البنوك اليونانية تتأهب لموجة اندماجات جديدة

البنوك اليونانية تتأهب لموجة اندماجات جديدة

يقف قطاع البنوك اليوناني أمام موجة اندماج جديدة. فبعد أن عدل بنك قبرص عن عرضه بتخصيص بنك إمبوريكي وهو رابع أكبر بنك في اليونان أصبح الطريق الآن مفتوحا على مصراعيه لبنك كريديت أجريكول الفرنسي للاستحواذ على إمبوريكي . ومن المتوقع أن تعلن الحكومة اليونانية قرارها النهائي بهذا الشأن مع مطلع آب (أغسطس). إضافة إلى ذلك بدأت البنوك الثلاثة الصغيرة إجناتيا و مارفين و البنك الفرعي اليوناني للبنك القبرصي لاييكي أولى خطواتها للاندماج في مجموعة مالية واحدة متوسطة الحجم. كما يسعى سيتي بنك إلى زيادة عدد فروعه في اليونان من 63 إلى 100 فرع.
وفي سياق الاستحواذ الفرنسي على بنك إمبوريكي اليوناني وضعت الحكومة اليونانية في 27 تموز (يوليو) حدا أقصى لكي تتخذ القرار ببيع نصيبها من بنك إمبوريكي البالغ 20 في المائة في أيلول (سبتمبر)، وهذا في حالة إذا لم يتم تقديم أي عرض آخر منافس لعرض كريديت أجريكول حتى ذلك التاريخ، فالبنك الفرنسي يريد الاستحواذ كليا بنسبة 100 في المائة على البنك اليوناني. ومن المتوقع أن يتبع المساهمون الآخرون مثل شركات الضمان الاجتماعي (التقاعد) والمستثمرون الأفراد قرار الحكومة ببيع أنصبتهم بالمثل. ويذكر أن 20 في المائة أخرى تتملكها أيضا شركات الضمان الاجتماعي الحكومية، فيما قام البنك الفرنسي لاحقا بشراء 9 في المائة من الأسهم.
بنك إمبوريكي استطاع أخيرا في عام 2005 وبعد مرحلة طويلة من إعادة الإصلاح من أن يحقق أرباحا، فقد بلغ الربح الصافي للبنك في عام 2005 (114 مليون يورو)، وهذا بعدما مني بخسارة من 94 مليون يورو في العام الذي قبله. وعلاوة على ذلك استطاع البنك أن يخفض نسبة التكاليف إلى الإيرادات من 93 في المائة إلى 71 في المائة. بيد أن هذه النسبة وللمقارنة بالبنوك اليونانية الأخرى تبلغ ما يقارب 50 في المائة لدى "بنك ألفا ويورو بنك .
أما إن كان هذا الاستحواذ هو بداية خير للاقتصاد اليوناني أم لا فقد توقع ماتياس كليم المدير التنفيذي للإدارة المالية لمؤسسة الخدمات المالية المستقلة والتي تأسست من رؤوس أموال ألمانية - توقع حدوث مزيد من الاندماجات وأضاف أنه من دون هذا النمو العضوي فلن تتوفر لدى البنوك اليونانية أي فرص للبقاء على قيد الحياة. فالاندماج فقط هو الذي سيخلق حجما تستطيع من خلاله التجارة في دول البلقان أن تفرض واقعيتها.
موجة الاستحواذ الأخيرة التي عمت البلاد أطلقها انضمام اليونان إلى منطقة اليورو وبلغت تلك الموجة ذروتها حين استحوذ بنك ألفا على البنك الحكومي ايونيكي. إلا أنه وبسبب وقف الاندماج بين البنكين الرائدين في السوق وهما ناشيونال بنك و ألفا بنك توقفت من جديد حركة الاندماجات في قطاع البنوك.
البنوك الخمسة الكبرى في اليونان وهي ناشيونال بنك و ألفا، و يورو و إمبوريكي و بيرييوس زادت في عام 2005 أرباحها الصافية بمعدل متوسط بلغ 59 في المائة إلى 5ر2 مليار يورو لجميع البنوك. وكأهم محرك للنتائج الإيجابية في عام 2006 ترى وكالة التثمين فيتش عامل النمو القوي في تجارة التجزئة والتجارة في جنوب شرق أوروبـا. كما أن السوق الداخلية ستنتفع من الارتفاع الحاد في قروض المستهلكين البنكية والقروض الرهنية، وأضافت فيتش في تقريرها أن البنوك الخمسة الكبيرة استطاعت أن تقلل من إنفاقها الخارجي – من دون دفع الفوائد - في عام 2005 بنسبة 8ر1 في المائة، إلا أنه يتوقع لفترة متوسطة المدى تراجع قيم الأرباح العالية، وكذلك احتداد المنافسة في السوق اليونانية، وتراجع القروض البنكية للأفراد الشخصية.
وتذكر فيتش أيضا أن ميل الفوائد إلى مستوى الفوائد في منطقة اليورو سيتابع مساره. ووفق ما ذكرته الدراسة التي قامت بها فيتش فإن مساهمـة أكثر بنكين معرضين للنقد والخطر وهما يورو بنك و ناشيونال بنك، في قطاع أعمال جنوب شرق أوروبا يراوح ما بين 9 و 7 في المائة وذلك في الأصول المدعومة. ويرى كليم أن مفتاح الوصول إلى نجاح البنوك اليونانية يكمن في إمكانية نمو البنوك في جنوب شرق أوروبا، وذلك حتى تستطيع بعد ذلك من أن تدلي بدلوها في حركات الاندماجات على الصعيد الأوروبي.

الأكثر قراءة