طرحت شركة أديداس الرياضية بعد أيام قليلة من فوز المنتخب اليوناني ببطولة كرة القدم الأوروبية عام 2004، أكثر من 145 ألف قميص رياضي من قمصان المنتخب اليوناني عبر الأسواق الأوروبية. فهل كانت تلك الخطوة سليمة من وجهة النظر التسويقية؟ لا شك في ذلك، بل إن جهود شركة أديداس في عمليات الشراء الدولية في تلك الفترة، كانت مثيرة للإعجاب. ويعود الفضل في كل ذلك إلى سلسلة إمدادات مركزية منظمة تدعمها فروع مساندة في كل من الدول المعنية بالبيع. واستطاعت الشركة توفير منتجات في الوقت المناسب ليس فقط للفريق الفائز، وإنما لكل الفرق المشاركة. وللمزيد من توفير عوامل النجاح، طرحت أديداس هذه المنتجات في ظل مخاطر متدنية للغاية. وتجنبت بنجاح أي أخطاء في التصميم، أو التوقيت أو النوعية.

وأثبتت الشركة أن من شأن هذه الأساليب البيعية تحويل إدارة الإمدادات من مجرد عملية عادية في الشركة إلى جانب أساسي متكامل مع الاستراتيجية العامة لها. وأفاد أن 90 في المائة من مديري المشتريات الذين استطلعنا آراءهم أن نطاق عملهم توسع بصورة ملحوظة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وتضمن ذلك التوسع تقصير زمن حلقات التسليم، والمشاركة في عمليات التصميم، وتحسين جودة المنتجات، والإسهام في زيادة عوائد المبيعات بالتعاون مع الإدارات الأخرى ذات العلاقة بهذه الأمور.

ومن الأمثلة الأخرى البارزة في أهمية الاستراتيجيات الخاصة بإدارة الإمدادات ما قامت به شركة بوينغ في تطويرها طائرة 787 Dreamliner، حيث وسعت الشركة دور إدارة المشتريات من مجرد شراء بعض المكونات من الخارج أو حتى تصنيعها هناك، إلى القيام بتنسيق نقل مهام إدارات كاملة من المركز إلى دول أخرى. وكانت النتيجة أن إنتاج ما قيمته 40 في المائة من اللوازم في عملية التطوير التي بلغت قيمتها ثمانية مليارات دولار أمريكي، تم إسناده إلى جهات خارجية.

وتتولى شركة ميتسوبيشي صناعة أجنحة هذه الطائرة، بينما تقوم شركة مسييرداوتي بتصنيع علبة الغيارات، وتصنع شركة لاتكوري الأبواب. ويقول جيمس رينود، مدير عمليات التطوير في الشركة " إن المقاولين الفرعيين مسؤولون عن كل جوانب التصميم، وإن ما نقوم به نحن هو الأمور الخاصة بتكامل الجهود".

وكان مثل هذا الدور لإدارات المشتريات أمرا مستبعداً في الشركات قبل خمس سنوات. وهنالك الآن عدة شركات كبرى مثل كلوروكس يتم تطوير منتجاتها بالتعاون الوثيق مع المقاولين الخارجيين. وحين أرادت الشركة تطوير منتج لتنظيف الأسطح، شرعت في عملية للتعاون مع عدد من الشركات الكيماوية لتصنيع منتجات يمكنها حماية الأسطح الحساسة المصنوعة من مواد مثل التيفلون. وتقود الشركة عملية واسعة للتعاون مع المزودين عبر العالم في مجالات البحث والإبداع.

وتستعين هذه الشركة بأفضل خبرات الشركات في مجال إدارة المبيعات مما يعمل على تشجيع مبادرات الإبداع بأشكاله المتعددة. ومن أمثلة النجاح في توسيع دوائر التعاون بين إدارات المبيعات ما قامت به إحدى الشركات من توسيع استخدام احد مركبات التحلية ليشمل أناساً عاديين، واستخدامات صناعية متعددة، بدلاً من أن يظل مقصوراً على استخدام مرضى السكري.

ومن أمثلة الشركات التي تعمل كوكيل للإبداع لصالح الشركات المتعاونة معها، شركة هينكل. وتدير هذه الشركة عدداً من المصانع التي تزود شركات السيارات بعدد من المواد اللاصقة، وغيرها من مواد ربط قطع محركات السيارات. ويستعين مهندسو المبيعات في تلك الشركات باستمرار بخبراء شركة هينكل في سبيل توفير منتجات تساعد في تقليص التكاليف. ووجدت الشركة في أحد أمثلة التعاون تلك 14 طريقة لتوفير الوقت والمال في صناعة الثلاجات. ومن أمثلة ذلك استخدام بعض المواد اللاصقة القوية بدلاً من البراغي.

وتساعد عمليات تطوير إدارة الإمدادات في إحداث التوازن المطلوب في ميزانيات الشركات. وهي تعمل بذلك على تحرير المزيد من الموارد للاستثمار في أغراض مفيدة أخرى.