245 ألف ريال مداخيل 35 فرقة شعبية في الشرقية في الليلة الواحدة

245 ألف ريال مداخيل 35 فرقة شعبية في الشرقية في الليلة الواحدة

برز في المنطقة الشرقية والأحساء الكثير من فرق الفنون والفولكلور الشعبي التي امتهنتها مجتمعات المنطقة، والتي بدورها أفرزت العديد من الفنون الشعبية الجميلة كفنون العرضة، الهيدة، العيوني، السامري الحساوي، العرضة السعودية، السامري الدوسري، فن الرايح، الخبيتي والرجيعي، ومن الفنون البحرية النهمة، ويبدأ النهام بأداء الداوري متزامنا مع عملية جر (الخراب) الحبل المثبت للسفينة، ويقول النهام: "يا لله بدينا.. يا لله صباحية مباركة"، وفنون القادري، العاشوري، سامري العارضي، الصوت الشعبي، ولعب الدير، ويشتهر حي السياسب في مدينة المبرز بالعرضة الحساوية، وهي موجودة وتمارسها الفرق الشعبية في المحافظة حتى هذا اليوم، وتعتبر العرضة من أسمى الفنون الشعبية لأنها ذات صلة مباشرة بحياة الناس وطباعهم وبيئتهم، وهي من العرض أو الاستعراض العسكري، وهذا يتفق مع اسم العرضة وطبيعتها وهي من الفنون الجميلة التي تقدم في المناسبات كالأعياد والزواج ومهرجانات الجنادرية والمناسبات الوطنية.

الفنون الشعبية داخل الجزيرة العربية

نظرا لأن إنسان المنطقة الشرقية كان يمثل همزة وصل بين شبه الجزيرة العربية وخارجها، بحكم رحلاته البحرية، فقد نقل واقتبس الكثير من الفنون المعروفة والمشهورة في أعماق شبه الجزيرة العربية، فظهرت في إطار جميل من هذه الفنون، السامري ومشتق من السمر وهو المجلس الليلي لتبادل الأحاديث والتسلية، وينسب إلى سامر بن هفلان الدوسري، ولذلك اشتهر الدواسر بأدائه وارتبط بهم فيسمى سامري الدواسر، ومن القصائد المغناة في السامري "تخاويت أنا والذيب سرحان... دعيته بأمان الله وجاني... لقيته خوي يقضي الشان... ندبته على المرقب شفاني... عشية رقبنا رجم سرحان... رفيع الدرج عالي المباني... ولبنه زمرد ويامرجان... وطينه زباد وزعفراني".

الفنون الشعبية من خارج الجزيرة العربية

من الفنون الوافدة من سواحل إفريقيا فن الليوة والطنبورة، وقد كان الخليجيون يؤدونها دون تحريف، ويذكر أن أول من نقل هذه الفنون الإفريقية من العرب هم العمانيون، ومن أهم آلات العزف الصرناي، وهو مزمار خشبي يتكون من ثلاثة أجزاء و يعزف بالنفخ والطبل (أي الطبل الكبير)، ويوضع على قاعدة بزاوية مائلة عن الأرض ليقابل الضارب، والمسوندو، وهو عبارة عن آلة تشبه الطبل طويلة وذات شكل مخصر تتكون أحيانا من قطعتين تشبه إلى حد كبير آلة الإيقاع المستخدمة حديثا بحجم كبير، والجيكانكا، مثل المسوندو مصغرة، وآلة الطنبورة، ويعزف عليها في فن الطنبورة نسبة للآلة، وهي آلة وترية تتكون من مثلث خشبي متساوي الساقين يثبت رأسه في داخل إطار خشبي دائري (يشبه الطار).

الفرقة الأعرق

تعتبر فرقة السامر للفنون الشعبية والفولكلور الشعبي من الفرق المتميزة والمعروفة في محافظة الأحساء والشرقية بشكل خاص والخليج بشكل عام، وقد تم تأسيسها عام 1404هـ بقيادة الشاعر عبد الله الفرج، وتتكون الفرقة من 45 عضوا، وتحتوي دار السامر على مكتب للاستقبال ومكتبة ثقافية ودار للتحف التراثية والقديمة وساحة لأداء العروض الشعبية وغرفة للموسيقى وأخرى للأعضاء وتفتح أبوابها على مدار الأسبوع وتستقبل طلبات الحفلات والمناسبات.

