Author

" الثقة " الملكية تصنع سوقا

|
<a href="[email protected]">[email protected]</a> أذهلني أحد المحللين الذين استضافتهم قناة العربية بعد القرار الملكي الأخير بقوله إنه " فوجئ بالخبر" ولم يوضح لنا بعد سبب تفاجئه بالقرار الملكي المنصف الذي أعاد الثقة إلى سوق الأسهم وأنصف أكثر من ثلاثة ملايين مستثمر وعشرة ملايين مواطن! سبحان الله، لو تمعن قليلا في صياغة القرار الملكي لأدرك المعاني الكريمة التي تضمنها القرار، ولأحس بمشاعر الملك وقد مزجت في قراره الكريم. الأسواق المالية تعتمد أولا وأخيرا على الثقة، وهناك مثل دارج في السعودية يقول " جودة السوق ولا جودة البضاعة " وما حدث بالأمس كان تحولا كليا في سوق الأسهم، وهو التحول الذي أعاد الثقة لسوق المال السعودية بأمر الملك. كيف يمكننا قول هذا؟ أقول متوكلا على الله؛ الثقة بالأوضاع الاقتصادية دائما ما تستمد من قمة الهرم السياسي، وهذه الثقة لا علاقة لها بالدخل، بل هي ثقة مستمده من القائد ومبنية على نظرته للمستقبل، وتفاعله مع الحاضر، ورؤيته الشاملة للوضع الاقتصادي العام. الثقة هي نقطة التحول الحقيقية التي حدثت في سوق الأسهم السعودية وهي العلامة الفارقة بين تشاؤم الأمس وتفاؤل اليوم، وهي السبب الرئيس الذي دفع المؤشر والأسعار نحو الإغلاق على النسبة القصوى في أول دقيقة من التداول. يتساءل البعض عن سبب نزول السوق بالنسب الدنيا حتى الخميس الماضي، ثم ارتفاعه على النسبة القصوى يوم السبت على الرغم من بقاء المتغيرات الاقتصادية دون تبدل. وهو تساؤل تنقصه الحصافة والفطنة، فالعوامل الاقتصادية ثابتة خلال ارتفاع المؤشر وانهيار السوق، ولكن المتغير الوحيد في سوق الأسهم كان الثقة التي أرغمت الكثير من المستثمرين إلى هجرة السوق ونقل سيولتهم إلى البنوك للمحافظة عليها من الضياع. عادت الثقة فتغير الوضع وانقلبت السوق رأسا على عقب، واستبدلت الألوان الحمراء باللون الأخضر الزاهي. هل وضحت الصورة، أكمل للاستزادة. بنى المستثمرون ثقتهم على أمور كثيرة أولها، ثقتهم بالله، ثم بخادم الحرمين الشريفين الذي لم يأل جهدا من أجل النهوض بسوق الأسهم من كبوتها، حيث اعتبر المستثمرون صدور القرار الملكي الكريم بتعيين الدكتور التويجري رئيسا لهيئة السوق أمرا إيجابيا هدف من خلاله إعادة ترميم سوق الأسهم. الأمر الآخر الذي أعاد الثقة للمستثمرين، هو منصب الدكتور التويجري في مجلس الاقتصاد الأعلى كأمين عام للمجلس ما يجعله أكثر التصاقا برئيس المجلس وأعضائه الكرام الذين يديرون السياسة الاقتصادية العليا للدولة. وهو أمر بالغ الأهمية للمستثمرين والسوق على حد سواء. أما الأمر الثالث، فيرتكز على خبرات الدكتور التويجري العلمية والعملية. فالدكتور التويجري متخصص في الاقتصاد، وقد شغل مراكز حساسة قبل توليه رئاسة الهيئة، بدءا من عضويته في صندوق النقد الدولي وانتهاء بأمانة المجلس الاقتصادي الأعلى، وهي جهات اقتصادية مؤثرة وحساسة تضفي على المنتسبين لها كما هائلا من الخبرات الدولية والمحلية. وأخيرا، أتت كلمة الدكتور التويجري القصيرة التي خص بها "العربية" لتؤكد ثقة المستثمرين بأهداف الرئيس الجديد المبنية على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، خصوصا فيما يتعلق بقلق معاليه من التراجع الكبير في سوق الأسهم الذي لا يتلاءم مع ما تتمتع به بلادنا من اقتصاد كبير وقوي. بعد هذا الشرح الموجز، هل عرف المندهشون سبب ارتفاع السوق لهذا اليوم؟ أم تراهم ما زالوا غافلين. كل ما نتمناه أن يكف المنظرون عن أطروحاتهم المخالفة للتوجه الرسمي العام، ولرغبات المواطنين الذين فقدوا جل استثماراتهم في الأشهر الماضية، وأن يتركوا لهم الفرصة لتعويض بعض ما خسروه، وهو ما يسعى إلى تحقيقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله من خلال جميع قراراته الداعمة لسوق الأسهم. عودا على بدء، ما زلت أتساءل كيف نجحت الإعلامية المحترفة في قناة العربية الأخت " صبا عودة " في تحليل القرار الملكي الكريم وتقييم انعكاساته الإيجابية على سوق الأسهم، فاستعدت له بلباسها الأخضر الزاهي، تعاطفا وفرحا، من حيث فشل بعض المحللين في تقييم قوة تأثير القرار الملكي الإيجابي واندهاشهم من النسب الخضراء التي سجلتها سوق الأسهم في تداولات السبت!!!
إنشرها