تعتبر الأمراض المنقولة جنسياً هي الخطر الأكبر للإصابة بالتهابات الحوض ويليها الخطر الجرثومي الموجود في المهبل الذي يفتح المجال لعدوى المناطق التناسلية الداخلية وأيضاً الإصابات السابقة لالتهابات الحوض.
"الاقتصادية" طرقت ذلكم الموضوع بحوار مع الدكتور محمود سلطان استشاري أمراض النساء والولادة في المركز.
د. محمود ما التهابات الحوض عند النساء؟
هي التهابات حادة أو مزمنة تشمل الحوض والرحم وقناتي فالوب والمبيضين والأنسجة المحيطة بهما والغشاء البريتوني المبطن لهما والأعضاء الحشوية الأخرى, وقد يحدث التهاب الحوض أيضاً داخل البطن على شكل خراج، أو التهاب بطانة البطن pelvic peritonitis أو التهاب حول الكبد perihepatitis، ويمكن أن يحدث التهاب الحوض على شكل مرض "صامت"، حيث يقوم بإتلاف الأعضاء التناسلية دون وجود أعراض. على الرغم من أن أكثر النساء يتعافين بالكامل عن طريق المعالجة، إلا أن البعض الآخر يتطور إلى مشاكل خطيرة، فنحو 20 في المائة يتعرضن إلى جرح في قنوات فالوب يجعل الحمل أمراً مستبعداً جداً ويسمى (العقم الأنبوبي)، بينما يتطور 20 في المائة إلى ألم مزمن في الحوض. كما يزيد من احتمال الحمل المنزاح خارج الأنبوب. ويعتبر إهمال علاج التهاب الحوض مشكلة صحية جدية لها تأثيرات على المدى البعيد. ويعتبر المراهقون والنساء النشيطات جنسياً، الفئة الأكثر احتمالاً للإصابة بالتهابات الحوض المزمنة.
ما الأسباب وراء هذه الالتهابات؟
الأسباب الأكثر شيوعاً لالتهابات الحوض هي المسبب الجرثومي كالكلاميديا أو جرثومة السيلان أو المايكوبلازما وهما من الأمراض المنقولة جنسياً، وتنتقل معظمها عن طريق الاتصال الجنسي، ولكن يمكن أن تنتقل بطرق أخرى كاستعمال اللولب أو الإجهاض أو خلال عملية الولادة أو خلال أخذ عينة من بطانة الرحم.
وتكون الأسباب فطرية أو فيروسية أو طفيلية وقد تشترك معا. قد يكون السبب إصابة أحد الزوجين من خلال العلاقات الجنسية مع شخص مصاب أو بسبب انتشار التهاب من منطقة مجاورة (الانتقال من التهاب الزائدة الدودية) أو من التهاب بسبب وجود لولب داخل الرحم وانتقاله من التهاب الرحم وما حوله إلى المناطق المجاورة أو بسبب عملية جراحية أجريت في منطقة مجاورة مثل عملية قيصرية أو عملية تجريف لمخلفات حمل بعد الإسقاط الناقص أو في مرحلة النفاس بعد الولادة، حيث تقل مناعة الجسم ويسهل انتشار الالتهاب إلى المناطق المجاورة.
كيف تكون أعراض هذه الالتهابات؟
تكون أعراض هذه الالتهابات بآلام بطانية في المنطقة ما فوق العانية والمنطقتين الخذليتين أيضا (جانبي أسفل البطن) تختلف في شدتها حسب العضو المصاب وشدة الالتهاب, ارتفاع في درجة الحرارة ووجود إفرازات مهبلية تكون صفراء وكريهة الرائحة, وتظهر آلام شديدة بالكشف السريري عند تحريك العضو المصاب (خاصة عنق الرحم) وأيضا ارتفاع في الكريات البيض وسرعة التثقل في الدم.
ما مخاطر إهمال علاج التهاب الحوض؟
عند إهمال علاج التهاب الحوض يتسبب في تكون نسيج ندبي وخراريج في قناتي فالوب تسبب آلاما حوضياً مزمنا وحدوث التصاقات وانسدادات في قناتي فالوب وأيضا حمل خارج الرحم (حمل أنبوبي في قناة فالوب) فالبويضة المخصبة لا تستطيع شق طريقها خلال قناة فالوب لتنزرع في الرحم والعقم إضافة إلى حدوث التهاب الغشاء البريتوني وتسمم الدم في حالات نادرة قد تغزو البكتيريا دمك، وتسبب التهابات وعدوى في المفاصل.
كيف يتم تشخيص التهاب الحوض؟
إن تأخر المعالجة يمكن أن يؤدي إلى ضرر الأعضاء التناسلية والإصابة بألم مزمن، يقوم الإخصائيون بوصف العلاج استناداً إلى أدنى الأعراض، حتى قبل الحصول على كامل نتائج المختبر, ولا يوجد فحص وحيد يمكنه أن يكشف الإصابة بالتهابات الحوض بدلاً من ذلك، يتم تشخيصه بالاستناد إلى تاريخك الطبي، والأعراض، والفحص العام للجسم، ونتائج المختبر. وتشمل فحوصات المختبر فحص الأسباب الأكثر شيوعاً لالتهابات الحوض وهما مرضى (السيلان والكلاميديا)، وتتضمن فحوصات الدم أحياناً مؤشرات العدوى. قد يطلب الطبيب صورة أشعة فوق صوتية للمهبل للبحث عن أسباب محتملة أخرى للأعراض، إضافة إلى أعراض الالتهابات التي ترتبط بضرر قنوات فالوب، والرحم، أو مبايض.
ما طرق العلاج والوقاية؟
في الحالات غير المتطورة يعالج المرض في العيادة الخارجية بالمضادات الحيوية عن طريق الفم أو الحقن حسب درجة الإصابة مع المتابعة المستمرة أما الحالات المتقدمة فيحتاج المريض إلى دخول المستشفى وأخذ حقن وريدية من المضادات الحيوية يتبعها عادة جرعات تؤخذ عن طريق الفم. وفي الحالات المستعصية على العلاج الطبي يلجأ إلى التدخل الجراحي بالناظور (التشخيص السليم, زرع الإفرازات, والعلاج ) أو الجراحة التقليدية عبر فتح أكياس الصديد عبر المهبل, أو جراحة لاستئصال (الأنابيب, المبايض والرحم)، ( يجب تذكر أنه تجب معالجة كلا الزوجين في حالة إصابة أحدهما).
وتكون الوقاية بالابتعاد عن الاتصال الجنسي بالشخص المصاب أو باستخدام الطرق الصحية للاتصال الجنسي للزوجين (في حالة إصابة أحد الزوجين يجب علاجهما معا) وأيضا أخذ العلاج لأي مرض جنسي آخر, وتجنب استعمال اللولب عند المرأة المعرضة بشكل متكرر للالتهابات النسائية الخارجية, وتجنب إجراء أية صور شعاعية للرحم أو ناضور داخلي للرحم دون الاستعمال المسبق للمضادات الحيوية, ويجب على الزوج الذهاب إلى الفحص السريري في حالة إصابة الزوجة بالتهابات متكررة في الحوض وينصح باستعمال العازل الواقي أثناء فترة العلاج .
