رجل الأعمال عبد الله فؤاد يختصر مشوار الــ60 عاما في 3 ساعات

رجل الأعمال عبد الله فؤاد يختصر مشوار الــ60 عاما في 3 ساعات

عندما تصنف قلاع التعليم في السعودية فإن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تأتي في مقدمتها, وعندما تستعرض قائمة رجال الأعمال العصاميين فإن عبد الله فؤاد يأتي من ضمن القائمة الأولى التي تضم الأبرز منهم على مستوى البلاد.
واستضافت الجامعة أخيرا وضمن فعاليات يوم المهنة السنوي الثالث والعشرين الذي تنظمه بمشاركة 116 شركة سعودية, عبد الله فؤاد الذي ألقى محاضرة تتناول سيرته في مجال المال والأعمال، وبحضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال وأكثر من 300 طالب.
وحينما تستعرض شخصية عبد الله فؤاد فإنه يجب التوقف عند كل محطة عاشها, لأن حياته اكتنفها الكثير من التحديات والصعوبات والإصرار, فلم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب - كما يقول - بل العكس صحيح, فقد ولد في زمن كان إشباع الحاجات الأساسية للإنسان غاية في الصعوبة, لذلك كان ومازال يشعر بالفقير والبسيط الذي يكتسب قوت يومه بصعوبة, فهو مؤمن بمقولة شاتو بريان "الإرادة الحثيثة, التي لا تثنى, تعلو على كل شيء, وتعلو حتى على الدهر".
وتوقف عبد الله فؤاد خلال المحاضرة عند عدد من التجارب والمراحل المميزة التي مر بها في حياته, موضحاً كيفية تعامله مع الصعوبات التي واجهته في مسيرته الحافلة وتحليه بالصلابة وقوة الإرادة للوصول إلى أهدافه.
وتميزت المحاضرة بدقة الضيف وقوة ذاكرته في استرجاع تفاصيل عديدة مر عليها زمن طويل، إضافة إلى الطريقة الرائعة في سرد ذكريات الأمس وكأنه قاص محترف.
"الاقتصادية" كانت بين الحضور وسجلت تجربة إدارية متميزة تفاعل معها الحضور من الطلبة والمسؤولين ورجال الأعمال.. إلى التفاصيل:

الميلاد.. سنة الطبعة
سرد عبد الله فؤاد تجربته أمام الحضور قائلا: "كانت الكارثة أشبه بالزلزال أو البركان, غطت آثارها المنطقة بأكملها في صيف عام 1925, حينما هبت عاصفة شديدة ضربت الخليج العربي, حينما كان الناس نائمين في محاملهم, وأدت إلى غرق العديد من اسطايل الغوص, وراح ضحيتها كثير من الأرواح, وأطلق على هذا العام "سنة الطبعة" وفي هذا العام ولدت, ولا أعرف هل كان ذلك من حسن الحظ أم من سوئه, فقد ينظر إليه البعض أنه من سوء الطالع, لأنه جاء في ظروف صعبة, يقاسي فيها الناس العذاب والشتات, ولا يستطيع الأهل أن يوفروا لي الراحة والأمان, ولكنها نظرة متفائلة, كأن القدر أراد أن يعودني على الأهوال منذ مولدي, ولدت في بيت جدتي في الدمام, تلك القرية الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 200 نسمة آنذاك، تسمى برستي، وقتها لم يكن هناك تسجيل رسمي للمواليد أو أي جهة تقوم بإحصاء عددهم وتواريخ ميلادهم، حتى أنني عندما كبرت وعرفت تاريخ تسجيل محدد لولادتي ربطتها بيوم الطبعة الذي حدث خلال موسم الصيف فقدرته في يوم 22/7/1925 وقمت بتسجيله رسميا.
حدث ذات مرة عندما بلغت العام ونصف العام أن نشبت مشاجرة بين والدي وعلى آثارها قام أبي بطلاق أمي, ورغم أنني كنت السبب في خلافهما, إلا أن شيئا لم يفد, قبلها كان والدي عائدا من الأحساء مجهدا ومتعبا من طول الطريق، ولعل ذلك جعله قليل الصبر خاصة عندما وجدني أبكي بشدة, عذابا وبؤسا, وألقى بمسؤولية أكبر على عاتق والدتي.
ورحلت أمي وأنا أتبعها، وعانت كثيرا من جراء طلاقه، وقررت بعد ذلك الذهاب إلى والدها الشيخ يوسف بن خالد أبو بشيت في قرية الجسرة القريبة من البديع في البحرين، وكان عمري آنذاك ثلاثة أعوام".

