عن حديث غازي القصيبي .. وزارة للضمير
<a href="mailto:[email protected]">Abdullah@bajubeer.com</a>
يستطيع معالي وزير العمل باعتباره شاعرا وأديبا وفقيها من فقهاء اللغة أن يجد في لغة الضاد ما يعبر به بدقة وشجاعة عن مكنونات نفسه .. ومكنونات وزارته, إذا صح التعبير.
وفي الحديث الذي نشرته "الاقتصادية" لمعالي الوزير السبت الماضي استوقفتني عدة نقاط أو محطات مهمة والحديث كله مهم ومفيد ومريح.
خذ مثلا قوله إن قدرة وزارة العمل على إصلاح الضمائر الفاسدة محدودة, أي أن البلد في حاجة إلى وزارة مستقلة للضمير تكون الأولى من نوعها في العالم لإصلاح هذه الضمائر التي تقف عقبة في سبيل التطوير والتحديث والتقدم.
خذ مثلا تقسيمه رجال الأعمال إلى ثلاثة أصناف.. أولهم ملح الأرض وهو تعبير أدبي كناية عن الصالحين, وثانيهم مكره أي مضطر بحكم القانون إلى قبول السعودة, وثالثهم يحارب السعودة ويدافع عن الإبقاء على استيراد البشر من شتى بقاع الأرض وحرمان السعودي من حقه في العمل.
خذ مثلا قوله إنه حين تولى الوزارة اكتشف بشيء كبير من الصدمة أن قرابة 500 شركة من كبريات الشركات السعودية تبلغ نسبة السعودة فيها صفرا, ثم يضيف: الآن يسعدني أنه لا توجد شركة سعودية واحدة يعيش فيها هذا الصفر الكريه.
خذ مثلا قوله إن معاهد التدريب الأهلية مجرد "دكاكين" تقدم تدريبا وهميا أو شبه وهمي, وتمنح أوراقا لا معنى لها, ثم يضرب مثلا برجل الأعمال الشهير محمد عبد اللطيف جميل ومعاهد التدريب التي أنشأها للخدمات الاجتماعية وحققت نجاحا باهرا, وقدمت للسوق السعودية آلافا من الشباب التحقوا بوظائف محترمة. ويقول الوزير إنه لو كان في السعودية 100 عبد اللطيف جميل لانتهت البطالة في أسابيع.
خذ مثلا حديثه عن الترف المرضي الذي تعيش فيه بعض الأسر السعودية, حيث يطلب الشاب المعافى وهو يشاهد التلفزيون من الشغالة أن تحضر له كوب ماء موجود على بعد أمتار منه. خذ مثلا وهو يتحدث عمن أصابهم فيروس الثراء بعد فقر وتحولهم إلى جنون الإنفاق الترفي بجميع أشكاله, خذ مثلا وهو يؤكد أن وزارته ستفرض تأنيث محلات ملابس النساء بقوة النظام وفي فترة محدودة, خذ مثلا وهو يعترف أن بعض القضايا تتسكع في ردهات وزارة العمل التي تحتاج إلى سرعة وحسم.
وخذ عشرات الأمثلة والموضوعات التي أثارها حديث الوزير المثقف الشجاع, وهي أمثلة وموضوعات تحتاج إلى أكثر من تعليق.
وأحب أن أشيد في ختام هذه السطور بالأداء المهني المتميز الذي حققه الزميل سعود التويم وهو يحصل على هذا الحديث المهم من الوزير الهمام.