بدأت مجموعة "سامسونج" الكورية للإلكترونيات عامها التجاري بشكل أفضل بكثير مما كان متوقعا، حيث أنهت الشركة الربع الأول من العام بتحقيق فائض أرباح بلغ 1.9 مليار وان كوري، أي بما يعادل 1.6 مليار يورو. وهو ما يتجاوز الأرقام المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي بنحو الربع. وقدّر المحللون أن تحقق "سامسونج" أرباحا صافية تبلغ نحو 1.5 مليار يورو تقريباً. وتعود أسباب هذا النمو إلى سندات الأرباح للشركات المساهمة في الخارج، حيث ارتفعت إيرادات المجموعة مقارنة بالعام الماضي بنحو 1 في المائة إلى 11.6 مليار يورو، وتراجعت أرباح التشغيل نحو 25 في المائة إلى 1.3 مليار يورو.
وسجّلت "سامسونج" حصة كبيرة من الأرباح في أوروبا والولايات المتحدة. ولا تُقدّر رئاسة المجموعة تحسّناً ملحوظاً خلال الأشهر المقبلة في المحيط التجاري. وعلى أية حال، سينعكس على تقارير محصلة الربع الثاني انخفاض تكاليف فروع الرقاقات الصغيرة، وشاشات البلازما المسطّحة.
وارتفع سعر أسهم المجموعة في بورصة سيئول نحو 2.5 في المائة، وتجاوب المتداولون بفرح حيال هذا الارتفاع، حيث باعت الشركة أوراقها المالية الخاصة حتى تموز (يوليو) بقيمة 1.6 مليار يورو عن طريق البورصة، وهذا يتضمّن نحو 1.8 في المائة من جميع شهادات المساهمة الموجودة. ويُقيّم المستثمرون "سامسونج" بسعر قياسي يقدّر بنحو 80 مليار يورو، وهذا ضعف تقييم الشركة اليابانية "سوني" Sony، ويوجد ما يزيد على نصف أسهم مجموعة "سامسونج" بأيدي المستثمرين الأجانب الكبار.
وثابرت "سامسونج" في السوق منذ نهاية التسعينيات لتصبح إحدى كبرى الشركات الرائدة في القطاع. وتُعد "سامسونج" ثاني كبرى شركات تصنيع أشباه الموصلات في العالم بعد مجموعة "إنتل" Intel الأمريكية. كما تحتل "سامسونج" المركز نفسه في سوق شاشات البلازما المسطّحة LCD بحصة تبلغ نحو 22 في المائة بعد شركة "إل. جي. فيليبس" رائدة السوق في هذا المجال.
أما في سوق الجوالات، فإن مبيعات شركة "سامسونج" تلي في الترتيب مبيعات شركتي "نوكيا" و"موتورولا". وباعت شركة "سامسونج" الكورية ما يقدر بنحو 29 مليون هاتف جوال خلال الربع الأول، بينما باعت قبل عام نحو 24.5 مليون جهاز فقط. وحقق الفرع في الربع الأول نحو 3.6 مليار يورو، وسجّل أرباحا تشغيلية قدرت ً بنحو 380 مليون يورو. وهذا بالكاد نصف القيمة التي حققتها الشركة العام الماضي.
وكان على فرع الرقاقات الصغيرة تقبّل التراجع، برغم أن هذا القطاع لا يزال يشهد طلباً مرتفعاً حول العالم، فقد شهدت جميع أسواق الرقاقات تراجعا ملحوظاً في الأسعار، ولهذا حقق قطاع الرقاقات نحو 4.3 مليار وان (3.5 مليار يورو) مقابل العام الماضي بنحو 3 في المائة أقل. وبدا الربح التشغيلي أقل بنحو 20 في المائة لدى تحقيق نحو 930 مليون يورو. وفي المقابل، أشار فرع شاشات البلازما المسطحة، برغم تراجع الأسعار العالمي، إلى تضاعف ثلاثي في المحصلة التشغيلية. وسجّل فرع "سامسونج" ربحاً تشغيلياً بقدر 91 مليون يورو وإيرادات بلغت نحو 2.2 مليار يورو.
وتنوي مجموعة "سامسونج" استثمار نحو 7.7 مليار يورو إجمالية في قطاعاتها التجارية المختلفة خلال العام الجاري. وهنا تتمركز سوق الرقاقات، وشاشات البلازما المسطّحة. وسلّح الكوريون العام الماضي منشآتهم بنحو 8 مليارات يورو، وبالتالي فهم يخصصون المزيد من المال في سوق شبه الموصلات أكثر من رائدة السوق "إنتل" Intel. وستعمل مجموعة "سامسونج" خلال الأعوام المقبلة بنحو 20 مليارا على تشييد مجمع من مصانع إنتاج شبه الموصلات بالقرب من مركز المجموعة. ومن المفترض أن يكون فرع الرقاقات النقطة الرئيسية في توسّع المجموعة.
وتكدّس المجموعة لعام 2010 حجما من المبيعات للفرع بنحو 50 مليار يورو، وتقدر مجموعة "سامسونج" إيراداً للمجموعة على مستوى العالم يُقدّر بنحو 100 مليار يورو لبداية القرن الجديد. وحققت الشركة خلال العام الماضي إيرادات تُقدّر بنحو 47.3 مليار يورو، وسجّلت فائضاً تجارياً يُقدّر بنحو 6.3 مليار يورو.
