مساكن المنطقة الوسطى مختلفة نتيجة التغيرات في ثقافة سكانها
استعرضت دراسة حديثة خصائص المسكن التقليدي في عموم مناطق المملكة، مبينة تأثير التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل واضح على تشكيل أنواع المساكن في البيئة العمرانية في المملكة. كما استعرضت الدراسة التي أعدتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية - مستخدمة الطابع العمراني كمعيار لرصد الاختلاف - أنواع المساكن في المملكة (تقليدي، شعبي، معاصر) من حيث أهم خصائصها ومدى انتشارها.
وتناولت الدراسة خصائص المسكن التقليدي في المنطقة الوسطي، حيث يتميز النتاج العمراني لهذه المنطقة بالمباني الطينية المتلاصقة المنخفضة الارتفاع، ذات الأفنية الداخلية المحاطة بأروقة، والنوافذ الخارجية الصغيرة، والشوارع الضيقة المتعرجة. وتعمل الأفنية الداخلية وظيفة منظم حراري ومصدر للإضاءة، إضافة إلى توجيه المبنى للداخل لضمان الخصوصية. وتفتح غرف الطابق الأرضي على الفناء مباشرة بفتحات كبيرة، أما الطابق العلوي فيوجد فيه رواق (بواكي) يطل على الفناء وتأتي خلفه الغرف. وتتميز واجهاتها بخلوها من الفتحات ما عدا باب المدخل وبعض الفتحات الضيقة الطولية أو المثلثة في الأدوار العلوية مع ترك الدور الأرضي غالبا بدون فتحات بغرض التهوية وضمان الخصوصية، ولتحقيق مزيد من الخصوصية يتم بناء جدار صامت أمام المدخل يفصل بين غرفة الاستقبال للرجال وباقي عناصر المسكن، بوضع المجلس الرجالي في الدور الأول يصبح من الممكن الوصول إليه عن طريق سلم من المدخل مباشرة، وقد تمتد هذه الغرفة لتغطي الطريق أمام المنزل وتعرف بالصابات. تستغل الأسطح للنوم ليلا في بعض فصول السنة وتحاط بحائط مرتفع لتوفير الخصوصية.
واتفق تقرير صادر عن شركة دار الأركان للتطوير العقاري الحاصلة على جائزة الأعمال العربية للتطوير السكني للعام الثاني على التوالي، مع الدراسة في أن هذه المنطقة يساعد نسيجها العمراني المتميز بتلاصق المباني وضيق الشوارع على خفض درجة الحرارة لعدم تعرض الواجهات الخارجية للمباني لأشعة الشمس مع توفير ظلال في الشوارع. كما أن استخدام الطين المتوافر في هذه المنطقة يساعد على التغلب على قسوة المناخ القاري نظراً لخاصيته في بطء فقده واكتسابه الحرارة الذي يحتاج إلى مدة زمنية تستغرق نحو 12 ساعة.
