الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الجمعة, 14 نوفمبر 2025 | 23 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين9.58
(-0.21%) -0.02
مجموعة تداول السعودية القابضة190.3
(-0.78%) -1.50
الشركة التعاونية للتأمين132
(-0.38%) -0.50
شركة الخدمات التجارية العربية107.1
(2.98%) 3.10
شركة دراية المالية5.64
(-0.18%) -0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب37.74
(1.02%) 0.38
البنك العربي الوطني22.41
(-1.28%) -0.29
شركة موبي الصناعية11.3
(-4.24%) -0.50
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة33.3
(-0.12%) -0.04
شركة إتحاد مصانع الأسلاك22.8
(-2.15%) -0.50
بنك البلاد28.08
(-1.13%) -0.32
شركة أملاك العالمية للتمويل12.65
(-1.09%) -0.14
شركة المنجم للأغذية55
(-1.96%) -1.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.62
(1.28%) 0.16
الشركة السعودية للصناعات الأساسية56.9
(-1.56%) -0.90
شركة سابك للمغذيات الزراعية119.6
(-0.50%) -0.60
شركة الحمادي القابضة30.42
(-1.30%) -0.40
شركة الوطنية للتأمين14.1
(-1.33%) -0.19
أرامكو السعودية25.86
(-0.39%) -0.10
شركة الأميانت العربية السعودية18.66
(-2.30%) -0.44
البنك الأهلي السعودي38.3
(-1.44%) -0.56
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات31.66
(-0.57%) -0.18

أبو علي ..ا والله من شوفة النفس!

بدأت الحكاية عندما اقترض الرجل من أحد البنوك مبلغاً وقدره 200 ألف ريال قبل عامين، أودع الرجل من فوره هذا المبلغ في صندوق استثماري يسمونه (الكرامة) وفيه تضاعف المبلغ ليصبح 400 ألف ريال تقريباً، ومنها ليتضخم المبلغ وصولاً إلى أكثر من مليون ريال بقليل في عامين اثنين..!! فكان له أن سدد مستحقات البنك قبل الموعد المحدد بـ 5 سنوات واشترى بما تبقى فيلا جديدة في حي الطفرة... ومن يومها وأبو علي لم يعد جاري الذي أعرف..!!

وبقدر "حسافتي" على تبدل أطباعه بسبب محدثية ثرائه غير المتوقع، إلا أنني سعيد جداً لتمكنه من شراء منزل الأحلام الذي طالما تنغص منامه بسبب انعدام فرص شرائه فيما مضى.. ولا يمكن لأحد أن يثمن حاجة أبوعلي لشراء منزل سوى من استمع له مثلي، فالرجل كان يحكي عن معاناة من شكل سينمائي.. معانة أسرة مكونة من معولين يقدر عددهم بثماني أنفس بخلاف أمه العجوز التي كانت تشترط لإقامتها معه أن يوفر لها حجرة مستقلة تحتوي على تليفزيون و دش..!! وفي شقة مستأجرة تتكون من غرفتين وصالة ومجلس ومقلط (تم تحويله لغرفة نوم الوالدة) كان أبوعلي مضطراً لزج ابنه دنقور، طالب ثانوية عامة، في حجرة يشاركه فيها 4 أطفال آخرين، بينما تنام البنت الصغرى، موضي الشيطانية، مع أبيها وأمها..!!

يسكن أبو علي الآن في فيلا دورين تحتوي على ملحق و"مشب"، يستطيع فيه أن يحرق آلام الماضي جنباً إلى جنب مع كل حطبة "سمر"..!! كيف لا .. وقد رأيت دخاناً يتصاعد من سقيفة الملحق أثناء توجهي لزيارته والمباركة له بالإنجاز.. إلا أنه أرسل لي "برغش"، ابنه الأوسط الهادئ، ليدعي نيابة عن أبيه بأن والده خرج لمتابعة سوق الأسهم.. ولن يعود سوى بعد شهر.. تفضل نقهويك!!

كل هذا، وبخلاف الانطباع عما اعترى أخلاقيات جاري السابق من تغييرات، يقودني للتصديق أن علم الاقتصاد أصبح قادراً فعلاً على خدمة الفقراء ومحدودي الدخل، وهاكم جاري أبو علي مثالاً فقد اقترض في الأصل ليشتري أرضاً ويتقدم بطلب تمويل للبناء من صندوق التعرية العقارية.. لولا أن "ودود" أحد زملاء العمل في أذنه "مساسراً" عن ظاهرة اقتصادية يسمونها صندوق الكرامة.. وكان أن تحقق الحلم، ولكم أن تتخيلوا لو أن أبو علي "أقدم" على شراء أرض بهذا المبلغ وانتظر لحين أن يمنّ عليه الصندوق بعد عقد من الزمان باتصال يدعونه فيه لاستلام الدفعة الأولى التي لا تكفي في أيامنا هذه لإقامة دور واحد عظم!!

وأنا شخصياً، بصفتي إعلاميا محنكا، أتساءل لماذا لا يتم استثمار مخصصات الفقراء ومخصصات ذوي الاحتياجات الخاصة ومخصصات الضمان الاجتماعي في مثل هذه الصناديق لكي تتضاعف ويصبح ماؤها سيلاً وليس قطراً.. قطراً... نزراً.. عجفاً!!

تراهم سيقدمون على مثل هذا الفعل ..؟!

لا أعلم... صدقوني

وسأكتفي بالتمني..!!

وإلى ذلك الحين، الدعوة موجهة لكم لتشاركوني في الهتاف بما يلي:

يعيش صندوق الكرامة...

تعيش صناديق الاستفحال...

يسقط الانتظار...

تسقط الشقق المستأجرة ومقلطها...

وكل عام والمواطنون معايشون لا حالمين.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية