النفط والإصلاح الاقتصادي أمام منتدى شرم الشيخ

النفط والإصلاح الاقتصادي أمام منتدى شرم الشيخ

افتتح الرئيس المصري حسني مبارك أمس، المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة شرم الشيخ، بحضور نحو 1500 شخصية عالمية.
ويركز المنتدى السنوي، الذي أطلق عليه اسم "دافوس الشرق الأوسط"، على ارتفاع أسعار النفط والتحديات التي تواجه الأجيال الجديدة.
وأكد الرئيس المصري حسني مبارك في حفل الافتتاح أن المنتدى الاقتصادي العالمي يؤكد العلاقة الترابطية بين السلام والازدهار والعلاقة المماثلة بين سلام وأمن الشرق الأوسط والأمن الأورومتوسطي والأورو-أطلنطي وانعكاسات الوضع في هذه المنطقة في العالم على السلم والأمن
الدوليين وعلى استقرار ونمو الاقتصاد العالمي برمته.
وطالب القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المشاركة بالتمعن فيما تمتلكه منطقة الشرق الأوسط الواعدة من ثروات وإمكانيات. كما طالب القادة بأن يستشرفوا آفاق المستقبل وآماله وألا يستسلموا لدعاوى اليأس، التشكيك، والإحباط.
وأكد أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك ثروة بشرية كبيرة قادرة على صنع غد جديد وقاعدة صناعية آخذة في النمو والاتساع.
كما أكد أن المنطقة تمتلك أيضا سوقا ضخمة لتجارة العالم واستثماراته وثروات ضخمة واحتياطات هائلة من النفط، الغاز، والمعادن وتسهم بإنتاجها من النفط في نمو الاقتصاد العالمي واستقراره.
وأعرب مبارك عن القلق إزاء "تنامي الحمائية في عدد من الدول
المتقدمة وانعكاساتها على جهود الدول النامية للاندماج في
الاقتصاد العالمي وما نتج عنها من تباطؤ مفاوضات جولة الدوحة
وما ستؤدي إليه من تباطؤ نفاذ منتجات الدول النامية لأسواق
العالم المتقدم".
وقال مبارك "إن الاختلافات والتشوهات في الاقتصادات الكبرى والاقتصاد العالمي إنما تنطوي على أعباء تتحملها في المقام الأول الدول النامية غير القادرة على التأقلم والمواءمة والتغيير السريع".
وانتشرت الشرطة المصرية بكثافة تفصل بين نقطة تمركز لها وأخرى عشرة أمتار في شوارع المنتجع السياحي في سيناء الذي استهدف الصيف الماضي باعتداء نفذه إسلاميون، فيما استهدفت اعتداءات أخرى قبل شهر منتجع دهب على بعد 100 كيلومتر إلى الشمال، ما تسبب في مقتل عشرين شخصا.
وأعطى منظمو المنتدى، الذي تشارك فيه وفود من 46 دولة، الأولوية لموضوع الإصلاح الاقتصادي وإعادة توزيع الموارد، بهدف مواجهة تحدي "الأجيال الجديدة" في الشرق الأوسط
وكان البنك الدولي قد أوضح ان المنطقة تحتاج إلى نسبة نمو سنوية تراوح نسبتها بين 6 و7 في المائة خلال الـ 20 سنة المقبلة، إذا أرادت تجنب نسب بطالة تصل إلى 25 في المائة.
ويناقش المنتدى عدة قضايا سياسية واستراتيجية في مقدمتها التنمية الاقتصادية، تنمية الموارد البشرية، زيادة القدرة التنافسية لاقتصادات دول المنطقة، إلى جانب قضايا التعليم، البطالة، والتسليح، وتتخلله حلقات عمل حول "دولة القانون والديموقراطية"، "تحديات التوظيف والهجرة"، "السلام والأمن والعلاقات الدولية"، و"الشباب والثقافة والهوية".
وللمرة الأولى في العالم العربي، سيعقد مؤتمر مواز مناهض لـ "دافوس" في مقر اتحاد الصحافيين في القاهرة تشارك فيه أحزاب عربية معارضة ومنظمات من المجتمع المدني.
وكان كلاوس شواب الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" قد أكد أن أسواق العمل في الوطن العربي يجب أن توفر نحو 100 مليون فرصة عمل خلال الـ 15 سنة المقبلة.
وأوضح شواب في مؤتمر صحافي أمس، في شرم الشيخ على هامش أعمال المؤتمر أن على الدول كل على حدة أن توفر هذه الوظائف تحسبا للمرحلة المقبلة، مبينا أن مستقبل الأجيال العربية المقبلة تواجهه تحديات البطالة.
وكشف أهمية تحمل الجميع مسؤولية المساعدة على توفير فرص عمل جديدة، موضحا أن على مصر وحدها أن توفر سنويا ما يعادل مليون فرصة عمل .وذكر أنه يتم حاليا إعداد دراسة متخصصة في تحليل حالة الفجوة القائمة في فرص العمل بين الرجال والنساء، مشيرا إلى أن المرأة أقل حظا من الرجل في سوق العمل. وقال إنه لا يمكن حل القضايا السياسية في المنطقة دون وضع حلول للقضايا الاقتصادية التي مازالت بحاجة الى إصلاح اقتصادي.
وأعرب عن اعتزازه بنتائج أعمال منتدى دافوس منذ تأسيسه، مبينا أن هناك الكثير من الإنجازات التي حققها المنتدى خلال الـ 30 سنة الماضية.
وأضاف أن فلسفة المنتدى لا تقوم فقط على إيجاد تقدم اقتصادي ولكن على تحقيق تقدم اجتماعي لكل بلدان العالم، مؤكدا أن كلا من التنمية الاقتصادية والاجتماعية يسير بشكل متواز.
وحول عقد منتدى دافوس في أكثر من منطقة إقليمية بالعالم، اعتبر شواب أن المشاركة بين المجتمعات الإقليمية والدولية أمر مهم لأن التحديات الإقليمية تمثل تحديا عالميا فضلا عن أن التنمية الإقليمية عنصر للتنمية العالمية.
إلى ذلك، ذكر شريف الديواني مسؤول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي أنه سيتم التطرق إلى ملفات أخرى حساسة مثل إيران، العراق، ولبنان خلال القمة أو على هامش أعمالها.

الأكثر قراءة