عادل السيوي يقدم "بورتريه" للفنانين القدامى في معرضه التشكيلي

عادل السيوي يقدم "بورتريه" للفنانين القدامى في معرضه التشكيلي

شهدت قاعة مشربية في وسط القاهرة معرضا تشكيليا للمصري عادل السيوي بعنوان "نجوم عمري" و تضمن المعرض لوحات بورتريه للفنانين القدامي مثل إسماعيل ياسين وعبد الحليم حافظ، رشدي أباظة، سعاد حسني.. وقال الناقد السينمائي محسن ويفي عن تجربة عادل السيوي وتقييمه لها من خلال هذا المعرض أن السيوي استدعى نجوم عمرنا ولكنه خلصهم في تجربة التشكيل من دلالاتهم كأيقونات معتمدة في الذاكرة وخرج بهم رغم إعجابه البالغ بحضورهم اللامع إلى آفاق أرحب من الوجود الفيزيقي المحدود، ولكن عند النظر إلى تلك الوجوه قد نكتشف أن المسألة لا تتوقف عند حدود الاستدعاء الحنون ويتساءل من ينظر إلى من ؟ هل هي لعبة المرايا المتقابلة تلعبها ذوات الحاضر والماضي مرة أو مرتين فيختلط الوجه المصور بالناظر من أجل استعادة زمن أكثر حميمية أم هي لحظة يصبح الحاضر فيها بتناقضاته المتوترة جزءا من لحظة ماضية. وقال الكاتب جلال الجميعي عن معرض الفنان عادل السيوي إن الفنان ليس في مقام الفوتوغرافيا ولا التسجيل فهو في مقام تذكر واستدعاء نجوم الفن ونجوم حياته المحبوبين الذين ملأوا الأيام الخالية بهجة صافية على عكس البالية القلقة التي ميزت أعماله السابقة، حيث يبدو تكوين الصورة في هذه التجربة مستقرا ومتوازنا، كما تبدو المساحات اللونية صريحة وساطعة ومؤكدة ولكن ما أن نصل إلى عيون الشخصيات المفتوحة على مجهول حتى يرتبك الاتزان كله نرتد من العيون إلى المساحات اللونية، نجد سطوعها وقد انقلب إلى غموض واتزانها قد تحول إلى سكون موحش، فأغلب هؤلاء النجوم الذين أحببناهم وملأوا حياتنا بالبهجة قد رحلوا، وهذه النظرة التي في عيونهم والمطلة على المجهول لا تقدم غير الحيرة، لقد ارتدوا الثياب المعتادة نفسها في حفلات الافتتاح الصاخبة وأحاطت بهم نفس الألوان الساطعة التي صاحبت صورهم الإعلانية الضخمة عند بوابات السينما والمسرح، ومع ذلك فإنها لم تستعد أيا من الأصوات المرحة أو الضحكات الصاخبة بعض الشخصيات استحضرت كائنات وأشكالا من أجل تصميم حوار ثنائي على سطح اللوحة وبعث الحياة.
جاءت الصور مصطحبة حالات روحية وأملت عليها تجلياتها ومع ذلك فإن النجوم الذين أعطوا حياتنا كثيرا من أفراحها لم يلبوا دعوى الحنين، فهؤلاء المبدعون السحرة لم يكفوا قط عن السعي إلى الحياة في جنة المشاعر حتى بعد الرحيل وها هم يظهرون هنا عجيبة جديدة من عجائب قدرتهم على الإلهام.

الأكثر قراءة