جامع السقا تحفة معمارية أثرية في أبها

جامع السقا تحفة معمارية أثرية في أبها

على بعد نحو 15 كيلو متراً غربي أبها في اتجاه السودة الجميلة، وعلى مدخل منتزه السحاب المرتفع يقف جامع السقا شامخا وصامدا على مر الأعوام، مضيفا بعد تاريخيا وسياحيا للمنطقة. يحرص الكثير من زوار المنطقة على الصلاة فيه وخاصة صلاة الجمعة، حيث يلفت النظر ببنائه القديم، من خلال أعمدته وسقفه التي بنيت من أشجار العرعر، إضافة إلى النوافذ والأبواب من أشجار الطلح. توارثته أسرة آل مجثل، مؤكدين خدمتهم للجامع إضافة إلى سكان القرية والقرى المجاورة له، متعاونين في صيانته والمحافظة عليه وتجديده كلما دعت الحاجة.
على بن عبد الله بن محمد آل مجثل نائب قرى السقا، خادم الجامع القديم أشار لـ"الاقتصادية"، أن صيانة الجامع جاءت وراثة من الأجداد والآباء، لافتا النظر إلى أن الجامع تم تجديده وتوسعة بنائه على شكله الراهن تمت عام1260 هـ، إذ أن تاريخ بنائه يعود إلى عام 136 بعد الهجرة، أي في بداية العهد العباسي.
والأجمل في جامع السقا، رغم أنه تم عمل توسعة له عام 1415 هـ لكثرة المصلين فيه، إلا أن الجامع القديم لا يزال يحتفظ بطابعه، وأي صيانة تجرى له تتم وفقا للمكونات القديمة، دون تغير. وهنا يشير الشيخ عبد الله آل مجثل إلى أن أي صيانة للجامع تتم بدقة وذلك لعدم إضافة أي مكونات حديثة للمحافظة على طابعه قدر المستطاع، مفيدا أنه تم عمل إضافة أعمدة أخرى لدعم السقف ومن شجر العرعر نفسه، مستدركا الدقة والقوة التي كان عليها الآباء والأجداد عند بنائه رغم عدم وجود معدات متطورة في ذلك الوقت، وهذه دلالة على الموهبة التي وهبها الله عز وجل لهم في ذلك الوقت.
ومن المواصفات التي يتميز بها جامع السقا، البرودة في فصل الصيف، والدفء في فصل الشتاء، وهذه ميزات تعد تحديا للهندسة الحديثة. وأضاف أن عرض الجدار يصل إلى متر مما أسهم في أن يحتفظ بخواصه المناسبة للأجواء شتاء أو صيفا، وكذلك تصميم ووضع النوافذ أسهم في ذلك، حيث تم وضعها في الجهة الشمالية، فيما تركت الجهة الجنوبية والغربية والشرقية بدون نوافذ للمحافظة عليه من الأمطار والرطوبة. ويتم حاليا حماية الجامع من الأمطار، وكذلك تم وضع طلاء لطرد أي حشرات تصل إلى الجامع.
ويلفت آل مجثل إلى وجود عرض من قبل فاعلي خير قبل فترة لهدم الجامع القديم واستبداله ببناء خرساني إلا أن الشيخ عبد الله بن عايض رحمه الله امتنع عن ذلك.
والزائر إلى الجامع يعجب من البناء المحكم، خاصة عندما ينظر إلى السقف الذي يرتفع بنحو ثلاثة أمتار عن مستوى الأرض، ليرى أن كل خشبة جاءت وصلة واحدة، فيما يتم الدخول إليه بالنزول قليلا، والهدف أن يكون دافئاً في الشتاء. ويبلغ طول الجامع 17 مترا، وعرضه نحو 24 متر مربع، وعدد الأعمدة 12 عموداً من شجر العرعر، فيما تم إضافة أعمدة داعمة عددها أربعة، ليصبح إجمالي الأعمدة 16 عموداً، فيما تم طلاؤه باللون الأبيض ليساعد في الإضاءة.

الأكثر قراءة