نطرح اليوم قضية مهمة جدا وخصوصا في هذا الوقت بالذات, ألا وهي قضية الخزانات الأرضية في مساكننا. التقينا بالعديد من المختصين والمستهلكين لأخذ رايهم حول المشاكل التي نواجهها في خزان المياه الأرضي. في البداية أكد المهندس عبد الله الثروة وهو استشاري متخصص في التخطيط والتصميم المعماري أن المشاكل في الخزانات الأرضية ناتجة عن سوء الإشراف وأحيانا انعدامه فالنقطة الأساسية هي طريقة تسليح الخزانات التي يجب أن تسلح بشكل إنشائي سليم بحيث تتحمل ضغط المياه، مضيفا "بل يؤدي ضعف التسليح إلى تشرخات في جسم الخزان كما أن سماكة الحوائط يجب ألا تقل عن 20 سم". وينبه المهندس الثروة إلى نقطة مهمة وهي أن يكون هناك Water stop بين القاعدة والحائط الخراساني كما ينبه إلى نقطة أخرى وهي أن يكون العزل المائي بطريقة فنية سليمة وبوساطة شركة متخصصة تقدم ضمانا لا يقل عن عشر سنوات.
وتابع المهندس الثروة "لا يهتم كثير من المستهلكين بحجم الخزان رغم أهميته، ففي الدول التي لا ينقطع الماء عنها لا توجد مشكلة في حجم الخزان، أما بالنسبة لنا فيجب أن يكون حجم الخزان ما يعادل استهلاك من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للأسرة، وبالتالي يجب أن يستوعب الخزان فترة استهلاك العائلة خلال فترة انقطاع المياه وهذه نقطة مهمة جدا خصوصا لما تعانيه كثيرا من المساكن بسبب صغر حجم الخزان الذي كان في السابق يعتمد على أن الماء لا ينقطع إلا يوما أو يومين أما الآن فإن انقطاع المياه قد يستمر ثلاثة أسابيع"، مشددا على ضرورة وضع اختبار للخزان "اختبار المياه" حتى يتم التأكد من أنه لا توجد أي تسريبات فيه.
من جهته كشف صالح الدحيم عن معاناته من الخزان الأرضي قائلا "اشتريت مسكنا بالتقسيط من إحدى الشركات فوجئت بصغر الخزان حيث لا يملؤه بالكاد إلا وايت صغير، وكان الماء ينقطع بشكل متكرر مما أصابني بمعاناة شديدة، وعندما حاولت أن أنفذ خزان أكبر واجهتني مشكلة أخرى إذ إن الأرض صخرية ويصعب الحفر فيها بالطرق العادية، ولقد قمت بإحضار بعض المقاولين لحفر الأرض فوجئت أني لا استطيع أن استخدم الدقاق إلا بكسر السور أو استعمل "الكمبريشن" كلفتني مبالغ كبيرة ولكن كنت مضطرا إلى هذا الخزان الذي أدى إلى تكاليف كبيرة جدا"، ناصحا كل من يرغب في البناء بإنشاء خزان كبير يكفي حاجته لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
أما المهندس فيصل الدلبحي فيعتقد أنه ليس هناك ضرورة لأن يبني كل شخص خزاناً خاصا به بل يعتقد انه بالتطوير الشامل المتكامل للحي يفترض أن يكون هناك خزان كبير لكل الحي، يوفر التكاليف على كل مواطن، إضافة إلى ضمان توافر المياه للحي ولكل مسكن بطريقة عملية وسليمة, مضيفا "المشكلة تكمن في عدم تطبيق التنفيذ المتكامل للأحياء، وستصبح المعاناة من مخلفات الماضي، إذا أنشئت أحياء متكاملة توفي الحاجة إلى الخزانات أو بيارات الصرف الموجودة في كل مسكن والتي ترفع التكاليف إضافة إلى ما تؤديه من تلوث وغيره". ويعتقد المهندس الدلبحي أن أغلب مشاكلنا يمكن أن يحلها التنفيذ المتكامل للأحياء أسوة بمدن العالم الحديثة. أما المهندس أسامة عبد الستار وهو مندوب مبيعات في شركة متخصصة في العزل المائي فيبين أن كثيرا من المواطنين يبحثون عن حلول رخيصة في طريقة عزل خزاناتهم وهو ما يؤدي إلى أخطار جسيمة تمس الصحة فعندما يكون الخزان ذا عزل سيئ ويكون قليل الماء فإن مياه المجاري والمياه السطحية ستتغلغل إلى داخل الخزان وهو ما يمكن أن يؤدي إلى أضرار جسيمة، وهناك عدد من المواطنين لاحظوا أن المياه من خزاناتهم فاسدة نتيجة إلى أنها يمكن أن تدخل إليها مياه الصرف الصحي من المناطق المحيطة بها. وينبه عبد الستار إلى أن العزل يجب أن يعمل بطريقة صحيحة وسليمة ويجب أن يتم اختباره والتأكد من سلامته ولابد من ضمان على عزل الخزان لمدة لا تقل عن عشر سنوات.
وأوضح أنه يمكن معالجة مشاكل الخزانات بطريقة العزل المائي حيث يتم الكشف عن مناطق التصدعات والمناطق الضعيفة التي يحدث فيها تسريبات ويتم اختبارها وتعبئة الخزان ثم مراقبته إلى أن يتم التأكد من أن الخزان أصبح سليما.
أما السيد سعد الغامدي، لديه مؤسسة متخصصة في تنظيف الخزانات، فيقول إن الخزانات يجب أن تنظف سنويا حيث إنها تحتوي على الأتربة والمواد غير الصحية، مبينا أن الصيانة الدورية للخزانات أصبحت ضرورية ومهمة لصحة الأسرة، مشيرا إلى أن تنظيف الخزان لا يكلف كثير لا من حيث القيمة ولا الوقت، حيث تبلغ تكاليفه نحو 250 ريالا، وتستغرق العملية نحو ساعتين أو ثلاث ساعات.