يختلف أهل الرأي والعقد بخصوص الأشخاص الذين يقبعون داخل سجون جوانتانامو، حيث المكان مليء بالقصص المأساوية من ضمنهم مدرب للعبة الكركت، وتاجر مفارش، وغيرهم، والحق يقال إن هناك دولا سعت وتسعى لكي يتمكن هؤلاء من التخلص من هذه المأساة الإنسانية، حيث سمعت من أهل الرأي أن هناك أناسا لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا موجودين في أفغانستان وقت الهجوم الأمريكي وأصبحوا من المعتقلين، ويخطئ من يعتقد أن الأمر يخص فقط أولئك المعتقلين في هذه السجون، بل هناك أسر عديدة تنتظر بكل شوق لترى وتسمع من قريب حال هؤلاء، خصوصا عندما يسمعون نبأ الإفراج عن دفعة جديدة من هؤلاء.
وقد تحدثت مع عدد من الأسر الذين يعانون الأمرّين، أولهما لا يعرفون متى يتم الإفراج عن بعض من تربطهم بهم صلة قرابة؟ وما الخطوات التي يجب عليهم العمل من خلالها؟
هنا لا بد من وقفة صارمة لنفهم هؤلاء أن هناك جهات ذات علاقة تعمل ليل نهار ليخلصوا هؤلاء من المعاناة التي يعانون منها، وقد أوضح المسؤولون في وزارة الداخلية أنهم على اتصال مباشر بالجهات الخارجية وفور تأكدهم أن هناك سعوديين من ضمن المفرج عنهم يتم الترتيبات لاستقبال هؤلاء وإبلاغ أقاربهم لكي يتمكنوا من لقائهم عند وصولهم أرض المملكة.
وقد وجه الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية بإنشاء مكتب خاص في الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه في الوزارة لاستقبال الاتصالات، وتم توسيع عمل هذا المكتب ليتم التنسيق مع إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية، وتم وضع آلية عمل مع الصليب الأحمر لتبادل الرسائل بين المحتجزين وبين ذويهم، ولا أخفي سرا عندما أقول إن المملكة أرسلت وفدا من أهل الاختصاص التقوا بجميع المحتجزين السعوديين وقد نقلوا أخبارهم لأهاليهم, ومن شأن هذه المساعي والجهود الإفراج عن العديد ممن يعانون من أمور شتى في هذه السجون ومن شأن مثل هذه المساعي الحثيثة أن تؤتي ثمارها.
وقد شعرت بسعادة غامرة عندما اتصلت بإحدى الأسر حين استقبالهم لابنهم من هذه السجون وقد تمت الترتيبات اللازمة لأهاليهم لكي يتمكنوا من اللقاء به حين وصوله أرض الوطن وتم استقبال أفراد الأسرة الأم والزوجة والإخوة جميعهم في مقر الضيافة الخاصة بسجن حائر، وهيئت لهم الأجواء المناسبة للالتقاء بمن غاب عنهم.
والطريق طويل، ولكن مهام الرجال هي تذليل الصعاب، وإنني أناشد المنظمات للسعي حثيثا ليتمكن هؤلاء من العودة إلى أوطانهم.
