تواصل الارتفاع لأسبوع كامل .. وثبات للشركات القيادية .. ولكن إلى أين؟

استمر سوق الأسهم السعودي في الارتفاع المتواصل لأسبوع كامل وبلا توقف. وارتفع بالمجمل عن الأسبوع الماضي ما يقارب 683 نقطة أي ما يقارب 5.66 نقطة. وسجلت معظم الشركات ارتفاعات كبيرة وملموسة. ودخلت شركة ورق الجديدة وتم إدراجها بالسوق وسجلت ارتفاعات سعرية كبيرة مبالغ بها كثيرا. ولكن تركزت المضاربات بهذه الشركة بصورة أساسية. ما يلاحظ الأسبوع الماضي أن سهم "الراجحي" سجل ارتفاعا قارب 15 في المائة مع إغلاق الأربعاء أول أمس. وكان تأثير "سابك" و"الاتصالات" المتماسكة سعريا مع "الكهرباء" ساعد على ارتفاع المؤشر العام. ووضع مظلة على أسهم المضاربة وحتى الاستثمارية أن تواصل ارتفاعها القياسي. ونحن لاحظنا مثلا شركة معدنية التي تسجل ارتفاعات قياسية بأسعارها كمضاربات كبيرة وأصبحت الآن صراع مضاربين ولا تجد مبررا أساسيا لهذا الارتفاع سوى مضاربة خالصة. وكذلك سجل يوم السبت أكثر من 16 شركة النسبة العليا وهي 10 في المائة. وكان السهمان المنخفضان فقط سهمي بنكي سامبا والاستثمار. وسجل حجم التداول 407 ملايين سهم. وكان أبرز القطاعات النامية هي الخدمات والزراعة بنسبة 6.35 و7.12 في المائة على التوالي. وقيمة التداول في هذين القطاعين 7.06 و3.7 مليار ريال على التوالي. وهذه أرقام كبيرة لقطاعات لا تملك الكثير من المحفزات إلا بشركات محدودة في القطاع الخدمي. وهي مؤشرات على حجم المضاربة الكبيرة والعالية في القطاعين. وكان يوم السبت حجم التداول 28 مليارا ويعتبر حجما كبيرا مقارنة بمؤشر السوق ومعطيات السوق الحالية. ويجب ألا نغفل عن أن النتائج المرتقبة للربع الثاني في "سابك"، "الراجحي"، و"الاتصالات" متوقع لها من وضعية السوق الحالية أن تكون إيجابية من حيث تحقيق نسب نمو جيدة. وتعزز القوى الاستثمارية بالسوق وهذا مهم بالسوق. وبحكم اعتبار أن هذه الشركات الثلاث (مع استقرار الكهرباء) هي الأكثر تأثيرا في المؤشر العام للسوق.
يوم الأحد استمر المؤشر بالارتفاع وواصل تسجيل 70 نقطة إضافية. وأغلق عند 12.483 نقطة. وسجل السوق لليوم الثاني حجم تداول وصل إلى 30 مليار ريال. وكميات تداول 407 ملايين كما هي يوم السبت. ولكن الفارق هنا أن الارتفاع يوم السبت للمؤشر كان 367 نقطة واليوم الأحد 70 نقطة بحجم تداول متساو وقيمة أكبر قليلا، مع انخفاض في القطاعات الصناعية والزراعية والكهرباء والاتصالات كنوع من جني أرباح نسبي حدث بالسوق حتى إن المؤشر ليوم الأحد وصل 12.338 نقطة. وسجلت شركات جديدة أيضا النسبة العليا كـ "الخزف"، "معدنية"، "ورق"، والجزيرة البنك. وانخفضت أسهم المضاربة في بعضها كـ "المتطورة"، " تبوك"، و"نما". وتواصل المؤشر بالارتفاع يوم الإثنين بما يقارب 126 نقطة. وبرز سهم "الراجحي" الذي قاد المؤشر بقوة للارتفاع ونعرف أن سهم "الراجحي" تأثيره النقطي على المؤشر العام ما يقارب عشر نقاط لكل ريال. وارتفع "الراجحي" في ذلك اليوم إلى 8.06 في المائة. وكان التأثير الأكبر لـ "الراجحي". وكان حجم التداول لذلك اليوم 407 ملايين سهم لليوم الثالث أيضا. وقيمة تداول تقارب 31 مليارا. وسجلت شركة ورق والأحساء النسبة الدنيا 10 في المائة. ووضح من السوق حجم الزخم الهائل للمضاربات وعودة التوصيات والمجموعات (القروبات) وقصة زمان وما يحدث في السوق. وهذا مؤشر سلبي جديد لا أتمنى استمراره بهذه الطريقة المضرة للكثير في النهاية. والآن أحذر منها تماما وبكل معنى الكلمة للجميع. وأن يكون التركيز بعقلانية على الأسهم الاستثمارية الجيدة حتى في المضاربة. وأيضا المضاربة بالشركات حتى الخاسرة ولكن أن تكون الواقعية بالأسعار التي يتم المضاربة عليها لا بأسعار مضاعفة لا حدود لها. ومكررات ربحية بالمئات والآلاف. وهذا قمة الخطر لو استمر بهذا الوتيرة المتسارعة غير المبررة في شركات المضاربة. ونسأل سؤالا واحدا كم شركة تستحق أسعارها أو على الأقل يمكن قبول شركات أسعارها مرتفعة 10 أو 20 في المائة من قيمتها الحقيقية ولكن 100 و200 في المائة عن قيمتها العادلة هنا يكمن الخطر. ويجب أن نتعلم من الدروس السابقة بكل اهتمام وعقلانية وهدوء. أيضا، استمر السوق يوم الثلاثاء بالارتفاع وسجل 23 نقطة جديدة وكذلك يوم الأربعاء (غالبا نهاية الأسبوع يوم الصناديق وتقييم المحافظ سواء البنكية أو غيرها) وهذا يوم مهم أن يسجل ارتفاعا متى كانت ظروف السوق تسمح أو بقدر استطاعتها. وهذا ما حدث. فقط أغلق المؤشر العام عند 12.729 نقطة وسجلت بعض الشركات ارتفاعات بالنسبة العليا وخاصة استمرار معدنية بالتواصل بالارتفاع لليوم الثالث على التوالي لتسجل بأسبوع ما يقارب 45 في المائة خلال أسبوع، مع إغلاق شركة عسير في آخر الوقت بالنسبة العليا وأيضا مبرد.
مجمل الأسبوع الماضي كان يشير إلى قوة المضاربات والتركز بها بصورة كبيرة ولاحظنا حجم الارتفاعات التي حدثت في كثير من الشركات وأصبح متوسط الارتفاع في أسبوع واحد لأسهم المضاربة ما يقارب 20 في المائة وهذا ما حدث. ويدعم السوق بهذه الاستمرارية هي حالة الاطمئنان والثقة المتزايدة في السوق. والذي ينعكس على أحجام التداول وقيمة التداول. مع محفز المهم وهو استقرار المؤشر العام بالنسبة للمضاربين الذين يربطون بأهمية قوة الارتفاع مع قوة وتماسك المؤشر العام للسوق. ونتوقع أن يستمر هذا الزخم في الارتفاع للشركات المضاربة بهذه الوتيرة والقوة حتى تصل لمرحلة انعكاس السوق وجني الأرباح والذي سيعني تعلق الكثير بأسعار عالية جدا، فكل ارتفاعات قياسية عالية غير مبررة ستعقبها مرحلة هبوط قياسية مبررة.
مكررات الربحية للأسبوع ما قبل المنتهي وصلت إلى البنوك 23.3 مرة والصناعة 27.3 مرة والأسمنت 24.8 مرة. والخدمات 44.3 مرة. والكهرباء 72.50 مرة. والزراعة 45.7 مرة. والاتصالات 21.3 مرة. والتأمين 20.1 مرة. ونلحظ هنا بداية نمو أرقام المكررات الربحية وهذا مؤشر سلبي والأفضل كما نلاحظ هو "التأمين"، "الاتصالات"، "الأسمنت"، و"البنوك" ويجب أن تربط هذه المكررات مع مستويات النمو. وكل زيادة غير مبررة تكون مؤشرا خطيرا وسلبيا للمستثمر وحتى للمضارب في حال انعكاس السوق.

الأسبوع القادم
مع استمرار انتظار نتائج الربع الثاني للشركات المؤثرة بالمؤشر العام يتوقع استمرار تذبذب السوق، وهو مؤهل لاختراق مستوى 13 ألف نقطة ولكن يواجه مقاومة كبيرة سنوضحها بالتحليل الفني. ولكن لا يمنع أن يحدث جني أرباح للسوق ككل وشركات المضاربة أيضا والحذر مطلوب تماما. ويصعب هنا تحليل شركات منفردة لأسهم المضاربة. وحتى لا يكون هناك أي توجيه أو إيحاء عن أي سهم. ولكن يجب تحديد الأهداف وأن لا تكون مفتوحة. والخروج بالأرباح المقنعة والجيدة هو الأفضل دائما لدوام الاستمرارية. ويجب أيضا ألا نغفل شركات عديدة متحفزة للارتفاع من خلال أنها أسهم استثمارية ومستقرة سعريا وعند مستويات دعم قوية لا تتجاوزها. وأيضا لا نستطيع أن نحدد أي شركات هنا. ولكن من المهم البحث عن الفرص في الشركات التي تنتظرها محفزات وبمراحل تجميعية هادئة. ينتظر أن تعلن نتائج البنوك خلال الأسبوع في بعضها وليس جميعها، وقد يتبعها بعض الشركات أيضا. وسيكون من المهم قراءة مستويات النمو للمستقبل لما سوف يعلن من نتائج الشركات لأن ذلك سيكون هو المحدد لما تستحق الشركات من أسعار تستطيع معها مواجهة أي متغيرات مستقبلية.

التحليل الفني.

المؤشر العام

من الملاحظ أن المؤشر العام يتجه إيجابيا "ترند" صاعد الآن. وتجاوزنا المرحلة الهابطة وهي مؤشرات إيجابية للمؤشر العام. وأصبحت مستويات المقاومة عديدة ومتقاربة. وهي الآن عند 12.770 نقطة و13.408 نقطة، و13805 نقطة أما مستويات الدعم فهي عند 12.425 نقطة ثم 12.063 نقطة، ثم 11.891 نقطة. مؤشر rsi الآن عند مستوى 70 وهو مؤشر قوى جيدة للسوق. وكثر الحديث عن إشارة "دوجي" في الشموع اليابانية ولكن ليست كل دوجي تفسير واحد لها. بل تتعدد حين تكون صاعدة أو أفقي أو هابط. والواضح أن اتجاه السوق ككل هو إيجابي للمستثمرين وجيد. ولكن المضاربين سيعانون من المتغيرات المتعددة وتقلبات الأسعار للشركات والمؤشر العام. وبذلك نرى أن الاتجاه الاستثماري النسبي حتى بالمضاربة هو الأفضل من العمليات اليومية المتغيرة.

<p><a href="mailto:[email protected]">Fax4035314@hotmail.com</a></p>

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي