لعل السبب في تأخير تصنيع الطائرة إيرباص A 380 لمدة سبعة أشهر حتى الآن هو احتواء الطائرة على مواصفات فنية تلبي احتياجات المستخدم إضافة إلى وجود نقص إداري بسبب التعقيدات الفنية الكبيرة للطائرة. وقالت شركة إيرباص نفسها إنها تواجه اختناقات في التزود من الأنظمة الكهربائية، وأطقم الكوابل. ويقول توريه برانج المتحدث باسم الشركة إن هناك مشكلة في التزود ببعض نظم الكوابل الصغيرة التي يتم تطويرها حديثاً حيث لابد من أن تخضع للفحص وهو ما يعتمد أيضاَ على المتطلبات والرغبات المتغيرة لزبائن خطوط الذين يأملون بمواصفات خاصة في المقاعد وأنظمة الترفيه على متن الطائرة.
ولهذا لا يمكن القول أيضا إن كل طائرة تشابه الأخرى في جميع التفاصيل. وإضافة إلى هذا تتسم طائرة إيرباص A 380 بتعقيدها التقني، هذا التعقيد الذي لا يمكن مقارنته مع أي من الطائرات الأخرى. وفي النهاية، فإن الأمر يدور حول حجم الطائرة الكبير والمتسع، بحيث يكفي لاستيعاب نحو 555 راكبا وتقديم خدمات الرعاية والترفيه لهم لمدة 14 ساعة طيران متواصلة. ولكن يتم التقليل من حجم هذه التعقيدات غير المألوفة، حيث في النهاية، ليس مطلوباً سوى من أطقم الإنتاج والتطوير لشركة إيرباص في هامبورج وتولوز العمل على ذلك فقط. وأشار براج إلى إيمانه، بأنه عقب فترة قدرها نصف العام، سيكون بالإمكان الحديث عن سلسلة من الإنتاج.
ووقعت إيرباص ما يزيد على 200 عقد شامل مع ما يقدر بنحو 120 شركة تصنيع وتزويد مختلفة للعمل على طائرة A 380. ويتعاون هؤلاء المزودون، والشركاء، في العمل على تطوير، وإطلاق، التكنولوجيا المُحدّثة، وفي مجريات العمل، والحلول الإنشائية. وهذا كله بهدف تأمين مشروع طائرة A 380 . وتم اختيار المزودين بعد عملية انتقاء دقيقة وحذرة، ومن بين أهم المزودين الكثير من الشركات والمصانع في أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، والصين. وإلى جانب نحو 120 شريكاً، الذين تم ربطهم معا تعود إيرباص للاستفادة من الخبرات والقدرات في 16 منطقة صناعية في فرنسا، وألمانيا، واسبانيا، وبريطانيا. وتُصنّع كل منطقة صناعية قسماً من أقسام الطائرة بالكامل، والتي يتم نقلها في النهاية إلى خط الإنتاج الأخير في تولوز أو هامبورج. وهذا المبدأ، الذي يتم تبريره إلى حدٍ كبير بالسياسة الصناعية لدى مجموعة تصنيع الطائرات الأوروبية، تطلق عليه إيرباص حتى الآن "مراكز التفوّق – Centres of Excellence"، والتي تعتبر نفسها الأكثر كفاءة. ويبلغ ارتفاع الجذع البيضاوي للطائرة إيرباص A 380 نحو.ثمانية أمتار ونصف المتر باتساع يبلغ نحو سبعة أمتار.
ويتم توزيع تصنيع عناصر الأجزاء والقطع، كما هي الحال بالنسبة لموديلات إيرباص الأخرى، على مختلف المناطق الصناعية الأوروبية التابعة لشركة إيرباص، حيث ينتج مصنع برواتون في بريطانيا الأجنحة، وتصنع أجزاء الجذع، وكذلك مقدّم الطائرة في فينكفيردير في هامبورج في ألمانيا وتصنع أجزاء كابينة الطائرة وأجزاء من الجذع في سانت نزير الفرنسية، والذيل العمودي يصنع في مدينة شتاديه الألمانية بينما يصنع الذيل الأفقي في مدينة جيتاف الإسبانية أما أجهزة ضبط الطائرة فيتولاها مصنع تولوز الفرنسي. ويتم إنتاج الجسم الخارجي بالإضافة إلى بعض القطع الإنشائية الأخرى في بريمين ونوردينهام. ويتم شحن هذه القطع عن طريق السفن والشاحنات، أو عن طريق الشحن الجوي من المناطق الصناعية إلى مدينة تولوز الفرنسية. وتلعب مدينة سانت نزير دوراً جوهرياً في إنتاج إيرباص حيث يتم نقل قطع البناء اللازمة لوسائل الجذع، التي يتم تزويدها من فرنسا، وإيطاليا، وبلجيكا، وألمانيا.
وإضافة إلى هذا توجد قطع التشغيل التي لا يتم إنتاجها من قبل إيرباص نفسها إلا أن التصنيع الأخير لهذه العناصر والأجزاء يحدث في تولوز، حيث يعمل نحو 3920 عاملا وموظفاً من أصل 51 ألفا في المقر الرئيسي بينما يعمل 15950 في إيرباص فرنسا، و18800 في إيرباص ألمانيا، و9290 في إيرباص بريطانيا، و2850 في إيرباص إسبانيا.
وعقب تحويل الطائرة إلى مدينة فينكينفيردير في هامبورج الألمانية يتم هناك الطلاء للجسم الخارجي، والعمل على التجهيزات الداخلية لركن الطيّار بقطع تم تصنيعها أصلاً في المنطقة الصناعية لاوبهايم التابعة لشركة إيرباص، وأجزاء أخرى من الشركات المصنّعة الأخرى. ويتم تسليم طائرة A 380 للزبائن في منطقتين صناعيتين. وللزبائن في أوروبا والشرق الأدنى تتم متابعة التزويد في فينكينفيردير هامبورج، أما التزويد لباقي الزبائن فيُتابع في تولوز الفرنسية.