كشركاء لا كأجراء يستحقون رواتب فقط وتأمينات, وأيضا الاهتمام بالمجتمع من خلال المشاركة بأدوار اجتماعية عديدة ومؤثرة لتقدم للمجتمع، والإسهام في مشاريع خيرية أو تدريبية, أو غيرها من الإسهامات الاجتماعية.
بالطبع لست هنا أطالب بأن تكون هذه المعايير متوافرة في كل الشركات السعودية, لاختلاف حجم هذه الشركات (كاقتصاديات الحجم) أو أنها تكون محلية فقط أو إقليمية أو متعددة الجنسيات, من الممكن أن نطبق كثيرا من المعايير التي يتم وضعها عالميا, وأعتقد أنه من المهم أن تتبنى جهات في القطاع الخاص أو شركات استشارية تقييم الشركات السعودية ذات رؤوس الأموال المتوسطة والكبيرة, حسب هذه المعايير العالمية لا بقياس كم ربحت وكم خسرت فقط؟
ما يحدث الآن هو عدم وجود تقييم من هذا النوع للشركات السعودية ووفق هذه المعايير الموضوعية, تقييمنا يقتصر فقط على الأكبر في رأسمال والأكثر ربحية.
يجب أن تكون هناك معايير وتصنيفات تطبق على هذه الشركات السعودية, لكي نحفزها على التوجه إلى دور إصلاحي داخل الشركات لحماية نفسها ماليا, بناء العاملين لديها بالتدريب وتشجيعهم وفق عمل الشركة, تشجيع البحث والتطوير وتقديم الفرص للعاملين, أيضا إدخال العاملين كجزء من هذه المكونات للشركة وزرع الولاء لها, وهذا له أبعاده الاقتصادية والاجتماعية, أيضا الدور الاجتماعي المهم الذي يجب أن تقوم به هذه الشركات سواء بالتدريب أو بإنشاء مؤسسات تساعد المجتمع من طبية أو علمية أو غيرها, حتى لا ينظر إلى هذه الشركات على أنها ساحبة أموال ومصاصة دماء.
أعتقد أننا نحتاج بإصرار إلى أن نضع تقييما جديدا لشركاتنا, لكي تؤهل للخارج كشركات متعددة الجنسية أو إقليمية أو محلية, ووضع هذه المعايير بصرامة وجدية وموضوعية, يعني مزيجا من المشاركة لشركات القطاع الخاص بتدريب أبناء هذا المجتمع وتشجيع الابتكار وتحقيق نتائج مالية كبيرة لهذه الشركات, والإسهام بدور اجتماعي فعال ومهم, حتى لا تكون هناك فجوة في شركاتنا سواء عالميا من خلال قوتها وحضورها ونجاحها, أو ينظر إليها نظرة المستغل في المجتمع, بل الشراكة الكاملة, ولا أقصد فقط هناك الشركات الكبرى, بل معظم شركات القطاع الخاص ذات رؤوس الأموال الجيدة, فهي تستطيع انتشال المجتمع بقوتها المالية واستراتيجيتها متى أرادت هذا الشيء, ووجدت من يدعمها ومن لا يقف في طريقها, فمن يضع هذه المعايير المهمة لشركاتنا التي لا نرى في الواقع إلا تقييما واحدا فقط، رأس المال والأكثر ربحية؟!