العمل من المنزل فضلاً ولطفاً وتكرماً يا...؟؟
<a href="mailto:[email protected]">naila@sma.org.sa</a>
يعتبر العمل من المنزل من أقدم المشاريع الصغيرة تاريخياً فقد كانت العائلة كلها تقوم بإنتاج منتجات يدوية في المنزل، ثم يقوم رب الأسرة ببيعها في السوق وذلك في جميع الحضارات وعلى مر القرون في المدن والقرى.
ثم أتت الثورة الصناعية في القرن الـ 19 وانتشرت المصانع والعمل في المصانع كموظفين، واحتفظ بعض القرويين وممن يعيش في الريف حتى الآن بحق العمل في المنزل وخاصة المنتجات اليدوية التي يتوارث تعلمها الأبناء و الأحفاد.
وفي العصر الحالي ومنذ الثمانينيات في القرن الماضي يوجد توجه كبير وعالمي يدعو للعودة للعمل من المنزل، ففي الولايات المتحدة أكثر من 60 مليون فرد يعملون من المنزل 46 مليون منهم من النساء ويكسبون دخلاً أكثر من دخل أصحاب المكاتب بنحو 28 في المائة، وفي بريطانيا 15 في المائة من القوة العاملة تعمل من المنزل، بينما 80 في المائة من المشاريع الصغيرة بإيطاليا تقوم أساساً في المنزل.
لذا قامت الحكومات بتقنين هذا النوع من المشاريع وقدمت لها جميع التسهيلات الممكنة، فيستطيع الفرد الأمريكي إنشاء عمله الخاص من المنزل في أي مجال يرغب به، ويستطيع أن يقدمه ومسموح به قانونياً خلال أسبوع واحد فقط يستطيع استخراج ترخيص وتركيب خط للهاتف والفاكس والإنترنت وتجهيز الموقع، والإعلان والتسويق عما يقدمه من منتجات وخدمات في جميع الجهات و أحياناً مجاناً.
وهناك أمثلة عدة على مشاريع كبيرة بدأ أصحابها العمل من المنزل ثم وصلت للعالمية مثل موقع جوجل على الإنترنت وشركة بودي شوب.
كما يمتلئ سماء الإنترنت في مختلف المواقع الإنجليزية لمساعدة إنشاء عمل من المنزل بأقل التكاليف الممكنة سواء كعمل بدوام كامل أو جزئي.
بينما حال الواقع في وطننا للأسف في هذا المجال مختلف، فمع أن الحكومة رسمياً تشجع على إنشاء المشاريع الصغيرة من المنزل والعمل عن بعد، وقُدمت دراسات عدة في هذا المجال إلا أنه وحتى الآن لا تستطيع أي سيدة أو حتى رجل الإعلان بشكل رسمي عن المنتجات ـ الخدمات التي تقدم إذا كان موقع الإنتاج والبيع من المنزل لأنه قطاع غير رسمي حتى الآن. وهذا يقودنا لطرح الأسئلة التالية:
* ما التراخيص والقوانين والتسهيلات التي يجب أن تضعها وتقدمها الجهات المعنية لهذه الشريحة من المشاريع الصغيرة؟
* ما التحديات الرئيسية التي تواجه أصحاب المشاريع المنزلية الصغيرة؟
* من الشركاء الذين من المهم إشراكهم في عملية تحسين وضع المرأة التي تعمل من المنزل؟
* إلامَ تحتاج النساء الرياديات من أجل تحسين مشاريعهن الصغيرة والصغيرة جدا؟
* كيف من الممكن تحسين الصلة والعلاقة بين النساء الرياديات والمؤسسات التي تقدم خدمات مالية أو غير مالية وخاصة أن هذه المشاريع ليس معترفاً بها قانونياً؟
فماذا تنتظر الجهات الرسمية لوضع آلية معترف بها لهذا القطاع غير الرسمي وتحويله لقطاع رسمي؟
والواقع يؤكد أنه بعد نجاح المشروع من المنزل من الممكن بسهولة تحويلة لعمل تجاري ينضم لأصحاب السجلات التجارية.
وكي تنجح مثل هذه المشاريع لابد من وجود قواعد و قوانين تحقق الأمان لكل من يرغب في خوض هذه التجربة.
لقد قمت شخصياً بتدريب أكثر من 150 سيدة وفتاة خلال ثلاث سنوات على إنشاء مشروع صغير من المنزل ونسبة من قمن بالفعل بإنشاء هذا المشروع هي 35 في المائة فقط مع الأسف، والسبب الأكثر انتشاراً لعدم ارتفاع هذه النسبة هو خوف الفتيات و السيدات من عواقب إنشاء عمل غير مصرح به، وعدم موافقة ولي الأمر على ذلك، والعائق المهم الآخر هو المواصلات بالنسبة للمرأة السعودية، فعدم وجود مواصلات عامة منظمة، وخضوعها لأهواء ولي أمرها في مساعدتها في تنقلاتها يعتبر من العوائق المزمنة لإنشاء مشروعها الصغير.
ففضلاً ولطفاً وتكرماً النظر بجدية وواقعية لتنظيم هذا القطاع، والمتوقع حسب الإحصائيات التي قدمتها بعض الجهات الداعمة لمثل هذه المشاريع أن ينضم إلى هذا القطاع 20 في المائة - 30 في المائة ممن هم في سن العمل ليتحولوا من مجرد أفراد باحثين عن العمل إلى مستثمرين ومستثمرات وأصحاب أعمال. ولا شك أن العمل من المنزل أو عن بعد يعتبر أحد أحدث الطرق والأكثر أهمية للتخفيف من حدة البطالة في المملكة.
وهذا نداء وطلب حار لمن يهمه الأمر ولمن بيده الأمر ولمن ينفذ الأمر، وأتجه إليك يا ربي يا الله وحدك بدعائي فأنت مجيب الدعاء.