الآلات المستخدمة

ويؤكد عبد العزيز الصقر رئيس فرقة الفنون الشعبية في بلدة الجشة، أن من أهم الآلات والأدوات المستخدمة في الفرق الشعبية الطبول والطارات والمردود والمخفاق والزير في العرضة والبيانو والسمسمية في فنون الخبيثي، مشيرا إلى أن لكل منطقة فنا خاصا بها إلا أن العرضة النجدية والسامري في الرياض لا يختلفان عن العرضة والسامري في الأحساء، وكذلك بعض بلدان الخليج.

أسعار الفرق في المناسبات

وعن إيجار الفرق في المناسبات قال الصقر: الأسعار تختلف حسب المناسبة، إذ تراوح بين أربعة آلاف ريال وسبعة آلاف ريال، وتزيد حسب زيادة عدد الردادين، وتتراوح بين تسعة آلاف ريال و12 ألف ريال في بقية محافظات ومدن وقرى المنطقة الشرقية، وتبلغ في قطر 18 ألف ريال قطري، وفي الكويت 1500 دينار، وفي البحرين 1200 دينار، وفي الإمارات 15 ألف ريال عماني.

المشاركات والمناسبات الوطنية

تشارك فرق الفنون الشعبية في مهرجان الجنادرية السنوي من مختلف مناطق ومحافظات ومدن المملكة بأكثر من 40 فرقة شعبية، وكل فرقة مكونة من 25 شخصا، وهي فرقة شباب الدمام والمدينة المنورة وتبوك وجدة وينبع ومكة المكرمة والطائف وبيشة والقصيم وجازان والدرعية والدلم وسهيل ونجران وأملج والقريات والفرسان وفرقة الأفراح وفرقة عيسى، كما تشارك فرق الفنون الشعبية في الأحساء في مناسبات الأعياد دون مقابل بدعم وتشجيع من جمعية الثقافة والفنون واللجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية في الأحساء، وتسهم فرق الفنون الشعبية في الأحساء في بعض مناسبات الزواج مجانا مراعاة لظروف المتزوج المادية أو بمبالغ رمزية يستطيع صاحب المناسبة دفعها. وتلعب العرضة في مناسبات الزواج والزواجات الجماعية في السابق على فترتين الأولى من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب، ومن بعد صلاة العشاء إلى الساعة الثانية عشرة ليلا، وأحيانا تمتد إلى الساعات الأولى من الفجر، حيث تتحول إلى السامري. أما الآن فتبدأ من بعد صلاة العشاء وحضور العريس لمكان الفرح وتتحول العرضة بعد ذلك إلى سامري حتى الفجر في أغلب المناسبات، وفي أحيان تسير الفرقة مع العريس إلى منزل الزفاف أو مكان الزواج في صالة الأفراح، وتستمر الفرقة الشعبية في العرضة واللعب والغناء وتتم مشاركة بعض الضيوف والجمهور.

مطالب الفرق الشعبية

يرى عدد من رؤساء فرق الفنون الشعبية المنتشرة في الأحساء والمنطقة الشرقية، أن من أهم مطالبهم الاهتمام بهم من قبل المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام وجمعيات الثقافة والفنون ودعمهم في المشاركات الخارجية وتذليل بعض الصعاب التي تواجه الفرق في تنقلاتها وتقييم الفرق حسب مكانتها وتاريخها وخدمتها في هذا المجال بعيدا عن المحسوبيات والمصالح الشخصية وتفضيل فرقة على أخرى، مضيفين أن غالبية الفرق شاركت في العديد من المناسبات سواء المحلية أو القارية أو الدولية دون مقابل هدفها الأول والأخير التمثيل المشرف للسعودية في المحافل الدولية والمناسبات المحلية والوطنية.

دور جمعية الثقافة والفنون

أجمع عدد من رؤساء الفرق الشعبية في الأحساء على أن دور جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، دور بارز ومشرف مع كافة الفرق في إبراز أنشطتها ومشاركاتها الداخلية، وخاصة في مهرجانات الجنادرية، وأن التنسيق بين الفرق والجمعية ممثلة في قسم الفنون الشعبية مستمر بما يخدم مصلحة الفرق والجمعية، وكانت الجمعية قد تحركت أخيرا لاختيار مجموعة من الفرق الشعبية في المنطقة ومنحتها التصاريح اللازمة للعمل ضمن ضوابط جديدة حددتها الجمعية للحد من الانتشار العشوائي للفرق الشعبية في المنطقة، وأكد مسؤول في الجمعية لـ"الاقتصادية" ذلك، وقال إن لجنة الاختيار تم تكوينها من ثلاثة أعضاء وأشخاص من المهتمين والخبراء في مجال الفنون الشعبية والتراث الشعبي، موضحا أن عدد الفرق الشعبية في الأحساء قد بلغ 15 فرقة تتباين من حيث المستوى والأداء والعروض الشعبية.

الأكثر قراءة