الخطوة الأولى
يكمل حديثه مسترسلاً: "بعد أن بلغت السابعة من عمري, طلبت والدتي من جدي أن يدخلني لدى المطوع لكي أتعلم القرآن الكريم وفي أثناء حفظي للقرآن على يد المطوع, أصبت بمرض الجدري وكان المنزل يعج بعدد كبير من الأطفال, وتزيد خوف الأهل أن أنقل عدوى مرضي لبقية الأطفال وذهبت والدتي وأنا إلى بيت جدي، واستمر ذلك لمدة ثلاثة أسابيع حتى شفيت وتعافيت تماما من المرض, وبدأت أتلقى دروسي, حتى حفظت القرآن الكريم كاملا, وكان من المعتاد أن يقيم والد المحتفى به مأدبة كبرى يحضرها معلمه وزملاؤه وأفراد عائلته, إلا أنني افتقدت وجود الأب بجواري, ولعلي شعرت بافتقاده في مثل هذا الموقف, وبعد عودتي للمنزل رأيت السعادة على وجه أمي, وأذكر أنها بكت وقبلاتها تنهمر علي, لقد شعرت حينها بأنها قطفت أولى ثمار تعبها وتضحياتها.

اللغة.. وصحن الأمريكية
في أوائل عام1943م تم عقد قران والدتي على العم عبد الله بن جاسم أبو بشيت الملقب بعبد الله فؤاد، وقتها كنت قد بلغت التاسعة من عمري, وبعد أسبوع من الزواج انتقلت مع عمي عبد الله فؤاد ووالدتي، ومع مرور الأيام ازداد تعلقي بعمي عبد الله, وكان يهتم بي كثيرا ويشجعني على التعلم, ومن حرصه على تعليمي اتفق عمي مع أمريكي يعمل في شركة أرامكو أن أقوم بخدمته هو وزوجته في المنزل مقابل أن تعلمني المرأة اللغة الإنجليزية, وكلفتني سيدة المنزل بالتنظيف وغسل الصحون, مقابل أن تعلمني اللغة الإنجليزية, وكانت زوجة الأمريكي امرأة طيبة, كنت أشعر بعطفها, لكن وإذا كان لابد من لكن هنا، وبعد أربعة أشهر انتهى عقد الأمريكي مع الشركة, وحزنت لذلك حزنا شديدا.

رقم في أرامكو
بعد أسبوع من تركي العمل في منزل الأمريكي, عملت بعدها في وظيفة مراسل، وكنت أنقل البريد والأوراق من المكاتب إلى الورش والمستودعات والنقليات والدوائر والمنفردة والعيادات, وقمت بعملي بشكل جيد وأصبحت محط أنظار رؤسائي, لقد كانت "أرامكو" بالنسبة لي في البداية بمثابة حلم يصعب الوصول إليه.
بدأت الحرب العالمية الأولى من أيلول (سبتمبر) 1939م، وقد قامت الشركة بتوزيع نشرات تحذيرية للتصرف عند سماع صافرات الإنذار، وحددت الأماكن التي يتوجب الذهاب إليها, أن يتم العمل على صافرات الإنذار بالتناوب طوال اليوم، وبدأت نوبة عملي كمأمور سنترال في تمام الساعة الحادية عشرة ليلا, وكان من المفترض أن تستمر حتى الساعة السابعة صباحا, كنا ثلاثة أشخاص قسم العمل بيننا على ثلاث ورديات, يعمل كل واحد منا ثلاث ساعات, واستلمت السنترال, بمجرد أن وضعت السماعة على أذني, أخذت كتاب أرسين لوبين, وبدأت القراءة نظرا لعدم وجود اتصالات في تلك الفترة المتأخرة من الليل, إلا أنني سرعان ما شعرت بالتعب والإجهاد، وددت لو أني عدت مكاني ونمت, ولسوء حظي وضعت ذراعي على صافرة الإنذار, فانطلق دويها في كل أرجاء المكان, فانطلقوا الناس إلى المخابئ, وشعرت كأن حائطا سقط فجأة فوق رأسي, وقتها أفقت وأدركت أن الحائط لم يكن أكثر من لاطمة قوية من رئيسنا الأمريكي, الذي تناول سماعة السنترال وأخذ يطمئن المتصلين، وبعدها فصلت من عملي، فذهبت إلى البحرين لكي أقيم مع والدي وعملت هناك.

رحيل عبد الله فؤاد
عام 1944م توفي عمي عبد الله فؤاد، وبعدها قررت العودة إلى الخبر للبقاء مع والدتي، فقدمت استقالتي من العمل وتوجهت إلى الخبر، بعد أن أخبرت والدي بقراري الذي وافق عليه، وبعد مرور أيام لرحيل عمي عبد الله فؤاد, سمتني والدتي "عبد الله فؤاد" وفاء منها لعمي وتخليدا لذكراه، وكانت تلك بدايتي مشوار الألف ميل.
وفي منتصف 1946م رشحني السيد ذوركن لمنصب رئيس مكتب شؤون الموظفين وزيادة راتبي إلى 750 ريالاً، وكانت مهمتي الأساسية تتمثل في قيامي بالتوظيف وإنهاء كل الإجراءات الخاصة بالموظفين الجدد وتوجيههم للدوائر المختلفة، إضافة إلى الإشراف على حركة تغيير الموظفين والعاملين، ولعل ذلك كان أول منصب إداري أعمل فيه.

المشروع الأول
في منتصف عام 1947 الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل، وكانت مقاولة غسيل سيارات تابعة للشركة في منطقة رحيمة. وفي العام نفسه ومن أرباح المقاولة اشتريت سيارة جديدة (بد فورد). وفي منتصف عام 1948م قدمت استقالتي من الشركة. وكان المشروع يعد الأكبر والأضخم بالنسبة لي، إذ بلغت قيمة المقاولات التي نفذتها 14 مليون ريال.
وفي أواخر عام 1950م قمت بافتتاح مكتب للترجمة في الدمام، واتفقت مع شركة أرامكو على أن أقوم بترجمة بعض المقتطفات من الصحف والمراسلات والعقود الخاصة بها.
وحدثت المفاجأة في عام 1951م بعد أن أنهينا تنفيذ مقاولة التابلاين، عاد الموظفون والعمال إلى الدمام، وقدموا السندات الدالة على حقوقهم، إذ إنني كنت أعطيهم سندات بدلاً من الريالات الفضية التي لا يستطيعون حفظها في أماكن عملهم النائية، إلا أنني صعقت من ضخامة مبالغها والذي لا يغطيه ما لدي من مال.
كما أغلقت مكتب الترجمة وبعت الورشة بمبلغ زهيد يبلغ أربعة آلاف ريال، كما قامت جدتي مريم بنت كلبان ببيع بيتها بـ 23 ألف ريال وأعطتني إياها، كي أسدد ما علي من التزامات لا أستطيع حتى اليوم أن أنسى ذلك الموقف، كانت امرأة عظيمة.

الثروة الأولى
خلال عام 1954م حصلت على مقاولة صغيرة من شركة أمريكية تنفذ أعمالاً في مطار الظهران، وكنت في حاجة إلى عشرة آلاف ريال أسبوعيا لتنفيذها، ولم يكن بحوزتي هذا المبلغ، وفكرت في الشراكة لأنها كانت الحل الوحيد المتوفر أمامي، وبعد فترة من البحث اتفقت مع الأخوين عبد العزيز وسعد المعجل على أن يشاركاني في المشروع فوافقا.
وفي عام 1955م حيث فزت بمقاولة للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية بمساعدة شركة إيطالية بقيمة تبلغ 35 ألف ريال للبرج الواحد، وحققت من المشروع وملحقاته ربحاً بلغ 50 ألف ريال عوضني عن خسائر مدارس بقيق التي قد بنيتها سابقا.

التميمي وفؤاد
في عام 1960م حصلت على مقاولة لبناء ثلاث مدارس في الخبر، الدمام، ورحيمة لصالح أرامكو، نفذتها بشكل جيد وانتهيت منها في شهر آب (أغسطس) عام 1962م.
وفي العام نفسه زرت مكتب المقاولات التابع لأرامكو في الظهران للإطلاع على الأعمال المعروضة للمقاولات فقابلت علي التميمي - رحمه الله-، فعرضت عليه أن نتشارك في المشروع واتفقنا على تأسيس شركة باسم (تميمي وفؤاد)، وكانت تلك بدايتنا الحقيقية التي استمرت ما يزيد على 24 عاماً.

النمو والنمو
بدأت أعمال "التميمي وفؤاد" تنمو بشكل كبير، وقمنا بتنويع استثماراتنا بشراء العقارات والدخول في مجالات جديدة مثل الاستثمار في أسهم البنوك، كما أسسنا شركات ومصانع وفنادق وحصلنا على وكالات عالمية كبرى.
وكان متوسط العمال لدينا يفوق السبعة آلاف فرد ينتمون إلى 22 بلداً من مختلف أنحاء العالم.
وفي عام 1979م وبعد فترة قصيرة من تأسيس شركة التميمي وفؤاد للأطعمة " قلوبال"، قمنا بإدخال فكرة الأسواق المركزية الحديثة للسعودية عن طريق افتتاح أول سوبر ماركت في الخبر، ثم افتتحنا سوبر ماركت آخر في الدمام إضافة إلى ثلاثة أخرى في الرياض واثنين في جدة.
كما كنا من أوائل المؤسسين لبنك إنفستكورب ومن المساهمين الأوائل في عدد من البنوك والشركات السعودية العملاقة.

تنويع مصادر الدخل
كنت قد اتفقت وشريكي علي التميمي منذ تأسيسنا شركة التميمي وفؤاد، على أن لكل منا الحق في الاستثمار منفرداً، فكان لديه أنشطته التجارية الخاصة. وقمت أنا بتأسيس مؤسسة فؤاد عبد الله فؤاد (فافكو) في 28/8/1971م، والتي عملت في مجال المقاولات في بدايتها، فنفذت مشروعات ضخمة لصالح أرامكو وعدداً من الشركات السعودية الكبرى، كما نفذت لاحقاً مبنى مستشفى عبد الله فؤاد والمقر الرئيس للمجموعة وعدداً من المصانع والمجمعات السكنية، إضافة إلى المؤسسة الأم "عبدالله فؤاد"، وفي المقابل توسعت ونمت أنشطتنا والتي تحولت إلى مجموعة شركات تحت اسم "مجموعة شركات عبد الله فؤاد".
ولم أغفل وقتها الاستثمارات المشتركة، فأسست مع عبد الله محمد النعيمي شركة الصناعات الوطنية، التي قامت بإمداد شركات متعددة كأرامكو السعودية، بترومين، والأسمنت السعودي البحريني.
وأسست كذلك مع عبد الله بوسبيت شركة "فابكو" التي تصنع الورق وأنابيب البلاستيك. وعلى الرغم من توسع أنشطة عملي في "التميمي وفؤاد" و "عبد الله فؤاد" إلا أنني أعتقد أن أبرز قرار استثماري اتخذته كان إنشاء مستشفى عبد الله فؤاد في الدمام نظراً لما قدمه من خدمات متميزة للمنطقة وأهاليها.
وفي عام 1980م تم افتتاح المستشفى الذي ضم 310 أسرة، وصنف رسمياً مستشفى درجة أولى في المنطقة الشرقية. سعدت كثيراً عندما أطلق اسمي على الحي الذي يعد أحد أكبر الأحياء في مدينة الدمام.

خسارة بـ 800 مليون ريال
في أواخر عام 1981م تعرضت الأسواق العالمية لركود اقتصادي دفع البنوك الأجنبية في البحرين إلى مطالبة رجال الأعمال بتسديد ما عليهم من قروض، وشمل ذلك الإجراء رجال الأعمال في السعودية ودول الخليج العربية حينها، كان حجم المبالغ والتسهيلات التي نلتها يفوق 800 مليون ريال.
كانت أولى الخطوات للتعامل مع الواقع حصر ممتلكاتي واستثماراتي، التي تمثلت في "شركة تميمي وفؤاد، شركة الأعمال المدنية، شركة الصناعات الكيماوية، شركة الصناعات الوطنية، شركة فابكو عبد الله فؤاد وأبو بشيت"، إضافة إلى ملكيتي الكاملة لمجموعة عبد الله فؤاد "فافكو"، الشركة السعودية للإنشاءات الكهربائية والميكانيكية "بتكن" شركة عبد الله فؤاد أمبلوي للحماية الكاثودية، شركة منطق للكمبيوتر، واستثمارات وأسهم في بنوك وشركات محلية ودولية.

التسوية
عدت مرة أخرى للتفكير في إنهاء مشاكلي واجتمعت مع البنوك عدة اجتماعات، وأيقنت أنهم سيرفعون شكوى ضدي فسارعت إلى شريكي علي التميمي، وتفاهمت معه على أن يشتري حصتي في شركة تميمي وفؤاد، خوفاً من أن تضع البنوك يدها على الشركة وحماية لرفيق دربي وشريكي، اتفقنا على إنهاء شراكتنا وبدأت المفاوضات مع البنوك المحلية، وتم التوصل إلى تسويات معها ومن ثم رفعت البنوك الأجنبية شكوى في البحرين، ومن ثم لدى فرع وزارة التجارة في المنطقة الشرقية، وتم التوصل إلى تسوية مع هذه البنوك بإشراف وزارة التجارة.

العودة.. مرة أخرى
بدأت الدماء تسري من جديد في جسد أعمالي وأخذ النشاط يحيط بالشركات التابعة للمجموعة التي تنمو شيئاً فشيئاً، وبعد أن تحررت من الديون وحققت أرباحاً جيدة بدأت أضع يدي على العمل بشكل أكبر وركزت على تنظيمه.
واستحدث ابني فؤاد للمرة الأولى مدن الترفيه Toy Town، التي تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وفي قطاع المقاولات، أعدت هيكلة شركتي فافكو وبتكن، ووزعت رأسمالها على أبنائي وبناتي وزوجتي توزيعاً شرعياً واحتفظت بحصة 4 في المائة فقط باسمي.

الاستفادة من التجربة
كتبت في 1/1/1989م وبعد أن خضت التجربة الأكثر قساوة في حياتي، نصيحة لأبنائي ولكل من يعاني ويقاسي من مشكلة ما، على ورقة بيضاء وضعتها في برواز لا تفارق عيني حتى اليوم.
" لا تخف، دافع عن حقك، لا ترهب قوة خصمك العملاق وضعفك، المهم أن تصبر وتستمر، صمودك هو نصف المعركة ونفاد صبرك هو بداية الاستسلام، وإذا صادفتك في حياتك مصاعب وعقبات وأزمات، فهذه ليست نهاية العالم، ملايين غيرك واجهوا الشدائد، وتغلبوا على المحن وقعوا على الأرض ثم حاولوا الوقوف من جديد، فشلوا عدة مرات ونجحوا في النهاية، انظر حولك إلى كل الناجحين في الحياة، نجاحهم لم يكن سهلاً، دفعوا من راحتهم وأعصابهم، قامروا بحياتهم فقدوا صحتهم شقوا وتعذبوا، وبعد ذلك وصلوا إلى ما هم فيه من مجد ونجاح، فليكن الصبر والمواجهة والنجاح حليفنا بإذن الله إذا جاء الليل فأضئ الكهرباء وإذا انقطعت فأشعل شمعة وإذا ذابت فأشعل عود ثقاب وإذا انطفأ فأغمض عينيك وانتظر شروق الشمس من جديد".

لقطات
- حضر المحاضرة أكثر من 300 طالب تفاعلوا مع طرح عبد الله فؤاد تجربتة الثرية, وأبدوا إعجابهم بشخصيته, وطرحوا عليه الأسئلة حتى وصوله سيارته في المواقف الخارجية.

- أمنيته التي لم يحققها الضيف في حياته كانت إنشاء دار للأيتام في المنطقة الشرقية, إلا أنه يسهم دائما وبشكل ملحوظ في الأعمال الخيرية والاجتماعية لتعويض ذلك.
- بعد انتهاء المحاضرة قام الدكتور عبد العزيز الصويان وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية (عريف المحاضرة)، بتقديم درع تذكاري للشيخ عبد الله فؤاد نيابة عن الجامعة.
- طالب عدد من الحضور عبد الله فؤاد بزيادة طبع نسخ الكتاب وطبعه باللغة الإنجليزية، لكي يتمكن لغير الناطقين باللغة العربية قراءته والاستفادة من تجربته الثرية, والكتاب هو من تأليف الزميل خالد بوعلي مدير تحرير جريدة "الاقتصادية".
- حمد محمد بوعلي حفيد الشيخ عبد الله فؤاد بذل جهدا ملحوظا في تنظيم المحاضرة.

الأكثر قراءة