الاتحاد غير المفاهيم و الطموحات

أتت مشاركة ونتائج نادي الاتحاد في بطولة العالم للأندية لتفتح أبواب المشاركات التنافسية للكره السعودية في المحافل العالمية على مصراعيه، فلا يمكن للمحلل المنصف أن يدعي غير ذلك، نعم .. فالاتحاد كان ندا قويا لبطل أمريكا الجنوبية وكان بإمكانه أن يفوز لو امتلك بعض لاعبيه خبرة المباريات العالمية القوية.
المباراة كان فيها الكثير من الدروس التي يجب أن نستفيد منها ونحن نستعد لمشاركة مقبلة للمنتخب السعودي في المونديال العالمي، فالاتحاد لمحدودية الخبرة لدى بعض لاعبيه وعدم الثقة بما يمكن تحقيقه أهدى لفريق ساوباولو البرازيلي دقائق مهمة من زمن الشوط الأول من المباراة، وعندما اكتسب لاعبوه الثقة تدريجيا ظهر لاعبو البرازيل بصورة أقل من لاعبي الاتحاد مهاريا وتكتيكيا.
وبين الشوطين وبعد تحقيق هدف التعادل زاد مؤشر الثقة بالنفس إلى مستوى سمح للمنافسين بمعاودة التسجيل مرتين لانعدام الجدية في دقائق مهمة من المباراة عندها عاد نمور الاتحاد للإبداع ولمواجهة التأخر بهدفين لمحاولة تعديل النتيجة، فسجل المنتشري هدفا ليقلل الفارق وليحاصر لاعبو الاتحاد البرازيليين في ملعبهم بعد أن اكتشوا مرة أخرى بأن بإمكانهم متى ما أرادوا قلب ميزان التفوق لصالحهم.
إن خسارة الاتحاد ليست فقط فنية، ولكن ترتبط كثيرا بالحالة النفسية والمعنوية للاعب قبل وخلال المنعطفات المهمة في المباراة وهو ما يجب إيجاد آلية لضبطه وتوجيه طاقات اللاعبين في الاتجاه الصحيح، ولا أبالغ أن الاتحاد وبعد هذه التجربة قادر على هزيمة ساوباولوا البرازيلي لو كتب أن تعاد المباراة مرة أخرى وهنا تأتي أهمية المباريات التجريبية القوية قبل المباريات الرسمية.
فنيا عانى الاتحاد كثيرا مما يعاني منه المنتخب السعودي الأول في منطقة العمق الاتحادي فلا يوجد غير المنتشري وما يقدمه بقية اللاعبين بمن فيهم أسامهة المولد أقل كثيرا من القياسات العالمية، وندعو الله أن تبرز لنا مباريات الدوري لاعبين مميزين في منطقة قلب الدفاع.
أما وسط الاتحاد وهجومه فلا جدال أن هناك مواهب قدمت أداء تنافسيا كبيرا خصوصا من نجم الاتحاد الأول سعود كريري، أيضا ظهر مناف ونور بمستويات جيدة، وخلافاً لرأي البعض فإن شيكو أقل لاعبي الوسط الاتحادي عطاء خصوصا عند تطبيق المهمات الدفاعية.

الإسبان بدأوا المهمة
ولأن لاعبي الاتحاد هم عصب المنتخب السعودي فقد بدأ الإسبان الاطلاع عن قرب على الامكانات الفنية والتكتيكية لبعض لاعبي المنتخب السعودي الأول الذين يمثلون الاتحاد من خلال إرسال مبعوث لمتابعة مباريات الاتحاد في بطولة العالم للأندية. "إن العمل الجاد لا يتضمن فقط الاهتمام بما يمكن أن تقدمه أنت لمنتخبك، ولكن من المهم أن تتعرف وتدرس المنتخب المنافس بعناية".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي