الأسهم السعودية .. قمار!

منذ قرأت فتوى شيخنا وأستاذنا "العبيكان" منذ بضعة أشهر في صحيفة "الحياة" وشيء في صدري يريدني أن أعلق على فتواه .. والفتوى التي أصدرها "العبيكان" الذي نكن له كل الاحترام تقول إن الأسهم السعودية صارت أشبه بالقمار .. وصارت هنا تعني أنها لم تكن قمارا ثم أصبحت.. أو بمعنى آخر كانت حلالا فأصبحت حراما!!
وما في صدري هو بعض الأسئلة حول الموضوع .. أولها هل الأسهم السعودية وحدها حرام .. فلماذا؟ ولماذا لا تكون الأسهم الأمريكية واليابانية والسويسرية والمصرية .. إلى آخر دول العالم حراما؟ أي أن العالم كله منهمك في الحرام .. ويجب إيقافه أو محاربته بفتاوى مماثلة أو بالفتوى نفسها.
ثم لماذا بعض الأسهم حلال وبعضها حرام؟ هل هناك أسهم شرعية وأسهم غير شرعية؟ وكيف تميز بين السهم الشرعي والسهم غير الشرعي؟ وهل يذهب المستثمر إلى سوق المال أو إلى شركات الأسهم ليقول لهم: من فضلك أعطني ألف سهم حلال.
وهل يضحك عليه البائع فيعطيه ألف سهم حرام .. فإذا كان السهم الحرام يكسب والسهم الحلال يخسر فهل يشتري هذا الرجل ألف سهم حلال ليخسر فيها أمواله؟
لقد قصد أستاذنا "العبيكان" أن بعض الشركات تتلاعب في الأسهم وتنشر وتقول إن أسهمها في السماء .. بينما هي تحت الأرض ويشتري الناس الأسهم التي في السماء ويسقطون بعد ذلك على الأرض ويجني البائع من هذا أموالا طائلة .. هنا يجب أن يسمح لي شيخنا الجليل أن أقول إن المسألة هنا ليست في الحرام والحلال .. ولكنها مسألة نصب وتحايل وخداع .. وهذه الأساليب يجب أن تتدخل فيها سوق المال وليس الفتاوى .. خاصة ونحن نعرف أن كل المصارف والشركات تحصل على فتاوى بشرعية ما تفعل قبل أن تقدم عليه .. ومعنى هذا أن هناك مئات بل آلاف الفتاوى في هذا الموضوع .. فإذا قلنا إن علينا توحيد الفتاوى كان ذلك ضد اقتصاد السوق الذي يجب أن يتمتع بحرية الحركة دون قيود!!
القاعدة القانونية تقول إن القانون لا يحمي المغفلين .. وكذلك الشريعة يجب ألا تحميهم .. والحكاية معقدة وتحتاج إلى أكثر من اجتهاد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي