إسرائيل بين مأزق البحث عن صورتها الردعية المفقودة ومخاطر الانقسام الداخلي (العدد 1386)

إسرائيل بين مأزق البحث عن صورتها الردعية المفقودة ومخاطر الانقسام الداخلي (العدد 1386)

أكد عدنان أبو عودة وزير الإعلام والمستشار السياسي الأسبق في الديوان الملكي الأردني في حوار أجرته معه مجلة "المجلة" في عددها الصادر لهذا الأسبوع أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان جاءت بدلالات كثيرة جديدة ومهمة في المنطقة وأن أبرز هذه النقاط فشل المخططات الحقيقية التي قادت إلى الحرب، منوها إلى أن رسم معالم الشرق الأوسط الجديد لن يكون سهلا حتى وإن تم استخدام القوة بمختلف أشكالها.
وقال أبو عودة وهو من أبرز الخبراء السياسيين في المنطقة: إن الحرب في لبنان غيرت كثيرا من معالم الصورة العسكرية الإسرائيلية وربما لم يقدر حسن نصر الله عمق الجرح في السيكولوجية الإسرائيلية ولذلك فإن إسرائيل تبذل ما في وسعها لعدم المساس بصورتها التقليدية في جانبها العسكري، وهذا ما تفسره ردة الفعل العسكرية العنيفة والكثيفة واستهدافها المدنيين بدل التركيز على المحور الحقيقي في الحرب وهم مقاتلو حزب الله.
وأضاف أن استراتيجية إسرائيل في المنطقة تقوم على عاملين أساسيين وهما القوة النووية والصورة الردعية الظفرية TRIUMPHANTALISM التي اكتسبتها من انتصاراتها المتوالية في حروبها مع العرب ورسختها على مدى العقود الماضية فكرة رادعة في المنطقة قائمة على قدرتها العسكرية الهائلة، وأدت هذه الاستراتيجية إلى ترسيخ تجنب المواجهة معها طيلة العقود السالفة.
وذكر أبو عودة في حديثه لمجلة "المجلة" أن إسرائيل تسعى لإطالة أمد الحرب لعدة أسباب داخلية وخارجية، فعلى الصعيد الخارجي لم تتوقع الإدارة الأمريكية أن الحرب سوف تتخذ مسارات متغايرة فرضت نفسها على الخطة السياسية وشكلت حرجا كبيرا للإدارة الأمريكية، وعلى الصعيد الداخلي أظهرت الحرب حالة من التخبط في المستويين الأمني والسياسي لإسرائيل، مما دفع البعض إلى ضرورة الاستخدام المكثف للقوة بهدف الحفاظ على حالة الاتزان الداخلي والتوحد المجتمعي بدلا من الانقسامات التي اعترت صفوفه وحشد الإسرائيليين وتلافي انقسامهم الشديد واستعادة ثقتهم بقواتهم العسكرية.

الأكثر قراءة