"المراكز الصحية حشف وسوء كيلة"

<a href="mailto:[email protected]">al-yousef99@hotmail.com</a>

كانت ولا تزال المراكز الصحية (مراكز الرعاية الأولية) التابعة لوزارة الصحة، دون المستوى في كل شيء سواء في مبانيها التي 95 في المائة منها مستأجر وحتى الآن لم يتم تفعيل بناء المراكز الـ 2500 التي تم الإعلان عنها منذ عهد خادم الحرمين الملك فهد ـ رحمه الله ـ منذ نحو أربع سنوات، صحيح أنه بُدئ في تنفيذ عدد بسيط لكن ليس بالشكل الذي يرضي طموح المواطنين وكذلك المسؤولين خاصة ولاة الأمر الذين وضعوا الكرة في مرمى الوزراء بأنه ليس لهم عذر فالأموال متوافرة, فقط تبقى الإرادة وسرعة التنفيذ. فمباني المنازل لا يمكن أن تكون مراكز صحية حيث ضيق الممرات والغرف وقلة الخدمات.
ليست المباني فقط علة المراكز الصحية، بل حتى الكادر الصحي الموجود فيها معظمهم نوعيات قليلة العلم بل إنها عديمة الفائدة أو منتهية الصلاحية فكيف بطبيب يكشف على المريض بوضع السماعة فوق ملابس المريض وفي فصل الشتاء، إضافة إلى قلة الأدوية ونقص معظمها ولهذا انتشرت الصيدليات الخاصة، وما زاد الطين بلة هو توقيت عمل تلك المراكز فمنذ نحو سنتين أصبح العمل فترة واحدة من الساعة الثامنة صباحا وحتى الخامسة مساء لمدة خمسة أيام في الأسبوع فقط من السبت إلى الأربعاء. وهذا التوقيت سبب إزعاجا كبيرا للمواطنين حيث لا يتمكن الموظف من مراجعة المركز الصحي نظرا لأن عمله ينتهي الساعة الثانية والنصف فمتى يصل إلى منزلة خاصة في المدن الكبيرة ثم يتناول طعام الغداء ويصلي العصر عندها لا يحق له أن يرتاح فعليه المبادرة بمراجعة المركز قبل أن يغلق أبوابه الساعة الخامسة عصرا هذا إذا لم يغلق قبل هذا التوقيت. ولذلك يضطر الكثير من الموظفين للخروج من أعمالهم لمراجعة المراكز الصحية وهذا طبعا فيه إضاعة لوقت العمل ومصالح الناس. ولذلك فعلى أطفالنا ألا يمرضوا إلا من الساعة الثالثة حتى الخامسة وإلا فما لهم إلا الإسعاف في المستشفى وما أدراك ما الإسعاف, هل يلحق على مصابي حوادث السيارات وإلا على العمال والمتعاقدين. وزارة الصحة بهذا فتحت باب الرزق لأصحاب المستشفيات والمستوصفات الخاصة المفتوح أصلا نظرا لسوء خدمات المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية. هل هذا القرار يخدم المواطنين طبعا لا, إنه يخدم العاملين في المراكز والمفترض أن يعملوا فترتين خاصة أنه مضت سنون عديدة وهم يعملون فترتين وقد تم تحفيز السعوديين منهم بوضع الكادر الصحي الذي يشبه كادر المعلمين وهذا تشجيع يستحقونه لخدمة المواطنين. إن قصر عمل المراكز الصحية على فترة واحدة في المدن التي توجد فيها مستشفيات جاء في مصلحة القطاع الصحي الخاص وأخشى ما أخشاه أن تكون وزارة الصحة تعرف ذلك وتلتزم الصمت تمهيدا لتخصيص المستشفيات الحكومية مع بدء تطبيق نظام التأمين الصحي على المواطنين. لا أعرف سببا واحدا للتضييق على الناس المستفيدين من المراكز الصحية فهي ضرورة لا بد منها رغم تدني خدماتها, فهناك قطاع كبير من المواطنين محدودي الدخل مضطر لمراجعتها, فعلى وزارة الصحة مراجعة وضع المراكز الصحية بشكل عام وخاصة توقيت عملها الذي سبب قلقا كبيرا للناس. خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وولي عهده الأمين لا يرضيان أبدا بما يسبب الضيق على الناس أو يحرم المواطنين من الاستفادة من المراكز الصحية بسبب سوء توقيت عملها. كما أنهما حفظهما الله، حريصان على كل ما يحقق الراحة للمواطنين والمقيمين. بقي الآن دور وزارة الصحة أن تعمل استبيانا لعمل المراكز وهل التوقيت الحالي مناسب أم لا؟ عندها ستجد النتيجة أن دوام الفترتين هو الأفضل وهو الأكثر خدمة للجميع ما عدا أصحاب المستشفيات والمستوصفات الخاصة فهم فقط المتضررون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي