كشف تحقيق تنشره مجلة "المجلة" في عددها لهذا الأسبوع، أن الأديب الألماني غونتر غراس الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1999 قد تعرض أخيرا للملاحقات من قبل المنظمات الصهيونية، خاصة بعد تصريحاته التي أكد فيها انضمامه إلى الجيش النازي في سنوات مبكرة من عمره، مفجرا قنبلة أدبية ـ إعلامية حين أفصح لأول مرة عن أنه كان في صباه عضوا لفترة محدودة في فرقة الوحدات النازية الخاصة أس أس SS.

جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورته الجماينة تسايتونغ" التي أشار فيها إلى أنه التحق طواعية في سن الخامسة عشرة بشبيبة هتلر.

وقد أثارت تصريحات غراس واعترافاته المتأخرة موجة من الانتقادات، وصلت إلى حد المطالبة بسحب جائزة نوبل للآداب التي حصل عليها عام 1999 عن دوره في إثراء الأدب العالمي، خصوصا في ثلاثيته الشهيرة "ثلاثية دانتسيغ"، في الوقت الذي قلل فيه أصدقاء غراس من أهمية عضويته في الوحدات النازية

وأشار التحقيق إلى أن غراس كان ناقدا للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط واحتلالها العراق، موضحا أنها السبب الرئيس في انتشار الإرهاب وأن حل مسألة الإرهاب لن تكون بمزيد من استخدام القوة بدلا من التنمية والإصلاح الاقتصادي والاهتمام الإنساني.

كما دان غراس عمليات القتل والتدمير التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وقد عرف عنه مواقفه المعارضة جدا للحرب الأمريكية على العراق، وتعاطفه الشديد مع الفلسطينيين.

واشتهر الأديب الألماني بنقده اللاذع لإسرائيل لدرجة أنه جر عليه ويلات من الحقد والكراهية في الأوساط اليهودية، الأمر الذي جعله مستهدفا من قبل وسائل الإعلام التي تسيطر عليها، والتي سعت بعد ذلك للنيل من مكانته الأدبية المرموقة في بلاده وأوروبا.

وعمل موقفه من الحرب على العراق على تقريبه من المستشار غيرها رد شرويدر، حيث جمعت بين الاثنين صداقة قوية أشار إليها الطرفان بفخر واعتزاز في كثير من الأوقات.