إنها حقيقـة واضحة للعيان لاتحتاج إلى جدل أو مناقشة.
فعائلة فاللينبيرج وإمبراطوريتها الاقتصادية أصبحت على مر السنين ولعدة أجيال أسطورة على مستوى الاقتصاد السويدي والعالمي أيضـا. توجه شركاتها كان منصبا خارج الحدود السويديـة، قبل أن توجد أصلا كلمة "العولمة"، ونفوذها وفاعلية تأثيراتها اتسعت بصورة خاصة خلال القرن الماضي بثبات وبصورة مستديمة في ظل عصر سيطر فيه بصفة غير متناهية نفوذ القوى الاشتراكية الديموقراطية والتي حرص البعض على تواصل علاقة مع عائلة فاللينبيرج تعتبر منذ 150 عاما جزءا مهما في تاريخ الاقتصاد السويدي الجديد.
تمتلك العائلة حصصا مساهمة في أكثر من 140 شركة موزعـة في جميع أنحاء العالم، وفي السويد على سبيل المثال تمتلك العائلة شركات مهمة جدا في الاقتصاد السويدي مثل: شركة أريكسون في مجال الاتصالات، وشركة استرا زينيكا في مجال الأدوية والعقاقير وشركة ستورا انسو في صناعة الورق وشركة اتلاس كوبكو في تصنيع الماكينات وشركة ساس في مجال الطيران واليكترولوكس في صناعة الأجهزة المنزلية وساب في مجال صناعة الطائرات المدنية والعسكرية وسكانيا في مجال صناعة شاحنات النقل. كما أن للشركة إسهامات ونشاطا في القطاع التأسيسي للعائلة وهو قطاع البنوك ممثلا في بنك SEB. كما أن للعائلة نشاطات في مجموعة الهندسة الكهربائية السويدية - السويسرية الضخمـة "إيه بي بي - ABB".
مساهمات العائلة فاللينبيرج في هذه الشركات لا تتم مباشرة، بل من خلال الشركة الصناعية القابضة "انفستور ايه بي - Investor AB"، التي يتمثل دورها في صفقات الشراء فقط في محاولة التوصل إلى وسيلة استراتيجيـة تؤثر بها على مجالس إدارات الشركات. ممارسة هذا التأثير يسانده البنك "SEB" والذي تديره العائلة نفسهـا. بجانب التحكم غير المباشر للأسهم من خلال الشركة القابضة "أنفستور"، إذ تمتلك العائلة فاللينبيرج حصصاً من أسهم شركات ضخمة أخرى تتحكم فيها مباشرة وذلك من خلال مؤسسات خيرية عائلية، من بين تلك الشركات وبصورة خاصة شركة تصنيع الرولمان بلي "إس كي إف - SKF" وشركة تصنيع الورق "ستورا انسو".
شعار عائلة فاللينبيرج كان دائمـا "كن واقعيا أكثر "، واستراتيجيتها في النشاط الاستثماري الذي تتبعه من عشرات السنين هو نشر الحصص التساهمية بأوسع ما يمكن والتفكير على المدى البعيد. قصة العائلة المؤسسة بدأت في عام 1856 في مدينة ستوكهولم العاصمة عندما أسس اندري أوسكار فاللينبيرج سلسلة بنوك انسكيلدا. في ذلك الوقت كان أندرى فاللينبيرج يمول قطاع تصنيع الأخشاب وسكك قطارات الحديد واستخراج المواد الخام - أي بمعنى آخر جميع أركان الثورة الاقتصادية السويدية. تلاه أحد أبنائه كنوت أغاتون الذي حول سلسلة بنوك انسكيلدا - والتي أصبحت فيما بعد بنك SEB – حولها إلى أضخم مؤسسة مالية في السويد. وفي عام 1916، عندما أقرت الحكومة قانوناً بمنع البنوك من تملك حصص مساهمة في الشركات، أسّس ماركوس فاللينبيرج الشركة القابضة المساهمة "انفستور" التي تولت مهام البنوك في تملك الأسهم. ومع مرور الزمن عمل أولاد ماركوس، وهم ماركوس وجاكوب، من خلال مناصبهم كمدير لبنك "انسكيلدا" ورئيس مجلس إدارة المؤسسة "انفستور"،على توسعة نفوذ العائلة الحاكمة أكثر وأكثر. في الواقع كان من المفروض أن يتولى الابن الأكبر من ماركوس، مارك، منصب رئيس مجلس إدارة "انفستور"، ولكنه انتحر في عام 1971. وبهذا اعتلى عرش مؤسسة العائلة الابن الأصغر "بيتر فاللينبيرج" وتولى مهام قيادة العائلة كرئيس مجلس الإدارة في عام 1982.
عائلة فاللينبيرج التي أظهرت دائما وأبدا اهتمامها بالصناعة السويدية الصلبة والثقيلة بيّنت أيضا أنها تؤمن بالسويد كوطن ومستقبل. هذا الولاء كافأته الحكومات الاشتراكية الديموقراطية بنظام (الأسهم التفضيلية) في السوق مصحوبا بأحقية التصويت. هذا النظام يخول لعائلة فاللينبيرج التحكم بحقوق التصويت وبالتالي تملّك السلطة على لجان المراقبة التوجيهية وذلك بالمساهمة بنسبة بسيطة من رأس مال. ووصفت مصادر علامية هذا التوافق بأنه غير شريف بين الاشتراكيين الديموقراطيين والنقابات وعائلة فاللينبيرج التي كانت تمارس نفوذها السياسي من وراء الكواليس.
بيتر فاللينبيرج تميز بأنه قبل انسحابه في عام 1997 وبعد 15 عاما من منصب رئيس لجنة المراقبة التوجيهية أن يطلق على نفسه اسم المرشد. لكن في الواقع لم يكن في الإمكان لسنوات طويلة اتخاذ أي قرار في قطاع الصناعة في السويد بدون موافقتـه. ومنذ ذلك الحين أيضا وكبير العائلـة الذي بلغ في أيار (مايو) سن الثمانين هو الوحيد الذي له الكلمة الأولى والأخيرة كرئيس لصناديق دعم العائلـة.
في الوقت الحالي يمثل عائلة فاللينبيرج كل من أبناء العم جاكوب وماركوس. ويبلغ جاكوب فاللينبيرج 50 عاما هو ابن بيتر فاللينبيرج تولى عام 1997 منصب مدير بنك SEB، وحاليا يشغل مناصب عديدة منها رئيس مجلس إدارة مؤسسة انفستور القابضة ونائب رئيس مجلس إدارة كل من شركة ساس للطيران وأطلس كوبكو وبنك فاللينبيرج الرئيسي SEB.
أما ابن عمه ماركوس فقد تولى منذ عام 1999 وحتى الأول من أيلول (سبتمبر) 2005 منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة انفستور. ويشغل ماركوس أيضا منصب نائب مدير غرفة التجارة العالمية (آي سي سي - ICC) في باريس، كما يشغل كذلك منصب رئيس هيئة المراقبة التوجيهية في البنك SEB ومنصب نائب مدير لجنة المراقبة التوجيهية في كل من أريكسون وسـاب.
الاستراتيجية المتعارف عليها في عائلة فاللينبيرج هي الاستثمار على المدى البعيد، والاستحواذ بكثرة على الشركات المنهكة والمتعبة ومن ثم إصلاحهـا. وعلى أساس هذه الاستراتيجية كانت هناك شركات عدة اضطرت العائلة إلى استثمار أموال فيها لأعوام بل أحيانا لعقود حتى طرحت أولى ثمارها من الأرباح.