Author

النمو السكاني للهند إيجابي ولدينا سلبي

|
<a href="mailto:[email protected]">[email protected]</a> في حوار لرئيس الوزراء الهندي السيد (مونمهان سينغ ) حين سئل عن حجم النمو السكاني في الهند, أكد أن النمو السكاني والتضخم البشري لم تصبح مشكلة الآن للهند, والهند لمن لا يعرفها جيدا, هي ثاني أكبر دولة في حجم السكان إذ يقارب المليار ومائتي مليون نسمة, وبنسبة نمو سكاني لا تقل عن 3 في المائة, هذه الهند التي نرى أنها معاناة كبيرة لديها سكانيا هي ليست كذلك حقيقة كاقتصاد كلي يجب أن ينظر له من زوايا كثيرة ومتعددة, رئيس الوزراء الهندي يؤكد في كلماته أن الهند لن تعاني أي مشاكل سكانية أو زيادة, لسبب أنها حاربت هذا النمو السكاني وألا يكون عبئا ليس بترشيد عدد السكان أو نشر ثقافة تحديد النسل كهدف أول, بل حاربت هذا النمو السكاني والقضاء على الفقر أو العمل على ذلك من خلال شيء واحد فقط وهو "العلم", العلم الذي نضع لوحات في مدارسنا من التمهيدي إلى الجامعة أنه "العلم نور" نور المستقبل والعقول والبناء, لكن طبعا لدينا للأسف هذا غير موجود. الهند تعالج الواقع لديها من أزمة سكانية من خلال التعليم, حيث ركزت الهند على العلوم التقنية أولا, ووجدنا من خلاله مدينة "كالكوتا" الهندية التي أصبحت كوادي السيلكون في الولايات المتحدة, الهند أصبحت من أكبر الدول مصدرة للمبرمجين والسوفت وير, سنويا يهاجر ما لا يقل عن مائتي ألف هندي يملك كل العلم والدراية بالبرمجيات والتقنيات وندرك ماذا يعني هذا كأثر اقتصادي للشخص وللاقتصاد, التعليم هو المفتاح الحقيقي لكل شيء, وأولها الفقر والبناء للأوطان, العلم هو حزام الأمان للفرد سواء كان رجلا أو مرأة, رئيس الوزراء الهندي "مونمهان سينغ" المتخرج من جامعات أوروبا والحاصل على الماجستير من جامعات "كمبردج" وقبلها في جامعة "البنجاب" بشاهدتي ماجستير, عقلية هذا الوزير الأكثر إصلاحا للاقتصاد الهندي كانت حاسمة في توجيه الهند على دفة الاقتصاد الذي يحقق الآن نسب نمو تقارب 9 في المائة في ظل أن الهند إمكانيات بشرية وعقول تفكر أكثر من أي شيء آخر, صادرات الهند الآن تقارب 1.50 في المائة من إجمالي الصادرات العالمية, ولديها بنية تحتية هائلة من خطوط غاز مع إيران تصل مداها إلى 2500 كيلو متر , وخطوط سكة الحديد بطول البلاد وعرضها والمطارات وغيرها هناك ورشة عمل هائلة في الهند في ظل هذا الكم الهائل من السكان والإمكانيات المالية الذاتية غير الكبيرة جدا, أصبحت الهند ثاني أسرع اقتصاد عالمي ينمو على مدى سنوات ماضية وأيضا قادمة بعد الصين. حين نقارن وضعنا هنا في بلادنا, نجد أننا نعاني بطالة وصعوبة في توافر الوظائف والعمل في ظل أننا سكانيا لا نتجاوز 16 مليون مواطن ومواطنة, نجد أننا نعاني أزمة كبرى في هذا الجانب في ظل أن الهند أكثر من مليار ولديها النمو الاقتصادي الهائل, وتصدر عقولا بشرية لكل العالم, أعتقد أن الخلل لدينا أساسا هو في التعليم, وليس في توافر فرص العمل نفسها, لدينا الطالب يتخرج من الجامعة لا يستطيع أن ينطق كلمتين إنجليزيتين, ثم نفاجأ أن البنك يعاني نقص موظفين أو شركات في القطاع الخاص, هذا طبيعي فهل مخرجات التعليم تؤهل لدينا أساسا؟ في رأيي لا تؤهل بصورة عالية جدا, ويجب ألا أعمم أن التعليم كله سيئ, ولكن أركز أنه ليس بالمستوى المأمول والمطلوب والذي يتطلع له, نحن لا نستطيع أن يخرج طالب جامعي لدينا ويعمل في الخارج لأنه لن يكون مؤهلا كتخصص ولغات وغيرها, يجب أن أنوه على أنني لا أركز على هذا الجانب وهو اللغة أو غيرها, أنظر إليها بمنظار واسع جدا في كل المناحي الاقتصادية, إننا لن نتواكب أو نحل البطالة لدينا بسياسية الإجبار والإكراه بقدر فرض الذات من خلال التعليم الذي هو السلاح العقلي الأول, وهو ما يمكن الاعتماد عليه بعيدا عن أي عواطف, الخلل ليس في المواطن نفسه ولكن ماذا يخرج لنا من هذه المباني المسلحة والمستأجرة في الجامعات والمدارس من الجنسين أنه ليس بالمستوى, إذا لن أفاجأ بوجود بطالة وأثر اقتصادي سلبي عام يتبع ذلك.
إنشرها