وفي ما يخص المنطقة الشرقية، تم التعامل مع هذا المناخ في البيئة العمرانية التقليدية في هذه المنطقة، بحسب التقرير، بمعالجات عمرانية إبداعية مناسبة تنم عن الفهم الواعي لهذا المناخ الصعب والمتطلبات الاجتماعية للمجتمع، التي يمكن تلخيصها في أنها مبانٍ متلاصقة من دورين ذات أفنية داخلية محاطة بأروقة لتعمل كمنظم حراري ومصدر للإضاءة وتوجيه داخلي لتوفير الخصوصية. وتتسم بنظام إنشائي هيكلي بارز من أعمدة سميكة وحوائط غير حاملة تبنى من أحجار بحرية تسمى الفروج، يمتاز بامتصاص الرطوبة. وتستخدم النوافذ الخشبية للواجهة الخارجية للمبنى حيث تتكون من جزءين سفلي وآخر علوي وهي التي تفتح غالباً للسماح بدخول الهواء وتوفير الخصوصية للمبنى. كما تستخدم نوافذ في الأدوار العلوية تطل على الفناء الداخلي ذات فتحات صغيرة سواء من الخشب أو الجبس المزخرف المستورد فكرته من إيران، والرواشين في الدور الأرضي. وتبنى الحوائط الخارجية غير الحاملة بين الأعمدة من الحجارة نفسها وتتكون من جزءين: الجزء العلوي منه يتراجع إلى الداخل مكوناً مع الجزء السفلي فتحة مدعمة بمغلاق خشبي يتحكم في دخول الهواء ويعمل كملقف للهواء، ويسمى "بدقير". ويلاحظ من خلال القطاع في الجدار استخدام نظام البدقير الذي يعمل كملقف للهواء ويتحكم في دخوله المغلاق الخشبي. كما يتم فيها بناء غرف تصل بين مبنيين فوق الشارع تسمى "السابط"، للاستفادة من الهواء البارد المرشح والمار في الشوارع الضيقة المتعرجة المظللة ويستخدم السطح للنوم والتنقل بين الغرف العلوية والسفلية حسب اختلاف المناخ المركب.
وجاء البناء العمراني للمنطقة الجنوبية على شكل أبراج عالية تصل إلى خمسة أدوار متأثراً بالثقافة اليمنية نتيجة تميز هذه المنطقة بتضاريسها الجبلية المرتفعة، ومناخها البارد الذي يقل عن عشر درجات مئوية، مع غزارة الأمطار التي تفيض على أثرها الأودية. وخصصت الأدوار العلوية للنساء والعائلة والدور الأرضي كمخازن للحبوب وحظائر للمواشي لكون المنطقة زراعية، أما الأدوار الوسطي فخصصت للرجال. ليتلاءم البناء مع غزارة الأمطار وتوافر الطين والصخور في المنطقة تم تطوير تقنية البناء بالطين وخاصة عند سفوح الجبال والوديان لتفادي ذوبانها من الأمطار مع الاستفادة من خاصيتها ككتلة عازلة حرارياً، حيث تبنى الأبراج مائلة داخلة من الأعلى، وتبنى حوائط الدور الأرضي من الصخور بسمك 70 سنتيمترا لتقاوم السيول، ثم تبنى من الطين كلما تم الارتفاع إلى أعلى حيث يقل سمكها وتدعم أفقيا عند كل طبقة برقائق صخرية مائلة خارجة من الجدار تسمى (الرقف) لمنع وصول مياه الأمطار للطين.
وتؤدي هذه التقنية الوظيفية للبناء إلى إضفاء ناحية جمالية ووظيفية للمبنى تعبر عن الهوية العمرانية المميزة لجنوب المملكة.
ويتميز النمط العمراني في منطقة نجران - التي تقع على هضبة داخلية تنحصر بين هضبة الحجاز شمالاً وهضبة نجران جنوباً وتنبسط تدريجياً من قمم السرة وتنتهي قرب صحراء النفوذ - باستخدام الطين الذي تتم معالجته بإضافة مواد أخرى ليزيد تحمله إنشائياً للبناء عدة أدوار، وليزيد مقاومته لمياه الأمطار. ويبنى الجدار الذي يقل سمكه كلما اتجهنا إلى أعلى، على شكل مداميك من طبقات سمكها من 30 إلى 50 سنتيمترا, ولا تبنى الطبقة التالية إلا بعد جفاف الأولى. لذا يظهر خطوط الطبقات على الواجهة الخارجية لمباني نجران الطينية مع الفتحات الصغيرة المطلي إطارها باللون الأبيض ليميزه عن بقية المباني الطينية على مستوى المملكة. وهذا النمط المعماري التقليدي السائد في منطقة نجران يتناغم مع ألوان الطبيعة الزراعية الخضراء والتلال والوديان، ويتناسب حجم مبانيها مع الحالة الاقتصادية والاجتماعية لساكنيها.
