النية في الطهارة

أتحدث في هذا المقال عن بعض مسائل الطهارة التي يتجلى فيها جانب التيسير والتخفيف ورفع الحرج عن المكلفين، ومن هذه المسائل النية في الطهارة والنية هي القصد، يقال نواك الله بخير إذا قصدك به، ونويت السفر أي قصدته وعزمت عليه والنية شرط في جميع العبادات، فلا يقبل الله عبادة بلا نية فقد ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" فالمراد أن قبول الأعمال وردها مرده إلى النية، فمن كانت نيته خالصة لله فهي أمارة في قبول عمله ومن نوى عرضا من الدنيا أو أي مقصد فهو موكول إلى ما نواه" فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله" تحقق له، ما يريد لأجل نيته "ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" ولعظم منزلة النية حاز هذا الحديث مكانة عند العلماء قال البخاري رحمه الله: "ليس في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم شيء أجمع ولا أغنى ولا أكثر فائدة من هذا الحديث" أ. هـ صدر به البخاري كتابه الصحيح وأقامه مقام الخطبة له إشارة إلى أن كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لا ثمرة له في الدنيا ولا في الآخرة، وقال الشافعي هذا الحديث ثلث العلم ويدخل في سبعين بابا من الفقه. أ.هـ.
وقال الإمام أحمد: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث، حديث عمر "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" وحديث عائشة: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وحديث النعمان بن بشير: "الحلال بيِّن والحرام بين".
وعن أبي داود، قال: "نظرت في الحديث المسند فإذا هو أربعة آلاف حديث ثم نظرت فإذا مدار الأربعة آلاف حديث على أربعة أحاديث حديث النعمان "الحلال بين والحرام بين" وحديث عمر "إنما الأعمال بالنيات" وحديث أبي هريرة "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين" وحديث "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي