الأمن والصحة والتعليم .. والمواطن
<a href="mailto:[email protected]">Fax4035314@hotmail.com</a>
تعتبر هذه الأولويات الثلاث هي الخيار الأول لكل مواطن قبل المال أو أي شيء آخر. الأمن والصحة والتعليم هي الأساس الذي تتطلبه كل المجتمعات أيا كانت جنسها أو لونها أو موقعها، وهي تعتبر الأسس التي تكفل على الأقل الحياة الكريمة والمقبولة لكل مواطن. وطبعا هناك متطلبات واستحققات أخرى مهمة للآخرين، ولكن هنا أتحدث عن الحد الأدنى الذي يحتاج إليه ويطلبه المواطن، بل هي حق من حقوقه المفروضة متى أتيحت للدولة القدرة على توفيرها والعمل على تطويرها وبنائها البناء السليم.
ولنطرح السؤال الآن على وطننا العزيز: هل توافرت هذه الأسس الثلاثة لكل مواطن في الشمال والجنوب والشرق والغرب، في المدن الكبرى والهجر وغيرها؟ إجابتي: نعم، توافرت، وأتحدث طبعا هنا كممثل لشخصي وليس لمسؤول، ولكن هذه الوفرة في هذه الخدمة ليست بالمستوى المطلوب والمنشود. فحين نستعرض كل واحدة من هذه المتطلبات الثلاثة الأساسية سنكتشف أن هناك نواقص وخللا في هذه الأسس، واستعرضها كما يلي:
الأمن: لا شك أننا كنا تفخر بالأمن لدينا سابقا لدرجة أنك تسير شهورا وسنوات في حياتك اليومية لا يعترضك شيء، وما زال الآن، ولكن الملاحظ في الفترة الأخيرة كثرة السرقات بكل أصنافها وأنواعها، كثرة التزوير والغش لدى العمالة الأجنبية، عدم احترام الأنظمة والقوانين في الشوارع، فنجد شبابا يقودون سياراتهم وكأنها إشارة الموت، التفحيط وما يسببه، والاعتداءات الشخصية في الشوارع والمنازل. هذه الظواهر الخارجية المشاهدة كمواطن عادي، ولكن يجب الاعتراف أن لدينا قصورا أمنيا لهذه الممارسات التي بدأت تتزايد بشكل أو آخر، والخشية والخوف هو استمرار هذه الظاهرة بالتزايد والنمو، والذي يجب عمله دراسة الأسباب ثم العلاج من الجذور وليس بالعقوبات والسجن دون معرفة الأسباب ثم العلاج.
الصحة: لا شك أن الخلل هنا أكبر بكثير من أي شيء آخر، فلا نجد مريضا يأخذ سريرا علاجيا في وقته نهائيا، فالمواعيد بالشهور والسنوات، كذلك عدم التوافق نهائيا بين عدد الأسرّة في المستشفيات ومستويات نموها مقارنة بعدد السكان، الشح في كل شيء، الخلل الذي نلاحظه في المستشفيات من رداءة الخدمة وسوئها، سرقة الأدوية، الأخطاء الطبية، عدم الحصول على الكشف الطبي في الوقت المناسب والعلاج في الوقت أيضا المناسب، عدم توافر المستشفيات بالقرى والهجر وتشغيلها بالسرعة المناسبة وتكامل إنشائها، وغيره الكثير من الخلل الطبي، فهل المطلوب هو التوجه للقطاع الخاص ومستشفياتها؟ ببساطة أغلب المواطنين لا يستطيعون توفر المال وتكلفة علاجهم، إذا ما هو الحل في ظل سوء الخدمات الطبية الحكومية وبطئها وتأخرها ومواعيدها بالأشهر والسنوات؟!
التعليم: أرجو ألا يُفهم أن التعليم هو القراءة والكتابة، هذه انتهى السؤال بها، السؤال ماذا تعلمني أنا وأطفالي؟ ما المتطلبات المستقبلية للتعليم المفترض؟ لماذا لدينا المعلمون والمعلمات هم الصفة الغالبة للوظائف؟ لماذا لا نجد المهندسين والفنيين والأطباء وغير ذلك من الوظائف التي تحتاج إلى تعليم يجاري عصرنا الحديث وتحدياته؟ لماذا لا نجد تعليما يرقى بالوطن والمواطن ليكون رافدا مهما؟ كوريا الشمالية وباكستان صنعت القنابل النووية ليس بقوة المال ولكن بقوة العقول. التعليم لدينا حقيقة لا يبني لنا قاعدة صلبة يبنى من خلالها اقتصاد يقوم أساسه على قوة البشرية والعقول، ويجب ألا نركز ونسند ظهورنا إلى قوة النفط والمال الذي يجلبه، يجب أن ينعكس على عقول تبني، ويبنى معها حضارة دولة للمستقبل، ولكن بوضع تعليمنا الحالي للأسف غير موجودة.
المتطلبات كثيرة والتحديات أكبر، وحق المواطن مشروع، والقدرة متوافرة، ولكن نريد التخطيط لعشرين عاما مقبلة، ولكن إلى الآن لم نستثمر ما لدينا بكل قوة وقدرة.