إن الله لا يستحي من الحق
عند الكلام عن رخص العبادات أرى ضرورة الوقوف عند باب مهم يعرض للنساء ويكثر السؤال عنه وقد يستحي منه بعض النساء وهذه أم سليم جاءت تسأل عن أمور دينها مما يستحيا من ذكره فقالت يا رسول الله إني لا أستحي من الحق.. الحديث.
ومعناه أن الله لا يمنع من تبيان الحق فكذا أنا لا أمتنع عن سؤالي عما أنا محتاجة إليه مما تستحي النساء في العادة من السؤال عنه، وبوّب البخاري، رحمه الله، بابا بعنوان "باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال"، وذكر حديث علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: كنت رجلا مذاء فأمرت المقداد أن يسأل النبي، صلى الله عليه وسلم، فسأله فقال فيه الوضوء. وإن مسائل الحيض مما يتحرج كثير من النساء من السؤال عنها وقد ينفر البعض من الحديث فيه ظنا منه أن هذه المسائل تنزه عنها الأسماع والألسن وهذا من الخطأ فإنه مما جبلت عليه بنات حواء ويتكرر على النساء اللواتي هن شقائق الرجال، لذا أرى من الضرورة نشر الوعي بينهن بأحكامه وما يتعلق به حتى يدفع الحرج عنهن ولا سيما مع تعدد مسائل الدماء وتنوعها، وهنا أذكر بعض مسائل الرخص ورفع الحرج مما له تعلق بأحكام الحيض مقعدا لمسائله بأيسر عبارة وأوضح تبيان عسى الله أن ينفع به قائله وقارئه فأقول مستعينا بالله وحده: إن أحكام الحيض مما يشق إدراك دقيق مسائله وفروعه لتشابهها ولأنه قل أن تطرد فيه قاعدة لاختلاف عادات النساء، لذا قال الإمام أحمد: كنت في كتاب الحيض تسع سنين حتى فهمته وأفرد له النووي، رحمه الله، في شرحه للمهذب عشرات الصفحات حتى بلغت 150 صفحة، والأصل فيه الكتاب، قال تعالى: "ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض" وأما السنة فقد قال الإمام أحمد، رحمه الله: الحيض يدور على ثلاثة أحاديث، حديث فاطمة وأم حبيبة وحمنة وفي رواية أم سلمة بدل أم حبيبة.