"جوجل" تتجه لفتح المزيد من الأسواق في أرجاء العالم
إذا دار الحديث عن الإنترنت فغالباً ما يكون المتحدث شابا صغير السن،
لكن فينت سيرف يختلف نوعاًَ ما، فهو من اكتشف بروتوكول الإنترنت وضبط النقل على الشبكة في السبعينيات، ومنذ ذلك الحين يُعتبر أحد أجداد الإنترنت من بين جميع المهام التي يتولاها على الإنترنت، وهو ظاهرياً يمثّل المدير الإداري على الشبكة. ويُعتبر هذا المهندس القديم، البالغ من العمر 62 عاماً "الأب الروحي للإنترنت" لدى شركة "جوجل" فيما يتعلّق بتصوراتها المستقبلية. وإحدى تصوراته المحببة، هي الربط الشبكي الكامل، الذي يتجاوز حواسيب الإنترنت.
يصف سيرف مستقبل شبكة الإنترنت قائلاً: "لا بد أن تكون الأجهزة كافة بمختلف أنواعها قادرة على العمل مع بعضها البعض في المستقبل. ومثال على هذا: عندما أجلس على مقعد السيارة، يمكن لبعض الأجهزة ذات العلاقة فقط الإجابة عن السؤال والاستفسار عن موقع محطة تعبئة الوقود اللاحقة من ضمن الكثير من الأجهزة التقنية، أي أن يكون هاتفي النقّال يحتوي على نظام قادر على النطق، وهو مربوط على شبكة الإنترنت، وسيارتي مجهّزة بنظام ملاحي مرتبط بالأقمار الصناعية، وتمتلك عنواناً على شبكة الإنترنت، وبالتالي حتماً يمكن للشبكة تحديد موقعي بالضبط. ويتم وصل هذا الموقع على حواسيب الإنترنت، القادرة على إرسال خريطة الطريق نحو محطة تعبئة الوقود اللاحقة على شكل رسالة". ولكن بالفعل هذه ليست النهاية، فجميع الأجهزة بمختلف أشكالها، المجهّزة وفقاً لمقاييس تحديد التردد الإذاعي، يمكن ربطها بسهولة على الإنترنت".
ويضيف سيرف قائلاً: "يمكن للمرء أن يتصوّر أن رقاقات تحديد التردد الإذاعي ستصبح جزءا من عناوين الإنترنت. وإذا أراد المرء أن يعلم شيئاً حول جهاز مجهّز برقاقات البث الذاتي، يمكنه أن يجد المعلومات اللازمة عن طريق شبكة الإنترنت". ولهذا تعتبر مقاييس تحديد التردد الإذاعي جزءا من استراتيجية جوجل: "جوجل ترى مصالح كبيرة لها في مقاييس تحديد التردد الإذاعي"، حسبما ورد عن سيرف، بالإضافة إلى أنه يضم إحدى أحب أفكاره في الوقت ذاته إلى اللعبةIPv6 - Internet Protocol Version 6، النسخة السادسة من بروتوكول الإنترنت. "نحن بحاجة ماسة إلى مساحة عنونة أكبر تشمل أجهزة الإنترنت النقّالة كافة. ومن الممكن تنظيم عناوين الأجهزة كافة على الإنترنت عن طريق بروتوكول الإنترنت النسخة السادسة الجديد IPv6، وبالتالي تصبح شبكة الإنترنت أوسع أكثر بكثير مما تبلغ سعتها اليوم" وذلك بناءً على توقعات سيرف. وهو يعتبر عدد العناوين المُتاحة على النظام الحالي قليلا جداً.
وتشير "جوجل" دوماً إلى اهتمامها بالمعلومات الجغرافية المبوبة، حيث يقول سيرف: "يمكن رؤية الاستخدامات الأولى لهذه البيانات عن طريق برامج "جوجل" إيرث Google Earth (الكرة الأرضية)، وخرائط "جوجل" Google Maps، وجوجل محلي Google Loca. أعتقد أن الطلب على المعلومات المحلية يتزايد بقوة. ولا تعتبر المعلومات حول المطاعم أو المستشفيات الموجودة بالقرب جديرة بالملاحظة فقط، ولكن كذلك ليبقوا على اتصال بالأصدقاء، وإذا كانت لديهم رغبة في اللقاء بي مثلاً".
بالإضافة إلى هذا، فمن المتوقع أن تلعب "جوجل" دوراً مهماً في عالم الإعلام، حيث يقول سيرف، الذي ينظر إلى الإعلام المطبوع في عالم الرقمية بتفاؤل واضح: "تعمل "جوجل" على إيجاد الأفلام التي يرغب المستخدم أن يراها على الفور، أو الأخبار التي تهمّه في هذه اللحظة. ولكن لا تكمن عنق الزجاجة ضمن استراتيجيتنا، فنحن لا ننتج المحتوى، حيث إن "جوجل" تقدّم المساعدة فحسب لإيجاد تلك المحتويات.
وتحظى الصحف بمستقبل واعد، حيث إن المعلومات القيّمة التي تحتويها ستكون الحاجة إليها دائماً وباستمرار، ولكن القدرة في عرض أخبارها على الشبكة مهم جداً. وتملك الصحف الفرصة لتصنع نفسها من البداية على شبكة الإنترنت، حيث إن الصحيفة التقليدية يحدّها ضيق المساحة، ولكن على شبكة الإنترنت لا يوجد حدود، وبالتالي تنمو الفرص لعرض الأخبار ضمن وسائل إعلامية مختلفة، سواء كانت على الإنترنت أو على أجهزة الهاتف النقّال. وأنا أعتقد أن جميع دور النشر قد استوعبت أيا من الفرص توجد اليوم لعرض الأخبار، وفرص جني الأرباح من ورائها. وعلى الصحف أن تعدّل نفسها، وإلا انتهى دورها". ولكن ماذا عن مستقبل جوجل؟ يوضّح كيرف قائلاً: "سننمو بالتأكيد"، على أية حال، ستعزز "جوجل" من ظهورها في الأسواق. "ستعمل "جوجل" على فتح المزيد من الأسواق في جميع أرجاء العالم، لتتمكن من تعديل نفسها طبقاً لمواصفات كل موطن".