Author

السعوديون بين الفضائيات.. أين هم؟

|
من يتابع القنوات الفضائية السعودية والخليجية "حكومة أو غيرها" يجد أنها تعتبر أكبر جهاز إعلامي تم الإنفاق عليه ماديا في الوطن العربي, وإن كنت أتحفظ على الدور الذي يقوم به في تحسين الصورة وأركز هنا على المملكة فهو لم يحسن الدور المفترض أن يقوم به باحتراف وهو خلق صورة وسمعة لامعة حقيقية عن الدول الخليجية والمواطن أيضا, ومعظم القنوات الفضائية يملكها رجال أعمال سعوديون كحصص أغلبية أو ملاك لها بشكل أو بآخر وهي كثيرة جدا, سواء كانت أخبارا سياسية, اقتصادية, دينية, ثقافية, رياضية, أو غيرها, ولكن ما يلاحظ على هذه القنوات المحسوبة على المملكة من خلال الملاك لها أو هويتها أنها لا تحظى بالحضور السعودي إلا كرؤوس أموال, فلا نجد المقدم السعودي ولا المعد السعودي ولا الإداري السعودي بكل التفاصيل وغيرها من المهام العملية في القنوات الفضائية, ولا أبعد هنا القنوات الحكومية لدينا, فهناك سيطرة ثابتة لا فكاك منها من قبل لوبي داخل هذه القنوات لا تتيح الفرصة لأي سعودي أن ينجح. وأقدر أن الكثير سيقول, ما خبرة السعودي؟ ما هو تاريخه في الإعلام المرئي؟ ما إمكانياته؟ وغيرها من الأسئلة التي تركز على أن السعودي فارغ ولا يملك المؤهلات والقدرات, وهذا ما يحاول ترسيخه من يقود هذا الإعلام المرئي فضائيا, بالتالي أصبحنا لا نجد في القنوات التي تملكها الحكومة أو التي يمولها أو يملكها رجال أعمال أي سعودي معتبر وله قيمته وحضوره, وعلى أي حال هي تحتاج إلى تأهيل وبناء من جديد, خاصة الحكومي منها. بالتأكيد لا أطالب بتوظيف وتوطين السعوديين في هذه الفضائيات من باب عاطفة, أو يكون غير مؤهل, أو لا يملك القدرات الأساسية, بل أركز وبشدة على أن يكون مؤهلا علميا, وقادرا عمليا, وكل ما يمكن أن يؤخذ في هذا المجال, ولكن السؤال: هل أتيحت لهم الفرصة؟ خاصة أننا نجد بعض الإعلاميين أو المقدمين لبعض البرامج في قنوات فضائية خارج الإطار السعودي كقناة دبي مع الأستاذ داود الشريان وعلى الظفيري مع "الجزيرة", هؤلاء نجحوا بلا شك, وأثبتوا حضورهم في قنوات أخرى, وكان علي الظفيري أن ينتهي داخل التلفزيون السعودي لولا أنه استقال وبحث عن فرصة, إذاً كم علي ذهب ولم يعد أو انتهى قبل أن يبدأ, يجب ألا نلوم المواطن السعودي لأنه لم ينجح في القنوات الفضائية على الأقل السعودية أو المملوكة منهم لعدة أسباب وأولها, أن إدارات هذه القنوات استبعدت المواطن كليا, وليس موضوعا بخططها, وأن المواطن السعودي لم يعط الفرصة الكافية جدا لبناء حضوره وشخصيته بشيء من التدريب والتعليم, بل مهمش كليا. يجب أن نعرف أن من يدير أكبر البنوك العربية في المملكة هم سعوديون, و أن من يدير "أرامكو" أكبر شركة نفط في العالم سعوديون, ومن يدير "سابك" من أكبر الشركات الصناعية في العالم سعوديون, وهم كفاءات علمية موجودة, وقدرات وطموحات موجودة, إذا أين الخلل؟ هو هناك داخل هذه القنوات والقائمين عليها, وأعتقد متى أتيحت الفرصة للمواطن السعودي المؤهل علميا, والمعد تدريبيا باحتراف سيكون حضوره واضحا وطاغيا, ولكن ظلت هذه القنوات كما هي, ولا أتصور أن يقول مسؤول قناة إننا لم نجد سعوديين, بل هم موجودون، ولكن هل تم إعطاؤهم الفرصة والوقت والتدريب لكي يمكن الحكم عليهم, خاصة أن الإعلام تراكمات سنوات ولا يبنى بيوم وليلة, فلا يجب المطالبة بأكثر من الطاقة، فشيء من الوقت سيضع كل شيء في نصابه, لكن من يعلق الجرس!؟ [email protected]
إنشرها