عايض القرني والنقد الرياضي!
<a href="mailto:[email protected]">alsaif@srmg.com</a>
في صحيفة "الشرق الأوسط" العدد الصادر أمس (الأحد)، تساءل الداعية الصحوي الشيخ عايض القرني عن الأسباب التي حالت دون الأداء المشرّف للمنتخبين العربيين اللّذين شاركا في مونديال "ألمانيا" وهما منتخبا السعودية وتونس.
في حديثه الرياضي، كان الشيخ عايض حريصاً على أن يظهر المنتخبان العربيان بأداءٍ مشرف، مُعللاً ذلك بأن الواجب على المسلم أن يكون قوياً في كل المجالات، الاقتصادية والعسكرية والرياضية! غير أن رياح الشيخ عايض الرياضية جاءت كرياح صاحبه المتنبي! فالخروج المبكر للمنتخبين العربيين كشف للشيخ الداعية عن "ضعف أداء" ليس في الرياضة فحسب، بل يتجاوزها إلى ضعف في مجالات أُخر، كالاقتصاد والفكر والعلم والإنتاج. ولم يفُت الشيخ الداعية، في نقده الرياضي، أن يدعونا صراحةً إلى التحلي بالشفافية، من أجل الخروج من (نفق) الأداء الرياضي المتردي، أي مناقشة أسباب إخفاق المنتخب السعودي وظهوره في مستوى غير مُحبّذ وغير مرغوب لدى الشيخ الداعية، رغم ما تصرفه الدولة وتبديه من اهتمامٍ كبير تجاه المنتخب ولاعبيه! وفي هذا المجال كشف الشيخ عايض عن (شيء) من شفافيته النقدية، حينما طالب بـ (المحاسبة) غير أنه لم يُحدّد أولئك الذين يجب محاسبتهم، حينما قال: (ولذا فإني أرى محاسبة هؤلاء ومعرفة الخلل)، فلا يُعرف من حديثه على مَنْ يعود الضمير بقوله (هؤلاء)؟! هل يعود الضمير إلى "اللاعبين" أو "الجهاز الفني" أو "الجهاز الإداري" أو "المسؤولين" أو أنه يعود عليهم جميعاً! لذلك فإن على الشيخ عايض القرني -مشاركةً منه في التقويم- أن يُحدّد، من خلال وجهة نظره، أولئك الذين تجب محاسبتهم عن التقصير والإخفاق، ولاسيما أنه كشف عن أن ثمّة حوارات ونقاشات أجراها مع عدد من المثقفين والمحللين الرياضيين، الذين أبدوا له (شكواهم من وجود خلل داخل الجهاز الرياضي)!
يلحظ القارئ لحديث الشيخ عايض (المرارة) التي تكتنف جوانحه، من الأداء (الضعيف) للمنتخب السعودي، ليس في مونديال "ألمانيا" فحسب، إنما في مشاركاته قبلُ ذلك، فهو يقول إنه رأى مثقفين سعوديين يشعرون بالإحباط مما حدث في كوريا وفي ألمانيا، وليس من شك في أن الشيخ الداعية يدخل ضمن هؤلاء المثقفين (المحبطين) ولا سيما بعد أن كشف عن اهتماماته الرياضية، التي تجاوزت المتابعة إلى النقد والتحليل! رغم أنه (أخفق) حينما ذكر أنه شاهد مباراة المنتخب الفرنسي مع المنتخب الألماني (!) وهذا ما لم يحدث، إذ المنتخبان لم ينضويا تحت مجموعة واحدة، ولم يلتقيا في مباريات خروج المغلوب! ولعل الشيخ، وفقه الله، خلط بين متابعته لمونديال ألمانيا وبين مشاهدته لمباراة سابقة جمعت الفريقين في إحدى بطولات كأس أُمم أوروبا، إن كان لها من المتابعين!
الشيخ القرني في تحليله ونقده الرياضي لأداء المنتخب السعودي، يكون قد قدّم سبقاً (صحوياً) في إعلان متابعته لمباريات كأس العالم، فلم يسبق أن أحداً من رموز الصحوة قد أعلن عن متابعته للدوري السعودي، ناهيك عن مباريات كأس العالم، التي تعرف من منتخباتها وتُنكر! خاصةً أن (أمريكا) قد أصبحت ضيفاً دائماً في كأس العالم بعد مشاركاتها واستضافتها لمونديال (94) (!) .
هذا "الكشف" الذي قدّمه الشيخ عايض أو (طير الصحوة) - كما نعته في ذات مقالة زميلنا الكاتب مشاري الذايدي- عكس لنا صورة أخرى في حياة (الصحوي/ الرمز) تختلف عن الصورة النمطية التي تشكلت لدى الجماهير والأتباع، مما يدلُ على أن ثمّة رموزاً وقادة صحويين يتابعون على استحياء بطولات محلية وربما عالمية، ولاسيما أن عدداً من (الدعاة) دخلوا الصحوة قادمين من ملاعب كرة القدم! والموضوع ذو شجون وملاعب!