كثيراً ما تسعد المرأة في حملها الأول وكثيراً ما تجهل أموراً مهمة تشعر بها خلال الحمل وخاصة في بدايته، إلا أنها تسأل هذه وهذه والكل يعطيها سبباً مختلفاً لما تشعر به. ومن الأخطاء الكبيرة التي ترتكبها المرأة في حق نفسها وصحتها خاصة أن هذا الحمل الأول لها أنها لا تراجع الطبيبة, فيجب عليها حين تشعر بأي أعراض مهما كانت أن تراجع طبيبتها لتشخص الحالة بدقة لأنه في كثير من الأحيان يحدث حمل، ولكن يكون في غير مكانه الطبيعي, وهذا يترتب عليه إجراءات لا بد من عملها بأسرع وقت ممكن منذ لحظة اكتشافه. وحول أهمية هذا الموضوع وما يترتب عليه كشفت الدكتورة سنية الطيب استشارية أمراض النساء والولادة في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي العديد من المواضيع والملفات المهمة. إلى التفاصيل:
د. سنية.. إذا كان الحمل خارج الرحم في غير مكانه الطبيعي كما ذكرت، فأين يكون ذلك الحمل؟
في هذه الحالة يمكن أن يكون الحمل في الأنابيب، المبايض، عنق الرحم، أو التجويف الحوضي والبطني. وأخطرها الموجود في عنق الرحم.
التهابات قديمة أو التصاقات بعد العملية
ولكن ما الأسباب التي تؤدي إلى الحمل خارج الرحم؟ هناك عدد من الأسباب فعند حدوث تلف في الشعيرات المبطنة للأنابيب بحيث يتعذر انتقال البويضة المخصبة من الأنابيب إلى داخل الرحم. وهذا يحدث عادة نتيجة التهابات حوضية قديمة أو التصاقات بعد العمليات الجراحية في منطقة الحوض أو أسفل البطن أو وجود لولب داخل الرحم.
الفحص السريري من إجراءات الـتأكد من أن الحمل طبيعي
وكيف يمكن للمرأة أن تميز أعراض الحمل خارج الرحم من الحمل الطبيعي خاصة إذا كان الحمل الأول لها؟
تتلخص الأعراض في نزول دم من المهبل في بداية الحمل مع آلام في أسفل البطن أو الظهر وأحياناً يتم اكتشافه مصادفة عند إجراء صورة موجات صوتية.
وعادة ما يتم التشخيص بإجراء فحص سريري مع عمل صورة موجات صوتية وغالباً ما نحتاج إلى عمل تحاليل دم لمعرفة نسبة هرمون الحمل في الدم.
يجب تنويم الحامل
وما الإجراءات الفورية التي تتخذ في هذه الحالات؟ وما مدى خطورة الحمل خارج الرحم؟
عند الاكتشاف أو حتى الشك في وجود حمل خارج الرحم يجب تنويم الحامل حتى التأكد من التشخيص. والحمل خارج الرحم يشكل خطورة على حياة الحامل، إذ يمكن أن ينفجر كيس الحمل مما يؤدي إلى نزيف داخلي. لهذا يجب على الحامل الإسراع بزيارة الطبيب.
ويتم العلاج عادة بعمل منظار بطني تحت تخدير كامل ومحاولة إزالة الحمل أو الأنبوب التالف وفي بعض الحالات يحتاج إلى عملية فتح بطن لاستئصال الحمل وذلك حسب تقدم الحالة.
الحمل يحتاج إلى أنبوب واحد ومبيض واحد
في حال إزالة أحد الأنابيب الخاصة بنقل البويضة هل يتسبب ذلك في عدم حصول حمل مرة أخرى؟
من لطف رب العالمين بالعباد أن جعل في الجسم أنبوبين ومبيضين، وكل ما يحتاج إليه الحمل هو أنبوب واحد ومبيض واحد. وهناك الكثير من النساء حملن حملاً طبيعياً بعد الحمل خارج الرحم و الحمد لله. ولكن سمعنا عن بعض الحالات التي أصيبت بالحمل خارج الرحم وبعد ذلك لم تحمل أبداً ما السبب؟
تختلف الأسباب وذلك حسب اختلاف الحالة ولكن غالباً ما يكون الأنبوب الآخر تالفاً لا يقوى على أداء وظيفته بصورة طبيعية.