ويتطرق التقرير إلى المنطقة الشمالية التي تقع على الحدود المتاخمة مع العراق والأردن وتتميز بطبيعتها الصحراوية وأهم مدنها تبوك والجوف وسكاكا وحائل. ولقد أثر مناخها الصحراوي القاسي على مساكنها التقليدية فجاء نتاجها العمراني مشابهاً للمنطقة الوسطي من حيث واجهاتها الكتلية المصمتة وقلة وصغر نوافذها مع وجودها في مناسيب علوية لاعتبارات اجتماعية وبيئية. لكسر الجمود للواجهات المصمتة فإنها تزين "بأفاريز" منحوتة وبارزة على جدار السطح، كما أنها تساعد على كسر حدة الشمس في الأفق. ويُعدُّ الفناء الداخلي الذي تطل عليه الغرف من مميزات المسكن التقليدي في المنطقة الشمالية لما يحققه من خصوصية ودوره الفعال كمنظم حراري. ويحاط الفناء في المباني الواسعة برواق لكسر حدة أشعة الشمس. ويستخدم السطح في فصل الصيف للنوم لذا يرفع جداره لضمان الخصوصية. كما تبنى معظم المباني السكنية من الطين وهو المادة السائدة في المنطقة إلا بلدة الجوف فتشتهر ببناء مساكنها التقليدية بالحجر ومن دون مونة.
من جهة أخرى، سجل المؤشر العقاري الأسبوعي الصادر عن الإدارة العامة للحاسب الآلي بوزارة العدل انخفاضاً في قيمة الصفقات في كتابة العدل الأولى بالرياض للفترة من السبت 11-7 إلى الأربعاء 18-7 -1427هـ نسبته 33.38 في المائة, حيث بلغ إجمالي الصفقات خلال هذا الأسبوع 59.300.247 ريالاً، فيما سجل المؤشر ارتفاعاً في قيمة الصفقات في كتابة عدل الدمام بنسبة 19.2 في المائة حيث بلغ إجمالي قيمة الصفقات نحو 69.858.955 ريال.
وفي المقابل، أعلنت شركة تعمير القابضة "إماراتية - سعودية" عن مشروعها الجديد في ليبيا بقيمة استثمارية تتجاوز 26 مليار دينار (20 مليار دولار).
إلى ذلك، ينطلق في الرياض خلال الفترة من 16 إلى 19 كانون الثاني (ديسمبر) المقبل المعرض النسائي الأول للإسكان والتمويل العقاري "مسكن المرأة 2006" في فندق الفورسيزونز في الرياض.
ويشكل المعرض أهمية اقتصادية واجتماعية باعتباره حدثاً مرتقباً متخصصاً في تسويق المشاريع السكنية والاستثمارية والعقارية والديكورات والمستلزمات المنزلية الراقية أمام تجمع نسائي كبير، حيث يتزامن المعرض مع الفترة الاقتصادية النشطة التي تشهدها السعودية في جميع المجالات، وخصوصا قطاع العقار والمساكن.
ويشارك في المعرض نخبة من الشركات العاملة في قطاع المساكن والعقار والديكور والتصاميم الداخلية والمستلزمات المنزلية والبنوك وشركات التأمين والتقسيط والتمويل، مشيرا إلى أنه سيدعى للمعرض خلال أيامه الأربعة نحو 20 ألف سيدة بدعوات خاصة فاخرة يمثلن عددا من الأميرات وزوجات الأمراء وسيدات الأعمال وزوجات رجال الأعمال وأساتذة الجامعات والمسؤولات في القطاعين العام والخاص، إضافة إلى الدعوة المفتوحة للسيدات، حيث من المتوقع أن يزور المعرض قرابة ألف سيدة سيشاركن بفعالية في التظاهرة نسائية الكبرى.