الأجانب في ألمانيا يحققون النجاح في المجالات كافة

الأجانب في ألمانيا يحققون النجاح في المجالات كافة

هم موجودون بالألوف في ألمانيا إنهم الأجانب الموجودون في مدن مثل كولونيا وفرانكفورت وبرلين وهامبورج وميونيخ وبون وحققوا نجاحات مميزة في جميع مجالات أعمالهم. وبالمثل، تطول أيضا قائمة جنسيات أولئك الأجانب سواء كانوا مجنسين أم غير مجنسين، وهم يعيشون هنا في ألمانيا تماما كما يعيش الألمان ويعملون ويدرس أبناؤهم في المدارس الألمانية، ويدفعون الأقساط المستحقة عليهم للضمان الاجتماعي أو يفتحون أبواب عمل جديدة للشباب.

الأجانب الذين يقومون بأعمال حرة وحدهم تقدر قيمة ما ينتجون بالمليارات، كما أن نحو 290 ألف منهم يسيرون أعمالهم كالمعتاد، أما الأغلبية العظمى منهم وهم من أصول تركية وإيطالية ويونانية فينتجون ما تزيد قيمته على 50 مليار يورو في السنة. أما رجال الأعمال الأجانب، الذين تجنسوا في هذه الأثناء، فقد وظفوا حتى الآن نحو مليون شخص والرقم ما زال قابلا للزيادة. ويمكن القول إن القدرة الإنتاجية لرجال الأعمال هؤلاء قد تضاعفت خلال العقد الأخير، وكثيرا ما يؤسس هؤلاء أنواعا من المشروعات ذات العلاقة بأصولهم التي انحدروا منها سواء في مجال الضيافة والمطاعم أو في مجال التجارة. ومع تحسن التحصيل العلمي امتدت طبقة (رجال الأعمال المهاجرين) إلى مجالات أخرى مختلفة تماما مثل مجالات الكمبيوتر والصناعات الإلكترونية أو الأعمال الحرة المختلفة.

ولكن هؤلاء لا يشكلون سوى مجموعة من الذين صنعوا سيرهم العملية في ألمانيا. فبعض المهاجرين يعمل في مؤسسات التعليم العالي الألمانية، وفي شبكة العيادات الطبية وكذلك في الصناعات المالية، ومنهم من هو طبيب حيث يقدر عدد الأطباء بينهم بنحو 15 ألفا ومنهم العالم أو المستشار أو الخبير المالي.

وهؤلاء يشكلون صفوة السبعة ملايين أجنبي الذين يعيشون في ألمانيا. وتعريف الأجنبي في هذه البلاد هو الشخص الذي لا يحوز على جواز سفر ألماني. ولكن عامة الناس هنا تعتبر من بين الأجانب أولئك المواطنين الألمان الذين ليسوا من أصول ألمانية أو أوروبية غربية، فالمصري الذي يحمل جواز سفر ألمانيا سيظل ينظر إليه طوال حياته على أنه أجنبي، بينما لا يعتبر أجنبيا المواطن البلجيكي الذي يقيم في ألمانيا.

إن نحو ثلث السكان الأجانب قد مضى على معيشتهم في ألمانيا أكثر من عشرين عاما، كما أن ثلثي المهاجرين أو ما يقرب من خمسة ملايين شخص يعيشون هنا لأكثر من ثماني سنوات، وبالتالي يلبون شرط الإقامة الضروري لتجنيسهم. ولكنهم رغم ذلك لا يرغبون في أن يصبحوا ألمانا وعادة يتنازلون عن حقهم في الحصول على جواز سفر ألماني - ولكل منهم بالطبع أسبابه الخاصة.
إن القدرات الاقتصادية الكامنة في الأشخاص من ذوي أصول أجنبية يعترف الاقتصاديون والسياسيون بها منذ زمن طويل، فسواء في غرف الصناعة والتجارة أو في المعهد الألماني للتدريب المهني في بون، وفي كل مكان تقريبا يوجد متسع للأجانب الذين يعيشون ويعملون وينشئون شركات ومؤسسات تجارية ويطمحون في التقدم وفي تحسين أحوالهم. حيث إن ثمة أمرا واحدا قد أصبح في غاية الوضوح بالنسبة للجميع: ألا وهو أن المهاجرين طالما ظلوا ينظرون لألمانيا كبلاد تتوافر لهم فيها فرص واسعة، فهم مفيدون أيضا للاقتصاد الألماني.

الأكثر قراءة