كاميرات التصوير الرقمية: وظائف متعددة لتلبية حاجات الجمهور
في جولة داخل معرض التصوير الضوئي (فوتوكينـا) الذي تستضيفه مدينـة كولن غربي ألمانيـا نرى مدير شركة (أوليمبوس) جونار بيلشتيدت يقف أمام حلقة من الجمهور ويلقي بالكاميرا على الأرض بشدة ثم يلقيهـا في حوض الماء الذي يتوسط زحمة القاعة ويتساءل : "كم مرة تسقط الكاميرا منا؟وكم مرة يهرب الأولاد بالكاميرا على شاطئ البحر؟".
هذه المخاوف لا تشكل أي مشكلة للموديل الجديد ( ميكرو 725 إس دبليو) من أوليمبوس فهي تتحمل سقطات من ارتفاع ثلاثة أمتار وعمق خمسة أمتار تحت سطح الماء. حتى تحت الماء تستطيع الكاميرا التقاط الصور بفضل برنامج خاص لذلك و من يريد أن يغوص بها أعمق من ذلك فيحتاج إلى غطاء بلاستيكي إضافي، حينئذ يستطيع الشخص أن يلتقط صورا على عمق 60 مترا تحت سطح الماء طالما أن الإضاءة تسمح بذلك طبعـا. ولكن الكاميرا تحتاج إلى بعض العناية، فيقول بيلشتيدت ناصحا :"عندما تسبح بالكاميرا في الماء المالحة، عليك بعد ذلك أن تغسلها وتنظفهـا".
وتقوم شركات تصنيع الكاميرات العالمية بتقديم آخر ما طورته واخترعته في معرض فوتوكينـا وذلك لتحفيز الجمهور على الإقبال على شراء الكاميرات الرقميـة. في ألمانيا توجد كاميرا رقمية في نصف المنازل الألمانية، وفقط في هذا العام أخذت المبيعات تتراجع بصورة طفيفة - إن صح القول- إلى سبعة ملايين كاميرا. ولا تستطيع الكاميرات المعروضة في المعرض أن تتحمل الكثير فحسب بل يقدم الجديد منها وظائف عدة أكثر من سابقاتهـا.
ومن بين تلك الوظائف يجد الزائر الكثير من الوظائف الترويحية والطريفـة: فعلى سبيل المثال قامت شركة تصنيع الطابعات هيوليت باكارد باستحداث وظيفة في الكاميرات هي وظيفة التنحيف خصصت بالدرجة الأولى للأشخاص الذين يجدون صورهم دائمـا مخيفة لبدانة الأجسام أو عدم لياقتهـا. وتطلق باربارا فوللني المتحدثة باسم شركة هيوليت باكارد على هذه الخاصية الجديدة اسم الريجيم الضوئي. وبعد التقاط الصورة يضغط المصور على زر التنحيف ويتحول فجأة الشخص المصوّر إلى شخص ثان أنحف بعشرة أرطال على الأقل.
شركة فوجي اليابانية تعمل هي الأخرى و لكن تركز جهودها على تسهيل عملية التصوير الضوئي والتقاط الصور الواضحة حتى في المواقف الصعبة. فشركة "بنتاكس - Pentax" تقدم في المعرض الدولي طريقـة تعمل على إعطاء صور واضحة في الظلام . وتقريبا تتوافر في جميع الكاميرات الرقمية مثل الكاميرات ذات المرايا العاكسة، ما يسمى بـالمثبتـات التي تمنع من حدوث الاهتزاز في الصور. حيث تستشعر "خلايا الاستشعار الاهتزاز أثناء التقاط الصورة ويعمل نظـام خاص على موازنة هذه الرجـة.
أما أكبر مصنع للكاميرات الرقمية في العالم فليست شركة كانون أو سوني أو مينولتا، بل نوكيـا. ففي العام الماضي باعت الشركة الفنلنديـة ما يقارب 100 مليون هاتف نقال مزود بكاميرا. وإجمالا تم طلب ما يزيد على 350 مليون هاتف نقال مزود بكاميرا أي أربعة أضعاف مبيعات الكاميرات الرقمية. ففي زاوية الشركة عرض أحد الموظفين صورا لورد بألوان زهرية ووردية موضحا إمكان الهاتف النقال التقاط صور بالغة الوضوح وعالية الجودة من خلال حساسية تبلغ 2ر3 ميجا بيكسيل و عدسة مقربة بثلاثة أضعاف وبؤرة أوتوماتيكية.
ويستطيع الشخص أيضا بهذه الكاميرات أن يصور أفلام الفيديو ومشاهدتها فيما بعد على جهاز الكومبيوتر أو التلفزيون. ويؤكد مدير التسويق لنوكيـا توماس كنوبس قائلا :"هذا في الواقع كمبيوتر مزود بوسائط إعلامية متعددة ". وبجانب الكاميرا وخاصية تصوير الفيديو، يمكن بالهاتف النقال سماع الموسيقى بتشغيل الملفات MP3 والدخول إلى الإنترنت من خلال نظام الاتصالات الحديث "يو إم تي إس - UMTS" وتنظيم جداول الأعمال . ويضيف كنوبس قائلا: "يستطيع المرء كذلك التحدث هاتفيا" - لكن هذه الخاصية لا تحتل في الوقت الحالي درجة عالية.
سواء التقطوا صورهم بالكاميرا الرقمية أو بالهاتف النقـال يتوجه الكثير من المصورين الهواة إلى احتفاظهم بالصور في أيديهم على الورق. في الوقت الحالي تزداد المبيعات على طابعات الصور بصورة سريعة. فلطباعة الصور في البيت توجد هناك طابعات الصور المتنقلة للمقاسات 10 x 15 والمزودة كذلك "بوظائف عديدة في جهاز واحد"، حيث تستطيع أن تطبع وتنسخ وتصور وترسل الفاكس.
وتقول المتحدثة باسم هيوليت باكارد على أسس دراسات أقيمت إن الإقبال على طلب تحميض الصور لدى مختبرات التصوير من خلال الإنترنت وكذلك طباعة الصور في أنظمة مشابهة لأسلوب الأكشاك سيزداد بشدة أكثر في الأعوام المقبلة من الإقبال على طباعة الصور في المنازل. محطات طباعة الصور هذه، حيث يستطيع الشخص طباعة الصور الملتقطة خلال وقت قصير، ستقوم الشركة بطرحها في السوق الألمانية في عام 2007. وستتوافر هذه المحطات في بادئ الأمر في محلات بيع الأجهزة الإلكترونية ومحطات القطارات والمطارات.
وتفترض شركة خدمات الصور المرئيـة "سيوي كولور من مدينة أولدينبورج شمالي ألمانيا والتي تشارك لأول مرة في معرض فوتوكينـا أن المصورين الهواة لن يبقوا على رغبتهم في مشاهدة الصور الرقمية على شاشات الكمبيوتر فقط. ومن خلال الصور الشخصية لإجازته الصيفية في أستراليـا يعرض عضو مجلس إدارة الشركة فولف شميدت - شاخت كيف يمكن عمل ألبوم صور من خلال برنامج كمبيوتر في 16 ثانيـة، يكون بعدها الألبوم جاهزا للطباعة. ويختار البرنامج في العادة أوتوماتيكيا صورة عشوائيـة يعرضهـا. وتبيع شركة سيوي كولور في الأسبوع الواحد نحو 15 ألف ألبوم بأسعار تراوح بين سبعة و50 يورو.